صحف: قلق تركي وأكراد سوريا يسعون لحكم ذاتي

A fighter of the Kurdish of the Committees for the Protection of the Kurdish People (YPG) hold a position on the front line on October 19, 2013 in the Kurdish town of Derik (aka al-Malikiyah in Arabic), in the northeastern Hasakeh governorate on the border with Turkey and Iraq. Kurdish fighters from several villages in oil-rich Hasake province are engaged in combat against Al-Qaeda affiliated groups the Islamic State of Iraq and the Levant (ISIL) and Al-Nusra Front, said the Syrian Observatory for Human Rights. AFP PHOTO FABIO BUCCIARELLI
undefined
 
تناولت صحف أميركية بعض جوانب الأزمة السورية وتداعياتها، وخاصة ما تعلق منها بتركيا وتزايد نفوذ تنظيم القاعدة على حدودها، وبانعكاسات الأزمة على أكراد سوريا، وقالت إحداها إن لدى أنقرة قلقا إزاء تنظيم القاعدة في جارتها السورية.
 
فقد قالت صحيفة واشنطن بوست إن تركيا غضت الطرف منذ أكثر من عام على تدفق آلاف المتطوعين الأجانب من كل أنحاء العالم الداخلين عبر حدودها إلى سوريا، وذلك للقتال إلى جانب "المتمردين" من أجل ما سمته تسريع زوال نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضافت الصحيفة أن عدد من وصفتهم بالمتطرفين أخذ بالتزايد قرب الحدود التركية، وأن تنظيم القاعدة يسيطر على مناطق كبيرة شمالي سوريا، مما يثير المخاوف من تعرض تركيا لهجمات، وخاصة في ظل إعلان الولايات المتحدة عدم عزمها التدخل عسكريا في سوريا.

وقالت إنه سبق للرئيس الأميركي باراك أوباما أن انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما التقيا في البيت الأبيض في مايو/أيار الماضي، معتبرا أنه لم يبذل ما يكفي من الجهود للحد من تدفق المقاتلين الأجانب، وأضافت أن هذه القضية يتوقع أن تكون على الأجندة عند وصول وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو غدا إلى واشنطن.

يشار إلى أن رئيس الوزراء التركي نفى قبل أيام أن تكون بلاده توفر مأوى أو دعما لجماعات مرتبطة بالقاعدة تشارك في القتال الدائر بسوريا، بينما أعلنت السلطات التركية أنها ضبطت شحنة أسلحة تضم 1200 رأس حربي على الحدود مع سوريا وأوقفت تسعة أشخاص.

مجموعات مسلحة
وأكد أردوغان في مؤتمر صحفي خلال زيارة رسمية للسويد أن "لا سبيل لأن تجد جماعات مثل (جبهة) النصرة والقاعدة مأوى في بلدنا"، مضيفا أن "مثل هذه الكيانات ستلقى نفس المواجهة التي تلقاها الجماعات الإرهابية الانفصالية".

كما أن الرئيس التركي عبد الله غل صرح أواخر سبتمبر/أيلول الماضي بأن بلاده لن تتسامح مع المجموعات المسلحة التي لها صلة بالقاعدة في سوريا.

وأعرب عن قلقه من تقدم مثل هذه المجموعات من الحدود التركية، وأكد أن أنقرة لن تسمح بتكون أي تنظيم خارج حدودها من شأنه أن يهدد أراضيها والمنطقة بأكملها.

الأكراد في سوريا بدؤوا يسيطرون على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، وهم يسعون نحو حكم ذاتي في البلاد، ولكنهم يواجهون تحديات في هذا المسعى

أكراد سوريا
وفي جانب آخر متصل بالأزمة السورية، قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن الأزمة تركت انعكاساتها على أكراد سوريا، وأشارت إلى أن الجماعات الكردية المسلحة تحقق انتصارات على المقاتلين التابعين لتنظيم القاعدة في سوريا، وأن الأكراد أعلنوا قبل أيام عن مجلس للحكم الذاتي في المناطق ذات الأغلبية الكردية في شمال شرق سوريا.

من جانبها قالت وول ستريت جورنال إن الأكراد في سوريا بدؤوا يسيطرون على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، وإنهم يسعون نحو حكم ذاتي في البلاد، ولكنهم يواجهون تحديات في هذا المسعى.

يشار إلى أن الأكراد في شمال شرق سوريا أعلنوا قبل أيام عن تشكيل إدارة مدنية انتقالية لمناطقهم، وذلك بعد تمكنهم من تحقيق تقدم ميداني بعد مواجهات مع الجيش السوري الحر وجبهة النصرة.

وجاء هذا الإعلان في بيان صدر عن اجتماع في مدينة القامشلي حضرته مكونات المحلية لمناقشة مشروع الإدارة المدنية الانتقالية الذي تقدم به حزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر الأحزاب الكردية السورية.

وأوضح البيان أن مهمة الإدارة الانتقالية هي إعداد قوانين الانتخابات المحلية والتحضير للانتخابات العامة وإقرار القوانين، بالإضافة إلى التعامل مع القضايا السياسية والعسكرية الأمنية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة.

وبموجب هذا القرار تقسم المنطقة الكردية في سوريا إلى ثلاث مناطق يكون لكل منها مجلسها المحلي الخاص وممثلون في المجلس الإقليمي العام المكون من 82 عضوا.

يذكر أن مواجهات دارت مؤخرا بين مقاتلين أكراد والجيش السوري الحر وجبهة النصرة، وتمكن المقاتلون الأكراد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من السيطرة على معبر اليعربية على الحدود مع العراق.

وعلى صعيد متصل، وصل رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني أمس في زيارة إلى تركيا، وذلك في إطار سعيه مع أردوغان من أجل دفع عملية السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية