تجسس أميركا على حلفائها بحاجة لمراجعة

An undated handout photo by the National Security Agency (NSA) shows the NSA headquarters in Fort Meade, Maryland, USA. According to media reports, a secret intelligence program called 'Prism' run by the US Government's National Security Agency has been collecting data from millions of communication service subscribers through access to many of the top US Internet companies, including Google, Facebook, Apple and Verizon. Reports in the Washington Post and The Guardian state US intelligence services tapped directly in to the servers of these companies and five others to extract emails, voice calls, videos, photos and other information from their customers without the need for a warrant. EPA/NATIONAL
undefined
تنوعت مقالات الرأي في الصحافة الأميركية حول موضوعات شتى مترابطة بصورة أو بأخرى، مثل قضية تجسس أميركا على حلفائها، وأن سياسة أميركا الخارجية مبنية على الوهم. وفي ما يتعلق بالعالم العربي، تساءلت عن سبب خوف العرب من التقارب الأميركي الإيراني.

فقد كتبت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في افتتاحيتها أن الكشف المزعوم عن تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على حلفاء أميركا مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يجب أن يؤدي إلى تغيير في كيفية نظر الأجهزة الأمنية إلى الاختلافات بين الناس.

وقالت الصحيفة إن ذرائع هذا التجسس العالي المستوى لا تتناسب مع المنطق السائد بين الأمم أن "الجميع يفعلون ذلك"، فالتجسس الإلكتروني على الهاتف الشخصي لأحد الحلفاء غزو للخصوصية وغير ضروري، ويشير إلى نوع من جنون العظمة والتشاؤم الخارج عن السيطرة، ويعود بالذاكرة إلى أيام فضيحة ووترغيت والمكارثية.

وترى أنه بينما يحاول أوباما حاليا استعادة الثقة في الولايات المتحدة، يجب عليه أن يخبر مسؤوليه الأمنيين بأن يكونوا حذرين في عدم قبول الرأي القائل بأن كل الناس ينبغي تصنيفهم في فئة أو مجموعة كصديق أو عدو، لأن هذا يمكن أن يقود بسهولة إلى عملية تبسيط مخل على نمط الأبيض والأسود التي تخلق أعداء، وهذا بالتأكيد لا يعكس رأي أوباما القائل بأن البشر يتشاركون مصالح أكثر من القوى التي تدفع بهم بعيدا.

وتعتقد الصحيفة أن غربلة الناس إلى فئات طريقة لاستقطابهم بواسطة "الآخر" وجعل الجميع مستعدا للصراع، في حين أن حقيقة الأمر هي أن التقدم يتحقق بالتعاون أكثر منه بالنزاع.

وختمت بأنه بينما يسعى أوباما لتغيير كيفية اختيار أجهزة الاستخبارات الأميركية لأهداف المراقبة، يجب عليه أن يصر على أن تقاوم هذه الأجهزة دافع تقسيم كل شعوب العالم إلى مجموعات متحاربة. وهناك حاجة ملحة إلى رؤية متوازنة تأخذ في الاعتبار القواسم المشتركة بين الناس، فضلا عن تبايناتهم.

السياسة الخارجية
وفي سياق متصل جاءت مقالة صحيفة واشنطن بوست لتقول إن السياسة الخارجية الأميركية تقوم على الوهم، وإن حماسة أوباما لإخراج إدارته مما يراه مستنقعا إقليميا جعلته يتبنى نهجا ضيقا ومتعاليا مع مجموعة من الصراعات المعقدة والمترامية الأطراف.

وتضيف الصحيفة أن أوباما في تعاليه على المذبحة في سوريا، أو ما سماها في خطابه الأخير بالأمم المتحدة "الحرب الأهلية لشخص آخر"، تبنى أولوية تدمير ترسانة البلد من الأسلحة الكيميائية ويسعى لوضع ضمانات أقوى بشأن برنامج إيران النووي، بينما يتهرب من جهدها الأكبر في استغلال الإرهاب والحروب بالوكالة لتصبح قوة إقليمية مهيمنة.

وترى أن المشكلة في هذا النهج أنه يفترض أن "الحرب الأهلية السورية" والصراعات الأخرى في كل أنحاء المنطقة لا تشكل تهديدا خطيرا لما يسميه أوباما "المصالح الأساسية للولايات المتحدة"، وأنه يمكن إحالتها بدون خطورة إلى حقل دبلوماسية الأمم المتحدة الغامض ومؤتمرات جنيف.

وأشارت الصحيفة إلى أن أنصار رأي أوباما يقولون إن الإدارة تحاول معالجة المشاكل الأكبر للمنطقة عبر متابعة تسوية سياسية في سوريا، وسلام إسرائيلي فلسطيني.

واشنطن بوست:
التقدمات الدبلوماسية الهامة -مثل اتفاقات حظر الأسلحة- لا تتم في فراغ، بل تحدث لأن الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية تجعلها ممكنة، وعليه فإن مؤتمر سلام سوريا لا يمكن أن ينجح الآن لأن نظام الأسد ليس في خطر محدق من الخسارة في ساحة القتال

وقالت إن هناك مشكلة أخرى تكمن في هذا النهج وهي أنه ليس هناك خارج وزارة الخارجية الأميركية من يأخذ على محمل الجد احتمال أن خطة جون كيري لمؤتمر جنيف لتسوية الحرب السورية يمكن أن تنجح في المستقبل المنظور، أو أن الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن يتفقوا على تسوية الدولتين.

وتساءلت الصحيفة عمّن يمكنه أن يتخيل موافقة الرئيس السوري على التنحي؟ أو تنازل نتنياهو عن القدس الشرقية ووادي الأردن للفلسطينيين وقواتهم الأمنية؟

وقالت إن التقدمات الدبلوماسية الهامة -مثل اتفاقات حظر الأسلحة- لا تتم في فراغ، بل تحدث لأن الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية تجعلها ممكنة. وعليه فإن مؤتمر سلام سوريا لا يمكن أن ينجح الآن لأن نظام الأسد ليس في خطر محدق من الخسارة في ساحة القتال.

وختمت الصحيفة بأن نجاح أوباما في الأهداف المحدودة التي وضعها للشرق الأوسط ستتطلب منه إعادة تهيئة الظروف على الأرض، وهي "إضعاف الأسد وإذلال القوة الإيرانية وتعزيز الثقة الإسرائيلية والسعودية"، مشيرة إلى أن هذا العمل "يمكن أن يتم بدون حشد القوات الأميركية، لكنه سيكون صعبا ومكلفا ويحتاج إلى الكثير من الانتباه الرئاسي، وهذا يعني التركيز على المرض نفسه".

تخوف عربي
وفي سياق آخر ركز تعليق صحيفة نيويورك تايمز على سبب خوف العرب من الانفراجة في العلاقات الأميركية الإيرانية.

وقالت الصحيفة إن الخلاف الواضح بين السعودية وأميركا يعكس الإحباط العميق في العالم العربي من سياسة أميركا تجاه سوريا ومصر وفلسطين، فضلا عن التشكيك الشديد حول احتمال تحسن العلاقات بين أميركا وإيران.

وترى أن القوى العربية تخشى أن تجعل المفاوضات بين أميركا وإيران إسرائيل القوة النووية الوحيدة في المنطقة، بينما تسمح لاحتلالها لفلسطين أن يستمر دون انقطاع.

كما أن تحسن العلاقات بين إيران وأميركا يمكن أن يقدم بعض الفوائد: رفع العقوبات الغربية واعتراف أميركي بنفوذ إيران الإقليمي المتزايد، بدءا من سوريا والبحرين ومنطقة الخليج. ويمكن لأميركا أن تستغل مساعدة إيران لتحقيق الاستقرار في سوريا، كما ساعدت مع أفغانستان بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001.

المصدر : الصحافة الأميركية