صحف تحذر من سياسة "أنصاف الخطى" الإيرانية

f_A file picture dated April 3, 2007 shows a female Russian technician checking equipment inside the Bushehr nuclear power plant, in the Iranian Persian Gulf port
undefined

تناولت صحف أميركية بالنقد والتحليل أزمة البرنامج النووي الإيراني، وخاصة في ظل المفاوضات التي انطلقت اليوم في جنيف، وحذر بعضها مما وصفها بسياسة أنصاف الخطى الإيرانية، وقال إن هناك عقبات تحول دون التوصل لاتفاق.

فقد حذرت صحيفة واشنطن بوست، في مقال للكاتب راي تاكيا من مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، مما سُمي أنصاف الخطى الإيرانية، وقالت إنه يجب على العالم أن يخبر إيران بأن سياسة منتصف الطريق لم تعد مقبولة، وخاصة أن طهران تسعى لفك عزلتها الدولية والتخلص من العقوبات الدولة المفروضة عليها.

وأوضحت الصحيفة بالقول إن معظم التركيز الدولي بالشأن الإيراني ينصب على الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف الذي وصفته بأنه لا يعرف الكلل، ولكن القرارات الحاسمة يتخذها المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الذي يحكمه عدد ممن وصفتهم بالمتشددين الذين قضوا فترة طويلة من حياتهم المهنية في مجال الخدمات العسكرية والأمنية.

إيران مدعوة لتقديم  تنازلات لا رجعة فيها ويكون من شأنها تخفيض القدرة على بناء برنامج لصناعة أسلحة نووية، وأي مفاوضات لا تحقق هذه الشروط مجرد فرصة ضائعة

فرصة ضائعة
واختتمت الصحيفة بالقول إنه يجب على طهران أن تكون مسؤولة عن جميع أنشطتها النووية التي وصفتها بغير المشروعة، وأن تقدم تنازلات لا رجعة فيها ويكون من شأنها تخفيض قدرة إيران على بناء برنامج لإنتاج أسلحة نووية، وأن أي مفاوضات لا تحقق هذه الشروط تعتبر مجرد فرصة ضائعة.

يُشار إلى أن إيران ومجموعة (خمسة + واحد) التي تضم كلا من الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تجتمع اليوم وغدا بجنيف، وذلك لاستئناف المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني والمتوقفة منذ أبريل/نيسان الماضي.

وفي تعليق بشأن المفاوضات، قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن هناك عقبات تحول دون التوصل لاتفاق مع إيران، موضحة أن أبرز هذ العوائق يتمثل في الأسرار والأكاذيب والتناحر السياسي.

يُذكر أن تقارير استخبارية لعدة دول سبق أن أفادت بأن إيران انتهت من تركيب آلاف أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي المنشأة النووية الواقعة قرب مدينة قم، وذلك رغم الضغوط والعقوبات الدولية الاقتصادية الثقيلة والمشددة، وفي محاولة من طهران لتقوية موقفها ولمنح نفسها النفوذ بأي مفاوضات مع الولايات المتحدة وحلفائها.

وتقع منشأة فوردو النووية الإيرانية بمنطقة عميقة تحت الأرض أسفل قاعدة عسكرية قرب مدينة قم، مما ينذر باقتراب إيران من إمكانية تصنيع السلاح النووي إذا ما أراد قادة طهران المضي بهذا الاتجاه.

تهديد محتمل
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة واشنطن تايمز بمقال اشترك فيه كاتبان، هما لويس بيريس وثوماس ماكينيري، إلى الخطر الذي يشكله النووي الإيراني بالمنطقة، وقالت إن إسرائيل لم تبادر إلى توجيه ضربة جوية استباقية للمنشآت النووية الإيرانية خشية العواقب الإيرانية الانتقامية المحتملة.

وحذرت الصحيفة من إمكانية حصول إيران على الأسلحة النووية ومن احتمال انتقالها إلى جماعات موالية لها مثل حزب الله اللبناني ومثل ما وصفتها بالجماعات الجهادية الإرهابية الأخرى المنظمة بشكل جيد، وبالتالي قيام هذه الجماعات "الإرهابية" بتهديد الولايات المتحدة بوسائل شتى.

ودعت الصحيفة إسرائيل إلى مواصلة تطوير قدراتها الدفاعية، وذلك لمواجهة التهديد النووي الإيراني المحتمل وفق قولها.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية