56% من الإسرائيليين يفكرون بترك إسرائيل

جولات للجماعات اليهودية بساحات الحرم والأقصى
undefined

 صالح النعامي

كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة النقاب عن أن 16 ألف إسرائيلي يهاجرون سنوياً للغرب بحثاً عن ظروف حياة اقتصادية أفضل. وحسب نتائج استطلاع للرأي أجرته القناة في أوساط الإسرائيليين، تبين أن 56% منهم يفكرون في الهجرة من إسرائيل بفعل ما توصف بالضائقة الاقتصادية.

وعلى مدى أيام عرضت القناة تقارير عن ظاهرة الهجرة العكسية، حيث أظهرت هذه التقارير أن الإسرائيليين لم يعودوا يرون في مغادرة إسرائيل تناقضاً مع القيم الصهيونية. وعلى الرغم من أن معدل الدخل السنوي للفرد في إسرائيل يبلغ حوالي 21 ألف دولار، تُبين أن العامل الاقتصادي هو الدافع الرئيسي للهجرة العكسية.

وذكرت صحيفة معاريف أن المشاكل الاقتصادية الرئيسية التي تدفع للهجرة إلى أميركا وأوروبا تكمن في ارتفاع أسعار الشقق السكنية والطعام والوقود، علاوة على الفرق الكبير في الأجور بين إسرائيل والغرب، ولفتت إلى أن متوسط الأجور في إسرائيل أقل من الدول الغربية.

لماذا برلين؟
ورغم مهاجمة الحركة الصهيونية والنخب الإسرائيلية الحاكمة الماضي النازي لألمانيا، فاللافت أن العاصمة الألمانية برلين هي المدينة الغربية التي تجذب أكبر عدد من الإسرائيليين الراغبين في مغادرة الدولة العبرية.

نوهت صحيفة ذي مركير الاقتصادية إلى أن برلين تحديداً تجذب الإسرائيليين الراغبين في مغادرة إسرائيل بسبب الانخفاض النسبي للأسعار، علاوة على سهولة حصولهم على تصاريح الإقامة فيها

ونوهت صحيفة ذي مركير الاقتصادية إلى أن برلين تحديداً تجذب الإسرائيليين الراغبين في مغادرة إسرائيل بسبب الانخفاض النسبي للأسعار، علاوة على سهولة حصولهم على تصاريح الإقامة فيها.

ونشرت الصحيفة تحقيقاً موسعاً عن حياة الإسرائيليين في برلين، حيث أشار إلى أنه إضافة لانخفاض الأسعار النسبي مقارنة بإسرائيل، فإن الحكومة الألمانية تقدم الدعم للراغبين في شراء شقق وللطلاب الذين يتجهون للتعليم الجامعي بعكس ما عليه الأمور في إسرائيل.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ظاهرة الهجرة العكسية انطوت على "فرار الأدمغة" الإسرائيلية إلى الغرب، حيث تتجه أعداد متزايدة من الباحثين والأكاديميين للعمل في الجامعات والمؤسسات البحثية الغربية.

وحسب معطيات نشرها موقع "وللا" الإخباري، فإن معظم الباحثين المغادرين لإسرائيل تكون وجهتهم الولايات المتحدة.

ويقول رئيس الجامعة العبرية في القدس المحتلة البرفيسور مناحم بن شوشان إن "فرار الأدمغة" لا يعود فقط إلى مستويات الأجر المرتفعة في الغرب -لا سيما في الولايات المتحدة- التي يحصل عليها الباحثون الإسرائيليون مقارنة بالجامعات الإسرائيلية، بل أيضاً لحجم المنح الدراسية التي تمنح لهم هناك، وهو ما لا يتوفر في إسرائيل في الغالب.

وفي مقال نشرته صحيفة معاريف، دعا بن شوشان لإعادة تقييم شاملة والعمل على توفير كل الأسباب التي تقنع الباحثين بالبقاء في إسرائيل وعدم التوجه للغرب.

حملة تخويف
وعزت صحيفة هآرتس الهجرة العكسية أيضاً إلى حملة التخويف التي تشنها النخبة الحاكمة، لاسيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يحذر من خطر وجودي يتهدد إسرائيل إذا تمكنت إيران من الحصول على سلاح نووي، علاوة على رفضه إبداء المرونة اللازمة للتوصل لحل للصراع مع الشعب الفلسطيني.

نتنياهو يساهم بالهجرة العكسية بسبب حملة التخويف من خطر وجودي يهدد إسرائيل بسبب نووي إيران (الأوروبية)
نتنياهو يساهم بالهجرة العكسية بسبب حملة التخويف من خطر وجودي يهدد إسرائيل بسبب نووي إيران (الأوروبية)

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن "زعماء الدولة لا يعرضون أي أمل على الجيل الشاب، وفي مقدمتهم نتنياهو، الذي يحذر من كارثة جديدة تهدد يهود إسرائيل".

وهاجم وزير المالية الإسرائيلي يئير لبيد الإسرائيليين الذين يغادرون للإقامة في الغرب، وخصوصا بألمانيا. وفي منشور على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وجه لبيد حديثه للإسرائيليين الذين غادروا لألمانيا قائلاً "لقد قتل الألمان جدي وحاولوا قتل أبي لأنه لم يكن لليهود دولة، فكيف بإمكانكم أن تلقوا بالدولة الوحيدة لليهود في حاوية النفايات لمجرد أن الحياة في برلين أكثر راحة".

وأثار منشور لبيد ردود فعل غاضبة في أوساط الإسرائيليين، الذين حملوا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن دفع الإسرائيليين لمغادرة إسرائيل أو التفكير في مغادرتها.

وكتب شخص اسمه دانيل معلقاً على تصريح لبيد، قائلاً "هاجرت لإسرائيل وخدمت في الجيش وشاركت في حرب لبنان، وحصلت على اللقب الجامعي الأول، لكني أعمل ورديتين من أجل إعالة عائلتي، وهذا يدفعني للتفكير بجدية في مغادرة إسرائيل ".

المصدر : الجزيرة