فيسك: خطاب الأسد موجه للجيش

الأسد يقترح مبادرة لحل الأزمة والمعارضة ترفض
undefined

"كان الرئيس بشار الأسد يتحدث إلى جنوده أول أمس ولأرواح الـ 12 ألف قتيل منهم. وكانت وجوه المئات ممن سماهم الكاتب روبرت فيسك "شهداء" الحكومة قد رُسمت على علم سوري ضخم لُوّن بالأحمر والأبيض والأسود وثُبت على جدار دار أوبرا الأسد بدمشق خلف الرئيس مباشرة".

هذا ما استهل به فيسك مقالا له نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية أمس يعلق فيه على خطاب الأسد، قائلا إن الرسالة التي وجهها في خطابه للسوريين كانت جلية تماما: الجيش هو العمود الفقري للسلطة.

وأوضح أن الأسد أدى لهم التحية العسكرية، وأشاد بـ "الضباط، وضباط الصف، والجنود البواسل". لم يذكر حزب البعث وأشار باقتضاب للمليشيا الحكومية "المكروهة".

وقال فيسك إن الذين يكرهون الأسد "سيذكروننا بأن هتلر أدلى بأهم خطبه في دار أوبرا كرول ببرلين، وأهم خطب الأسد تمت أمس بدار أوبرا الأسد التي افتتحها قبل تسع سنوات، وبأن آخر الأعمال التي أُديت بدار كرول وأولى الأعمال التي أُديت بدار أوبرا الأسد هي مسرحية زواج فيغارو. وكانت كل الخطابات على المسرح".

فيسك:
الجيش هو الذي يلعب الدور المركزي وليس الحزب ولا الأسرة، والحرب "للأسف" ستستمر

وأضاف بأن هتلر كان يعلن في خطابه ذاك الحرب على الولايات المتحدة، أما الأسد فقدأعلن استمرار حربه ضد "الإرهابيين" المسلحين. وقال "الأسد بعيد عن جنون العظمة الذي أصاب هتلر".

وقال فيسك إن إشارة الأسد الغريبة لمعركة رأس التين كانت مهمة. وأوضح أن هذه المعركة الصغيرة في الحسكة جرت بين الاتحاد الديمقراطي الكردستاني -الذي يميل إلى التحالف مع النظام- والجيش السوري الحر وحلفائه "الذين ابتعدوا عن الأكراد وأصبحوا يشتمونهم في بعض الأحيان".

وأضاف بأن الأسد كان يشيد بأصدقائه غير العرب، مشيرا إلى أن السوريين المسلحين يجب ألا يظلوا باقين وسط معارضيه.

وتساءل الكاتب: هل كان الأسد يحاول إعادة جزء من أراضيه بالتقرب الشعبي بدلا من قوة السلاح؟ وأشار إلى أن الكثير مما تضمنه الخطاب قد سبق وأن كُرر إلى حد الملل. ومن بين ذلك "الحوار الوطني"، و"أمن الحدود" و"الميثاق الوطني".

وقال بألا جديد في إشادته بروسيا والصين، لكن ما أعاده -أي الكاتب- للوراء قليلا هو قول الأسد بأن "أيديولوجية الجهاديين، رغبتهم في تدمير سوريا، وداعميهم الخارجيين"، وأن ذلك يعني أنه لا يجد أحدا يتحدث إليه وسط من ذكرهم. وتساءل: ألم يكن هذا ما يقوله نتنياهو عن حركة المقاومة الإسلامية(حماس)"؟.

واختتم الكاتب مقاله بتأكيده أن الجيش هو الذي يلعب الدور المركزي وليس الحزب ولا الأسرة، وبأن الحرب "للأسف" ستستمر.

المصدر : إندبندنت