علمانيو إسرائيل وجدوا في "لابيد" ضالتهم

Ultra-Orthodox Jewish men check a palm frond for blemishes at a market in Jerusalem's Mea Shearim neighbourhood September 28, 2012. The branches are used to cover the roof of the ritual booths known as sukkah, used during the week-long Jewish holiday of Sukkot, which begins at sundown on Sunday. REUTERS/Amir Cohen(JERUSALEM - Tags: RELIGION)
undefined

ينظر كثير من الناخبين والناشطين والمحللين في إسرائيل إلى النجاح المذهل الذي حققه حزب "يش عتيد" بزعامة الصحفي والمعلق التلفزيوني السابق يائير لابيد في الانتخابات الأخيرة بحلوله في المرتبة الثانية، على أنه انتصار للتيار العلماني في معركة الهوية التي تشغل البلاد حاليا.

وقد كان نجاح حزب "يش عتيد"، ومعناه "هناك مستقبل"، مفاجئا حتى للابيد نفسه على ما يبدو. فقد أعلن في كلمة ألقاها أمام مجموعة من اليهود المتطرفين قبيل ولوجه رسميا معترك السياسة أن التنافس المحتدم طوال قرن من الزمان لتحديد هوية إسرائيل أسفر عن "خسارة لنا ونصر لكم".

وفي لقائه مع طلاب متدينين في إحدى الكليات أواخر 2011، قال لابيد "إنكم انتصرتم علينا ليس فقط من حيث العدد، بل في السياسة أيضا وكقوة استهلاكية وفي الشارع وفي الثقافة وفي النظام التعليمي، لقد فزتم في كل تلك المجالات".

لكن الحال تبدل بعد النجاح الذي وصفته صحيفة نيويورك تايمز بالمذهل. فقد كان شعار حملة لابيد الانتخابية، الذي أصبح جوهر مبدئه في المفاوضات الجارية لتشكيل الائتلاف الحكومي القادم، هو "المشاركة في تحمل المسؤولية".

وتقول نيويورك تايمز إن الشعار يحيل المرء مباشرة إلى اللغط الدائر في إسرائيل بشأن إلغاء القانون الذي يعفي الطلاب المتدينين في إسرائيل من الخدمة في الجيش، ودمجهم في القوة العاملة وإعادة النظر في الوضع القائم الذي لا يمنح من يدفع الضرائب أي دعم حكومي (في إشارة إلى العلمانيين) في حين أن من لا يدفع الضرائب ولا يخدم في الجيش (المتدينون) يحصل على كل دعم.

ورأت الصحيفة الأميركية في شعار حزب لابيد "تحولا اجتماعيا أرحب" و"دعوة" لممارسة الضغط حتى يتراجع النفوذ الكبير للأقلية الدينية المتشددة في المجال العام بما في ذلك جهودها في فصل الجنسين في الحافلات وأرصفة المشاة والمتاجر في الأحياء التي يقطنونها والقيود التي يفرضها الحاخامات على الزواج والطلاق واعتناق الديانة اليهودية والتبني.

يقول ميكي غيتزين مدير مؤسسة "فلتكن إسرائيل حرة" -التي أُسست عام 2009 للدفاع عن مبادئ المساواة والتعددية الدينية- إن "تغيرا حدث في صفوف العلمانيين في إسرائيل على حين غرة، فقد كانوا يرون أنفسهم شريحة يتعين عليها أن تُقتل من أجل شعاراتها"، مضيفا أن الناس يقولون "مهلاً فأنا لا أرى نفسي جزءا من مجتمع لا تستطيع فيه النساء الجلوس في مقاعد الحافلة الأمامية. الناس لا يرغبون في أن يكونوا جزءا من مثل هذا المجتمع المتطرف".

وفي استطلاع للرأي أُجري الصيف الماضي وسط اليهود الإسرائيليين لصالح "منظمة هيدوش للدفاع عن الحرية الدينية"، قال 47% من المستطلعة آراؤهم إن الخلاف بين المتدينين والعلمانيين هو الأخطر في المجتمع.

المصدر : نيويورك تايمز