المفاوضات بعد الانتخابات في صحافة إسرائيل

"انقلاب.." وصفت صحيفة "يديعوت احرونوت" انجاز يائير لبيد
undefined

عوض الرجوب-الخليل

سلطت الصحف الإسرائيلية اليوم الضوء على إمكانية استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد الانتخابات الإسرائيلية، وتطرقت بشكل خاص إلى موقف حزب "هناك مستقبل" الذي يقود يائير لبيد ويتوقع له أن يلعب دورا محوريا في ائتلافات تشكل الحكومة القادمة، ويضع استئناف المفاوضات شرطا لأي تحالف معه.

واستعرضت صحيفة معاريف ما يمكن وصفها بـ"شروط لبيد" للانضمام إلى حكومة يقودها الليكود بيتنا، ويصر على أنه "لا مساومة عليها"، وهي: المساواة في العبء (تتعلق بالخدمة العسكرية)، تقليص الحكومة (عدد وزرائها)، واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وهي نقاط اعتبرها مسؤولون في الليكود "تسلق أشجار عالية أكثر مما ينبغي".

وقالت الصحيفة إن الحزب يعتزم "الإصرار على المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين وتحديد موعد واضح لاستئنافها"، موضحة أن ذلك "أحد المبادئ السياسية للحزب".

في صحيفة هآرتس كتب تسفي بارئيل أن الفلسطينيين في رام الله يدرسون ما إذا كان يوجد شريك إسرائيلي لإجراء محادثات سلام معه أم لا

وبدورها، أشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" -في استعراضها للمفاوضات الجارية بشأن تشكيل حكومة ائتلافية- إلى أن حزبيْ "البيت اليهودي" و"هناك مستقبل" لا يعارضان المفاوضات السياسية، وإن كان الأول يرى أنه لا توجد إمكانية لتحقيق اتفاق سلام في السنوات القريبة القادمة.

وفي صحيفة هآرتس، كتب تسفي بارئيل أن الفلسطينيين في رام الله يدرسون ما إذا كان يوجد شريك إسرائيلي لإجراء محادثات سلام معه أم لا، مشيرة إلى خلاف بين فتح وحماس على هذه النقطة.

فبينما تمسك عباس -يتابع بارئيل- بموقف أن المفاوضات مع إسرائيل هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق المصالح الفلسطينية، وأن لدى الولايات المتحدة وحدها القوة لخلق شريك إسرائيلي، رأت حماس في هذا الجهد ترهات عديمة الأساس في أفضل الأحوال، وتعاونا مع العدو في أسوئها.

وأشار الكاتب إلى أنه خلافا لفهم حماس، فإن عباس لا يرى مانعا مبدئيا من إدارة مفاوضات مع إسرائيل، إذا ما جاءت بعرض يمكن قبوله ويكون مسنودا بضمانة أميركية، حتى ولو كان نتنياهو هو الذي يدير المفاوضات من الطرف الإسرائيلي.

ومن جهتها، تحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت عن محاولة الفلسطينيين دعوة لبيد إلى المقاطعة، مشيرة إلى رغبته في كرسي وزارة الخارجية، في ظل مقترحات بأن يكون لبيد في وزارة الداخلية، ويعقوب بيري في وزارة الخارجية، مشيرة إلى أن الموقف في رام الله هو أن "بيري يعرفنا معرفة عميقة، فقد كان يُدير شيئا أو شيئين، والرأس السياسي عنده في الموضع الصحيح".

ورأت الصحيفة -في افتتاحيتها تحت عنوان "أبو مازن ينتظر يائير"- أنه لن يكون لدى الفلسطينيين استعداد لانتفاضة ثالثة، مستندة إلى تصريحات للرئيس الفلسطيني قال فيها إن جميع الفصائل الفلسطينية -ومنها حماس- قد اتفقت بينها في حديث مغلق بالقاهرة على أن يتم النضال ضد إسرائيل والاحتلال في القناة السياسية فقط.

حكومة موسعة
وفي صحيفة "إسرائيل اليوم"، اعتبر إيزي لبلار تشكيل حكومة موسعة -تشمل "الليكود/بيتنا" و"شاس" و"هناك مستقبل" و"كاديما" و"البيت اليهودي" تقوم على 74 نائبا- "مصلحة وطنية" يمكن من خلالها لإسرائيل "مواجهة أعدائها والثبات ضد الضغوط الدولية".

واعتبر الكاتب خسارة الليكود للأصوات ونجاح حزب "هناك مستقبل" و"البيت اليهودي" في الانتخابات "نعمة لإسرائيل ولرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، مضيفا أنه "يستطيع أن يعرض إصلاحات داخلية انقضى عهدها، وأن يخط توجها متوازنا نحو الفلسطينيين من حكومة وطنية واسعة".

واستعرض الكاتب ظروف ما سماها "لحظة حاسمة"، بينها أن إسرائيل محاطة "بأعداء يلتزمون بالقضاء علينا"، والرئيس الأميركي باراك أوباما لم يتردد في "التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة"، في إشارة لمهاجمته نتنياهو قبيل الانتخابات.

المصدر : الجزيرة