شباب الثورة المصرية محبطون

شباب مصر ووزيري الشباب والتعليم العالي.. صدام أم توافق؟
undefined

قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إن العديد من الشبان المصريين التواقين لمجتمع عادل وفرص اقتصادية متساوية ينتابهم شعور بأنهم جيل ضائع بعد الاشتباكات التي جرت الشهر المنصرم حول دستور البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن شبانا في العقد الثالث من العمر كالرسام محمود علي والطالب محمد عبد الحميد كانوا وقود الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك حينما تجمعوا في الشوارع في فبراير/شباط 2011 ليطالبوا برحيله. ثم هللوا في ذهول عندما تنحى بالفعل.

لكنهم ينظرون حولهم الآن ويتساءلون عما إذا كان ثمة من يراعي مصالحهم عقب المعركة التي اندلعت بين من تسميهم الصحيفة "الحكام الإسلاميين" والمعارضة "الليبرالية".

يقول محمود علي إن الحكومة الحالية لا تمثله هو وأصدقاؤه وعائلته. ذلك أنه فقد الثقة بعد أن "فرض الرئيس محمد مرسي وأنصاره في تنظيم الإخوان المسلمين دستورا صاغه إسلاميون في ديسمبر/كانون الأول، متجاهلين اعتراضات كثير من المصريين".

ويخامر محمد عبد الحميد -الطالب بجامعة القاهرة- إحساس بأن الحكام الجدد لن يقدموا لأمثاله من أفراد الشعب الشيء الكثير.

وترى الصحيفة الأميركية أن قنوطا من هذا القبيل قد يشكل خطرا على الإسلاميين، الذين قد يواجَهون بنفور قطاعات كبيرة من الشعب عنهم بسبب إجراءاتهم ثقيلة الوطأة، وعلى المعارضة كذلك التي ربما كانت ماهرة في تنظيم الاحتجاجات لكنها عاجزة عن تقديم رؤية مقنعة للحكم أو حشد أنصارها في مراكز الاقتراع.

ويعتقد عمار علي حسن -وهو عالم اجتماع سياسي وكاتب مرموق- أنه لا أحد في مقدوره إقامة نظام حكم استبدادي في مصر، كما أنه لا أحد باستطاعته التشبث بالسلطة لفترة طويلة دون التواصل مع الشباب.

ويشعر محمود علي بأن ثمة شرخا بين أتباع مرسي من الإسلاميين وشبان مثله. وقال إنه قبل شهر كان سينخرط في صفوف الإسلاميين في جامعته أو مجتمعه، لكنه لن يفعل ذلك الآن لأن سيطرتهم السياسية أبغضته فيهم.

ومثل علي في تبرمه من الإسلاميين، عبد الحميد الطالب بجامعة القاهرة. فهو أيضا يمقت استغلال القيادة الإسلامية عامل الدين في حشد أتباعها وقمع منتقديها، لكنه يقول أيضا إن شعورا مماثلا بالإحباط يداهمه إزاء عجز المعارضة وفقدانها الكفاءة.

من جانبه يتوقع عبد الحميد أن يتكرر أداء المعارضة الضعيف في الانتخابات التشريعية المقرر عقدها في الأسابيع المقبلة، لأنها لم تستعد لها جيدا كما أنها غير موحدة. أما الإخوان المسلمون فقد بدؤوا حملتهم الانتخابية غير الرسمية مبكرا.

ومع ذلك يظل عبد الحميد مفعما بالتفاؤل بأن المصريين سيفرضون التغيير مرة أخرى في نهاية المطاف تماما مثلما فعلوا عندما أسقطوا مبارك.

المصدر : لوس أنجلوس تايمز