الجزائر لم تبلغ أي دولة بهجومها

انتهاء عملية تحرير الرهائن في الجزائر
undefined

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم أن الجزائر لم تبلغ الدول التي لديها رهائن اختطفوا في عملية عين أمناس بهجومها على الخاطفين قبل التنفيذ وأن ردود الفعل على ذلك كانت متفاوتة.

وأوضحت في تقريرين لها من واشنطن وباماكو أنه ورغم المطالبات بالتواصل وبالأخذ في الاعتبار سلامة الرهائن قالت الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان إنها لم تبلغ مسبقا بالهجوم، مما أثار قلقا بشأن أن الجزائريين ربما استخدموا عنفا مفرطا وتسببوا في قتل وإصابات غير ضرورية.

وقالت الصحيفة إن اتخاذ الجزائر قرار الهجوم بمفردها ومن دون التشاور مع تلك الدول يكشف عن حدود تعاون الحكومة الجزائرية مع الدول الأخرى.

غيورون على سيادتهم
ونسبت إلى أنور بوخارس الخبير في شؤون شمال أفريقيا بمؤسسة كارنيغ للسلام الدولي قوله "الجزائريون غيورون على سيادتهم، وذلك ما يفسر عدم تشاورهم مع الأميركيين، إن موقفهم يتلخص في عدم التفاوض مع المتطرفين الذين يلجؤون لأعمال العنف".

وأوردت الصحيفة أن محمد سعيد أوبليد وزير الاتصالات الجزائري قال في بيان حول الهجوم على موقع احتجاز الرهائن "الذين يعتقدون أننا سنتفاوض مع الإرهابيين واهمون، الذين يعتقدون أننا سنستسلم لابتزازهم واهمون".

قائد القوات الأميركية بأفريقيا:
 الأمر الواضح أنه لن يكون هناك حل مرضٍ في مالي من دون مشاركة الجزائر

وقال بعض المسؤولين الأميركيون الذين تعاملوا بكثافة مع العسكريين الجزائريين إنهم لم يستغربوا من تنفيذ الجزائر الهجوم من دون إبلاغ الدول الأخرى، "هذه هي طريقتهم، إنهم يفضلون العمل بمفردهم".

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الإدارة الأميركية كانوا مترددين في مناقشة العملية الجزائرية التي اعترف المسؤولون الجزائريون بأنها قد أدت إلى قتل بعض الرهائن.

وأوردت نيويورك تايمز أن الأميركيين، وعينهم على مالي، أوضحوا أنهم يخططون للاستمرار في تعزيز علاقتهم بالجزائر.

وذكرت أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية قالت عقب محادثة هاتفية لها مع عبد المالك سلال رئيس الوزراء الجزائري أمس "سنبذل كل ما نملك للعمل معا لمواجهة ووقف تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي". ولم تقل الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لم تبلغ مسبقا، لكن مسؤولين بالبنتاغون قالوا إنها لم تبلغ.

وكان الجنرال كارتر أف هام قائد القوات الأميركية بأفريقيا قد أكد في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا بعاصمة النيجر نيامي "الأمر الواضح أنه لن يكون هناك حل مرضٍ في مالي من دون مشاركة الجزائر".

وقالت الصحيفة إن الجزائر لديها مصالح في علاقات حسنة مع الولايات المتحدة نظرا لمخاوفها من الوضع الأمني المتدهور في مالي، كما أن أميركا هي أكبر مشتر للنفط الجزائري.

وأضافت أن موقف الجزائر حول مالي تغير العام الماضي، ففي البداية كانت قلقة من أن تتسبب حملة عسكرية ضد المسلحين في مالي في دفعهم شمالا داخل أراضيها والتسبب في تطرف الطوارق لديها، لكن وعندما تدهور الوضع الأمني بمالي كثف الأميركيون والفرنسيون زياراتهم ومفاوضاتهم مع الجزائر.

وكانت الجزائر قد أوضحت أنها لن ترسل قوات منها إلى مالي، لكنها بدأت تساعد بطرق أخرى، بما في ذلك إرسال آلاف الجنود إلى الجزء الجنوبي من أراضيها لمراقبة الحدود.

كذلك فتحت الجزائر أجواءها للمقاتلات الفرنسية عندما بدأ المسلحون بمالي التحرك جنوبا هذا الشهر.

المصدر : نيويورك تايمز