صحيفة: الأسد لا يكسب المعركة ولا يخسرها

An image grab taken from the state-run Syrian TV shows Syria's embattled President Bashar al-Assad making a public address on the latest developments in the country and the region on January 6, 2013. The speech marks the first time the head of state, who has faced nearly two years of a popular revolt turned civil war, has made a public address since June. AFP PHOTO/SYRIAN TV
undefined

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال واثقا من أنه قادر على الخروج من العاصفة التي تطوق بلاده، مثيرا الشكوك حول إمكانية نجاح الجهود للتوصل إلى نهاية تفاوضية لنزيف الدم السوري.

وأضافت رغم أن الأسد لا يكسب المعركة، إلا أنه لا يخسرها أيضا، على الأقل في الوقت الراهن، أو لا يخسرها بهامش يجعله يشعر بضرورة وقف أعماله لتحطيم الثورة بالقوة والشروع في مفاوضات تنهي سلطته وتعرّض الموالين له للانتقام.

ونقلت الصحيفة عن مراقبين ومحللين للشأن السوري قولهم إنه من الصعب تخيّل أن الأسد سيسترد سلطته في كثير من أجزاء البلاد التي خرجت عن السلطة، وإن الثوار مستمرون في زيادة مكتسباتهم وقد استولوا على قاعدة جوية إستراتيجية مهمة في شمال البلاد مؤخرا.

حتمية سقوط النظام
وأضافوا أن هذا الاتجاه إذا استمر كما هو الآن، فإن الانهيار النهائي لحكم أسرة الأسد الذي استمر لأربعة عقود أمر حتمي.

ورغم ذلك، يقول المراقبون إن المخاوف تنصب حول الفترة الزمنية التي سيسقط فيها النظام وبالطبع تكلفة انتصار المعارضة.

ونسبت الصحيفة إلى مالك العبدة الصحفي السوري المقيم بلندن والناشط في المعارضة السورية أن المعارضة والمجتمع الدولي قللت من شأن الأسد منذ اليوم الأول للثورة.

وأضاف العبدة "الذي أصبح أحد المعارضين السوريين الذين تتزايد شكوكهم حول اقتراب نهاية الأسد"، بأن الأسد يلعب لعبة كبيرة بذكاء "ويبدو أنه يكسب لسبب بسيط هو أنه لا يزال في السلطة".

واشنطن بوست: إستراتيجية الأسد هي إثارة كثير من الفوضى التي لا تمكن المعارضة من الانتصار حتى في حالة هزيمته

الجيش لا يزال يقاتل
وأورد التقرير أنه ورغم أن جيش الحكومة قد أضعفه انشقاق ومقتل الآلاف، إلا أنه لا يزال يقاتل، وأن الوحدات الرئيسية التي تتشكل من العلويين مستمرة في ولائها القوي للنظام.  

وأضاف أن الانشقاقات من الحكومة كانت قليلة وتتم في فترات متباعدة، وأن المعارضين ظلوا يستولون على مواقع حكومية في كثير من الأماكن، لكنهم لم يظهروا قدرة على التقدم في وجه الدفاعات القوية المحيطة بالعاصمة دمشق.

واستمرت الصحيفة في تعداد ما للأسد من دعم عسكري وسياسي، قائلة إنه لا يبدو أن المساندة الروسية والإيرانية تضعف.

بالإضافة إلى كل هذا، يقول التقرير إن السوريين يقولون إن الأسد مقتنع بأن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يجرؤوا على التدخل عسكريا لمساعدة المعارضة المسلحة للقضاء عليه نهائيا، والدليل على ذلك مؤشرات الخوف الأميركي من توسع دور "المتطرفين الإسلاميين" وسط قوات المعارضة غير الموحدة.

وأضافت الصحيفة أن ثقة الأسد هذه ازدادت بعد أن صعد الجيش الحكومي استخدامه للقوة لتشمل الغارات الجوية والصواريخ طويلة المدى دون مجابهة أي رد فعل عالمي مهم.

ظهورهم إلى الحائط
ونسبت الصحيفة إلى أستاذ التاريخ بجامعة أوكلاهوما الأميركية جوشوا لانديس، وهو متزوج من سورية علوية، قوله ربما لا يبدو أن هناك خيارا آخر للأسد غير الاستمرار في تحطيم الثورة، وإن أفراد الطائفة العلوية الذين يعتمد عليهم في بقائه يخشون الإبادة في حالة انتصار السنة.

ووصف لانديس هذه اللحظة بالنسبة للأسد والعلويين بأنها "لحظة وجودية، وأن ظهورهم الآن إلى الحائط".

كذلك نقلت الصحيفة عن الخبير العسكري بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى جيفري وايت قوله إن عبء القتال الذي تحملته قوات الأمن لأكثر من عامين أكبر من المعترف به، وإن جيش الحكومة ربما ينهار في أي لحظة، "أعتقد أنهم يتعرضون لضغوط قوية… أعتقد أن الأمر لن يتعدى أسابيع أو شهورا. سيظهر جيش الأسد الصمود ومن ثم ستفلت الأمور من يده فجأة".

واختتمت واشنطن بوست تقريرها بقول المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية فريد هوف إن إستراتيجية الأسد هي إثارة كثير من الفوضى التي لا تمكن المعارضة من الانتصار حتى في حالة هزيمته هو، وإن جوهر ما يريد الأسد قوله هو: "تكلفة إسقاطي هي تدمير سوريا". 

المصدر : واشنطن بوست