الحياة في عصر "الإرهاب الجامح"

The World Trade Center south tower (L) bursts into flames after being struck by hijacked United Airlines Flight 175 as the north tower burns following an earlier attack by a hijacked airliner in New York City in this September 11, 2001 file photo.
undefined
التطور العلمي والتكنولوجي الذي لا يتوقف يجعل من الممكن لمجموعات أصغر وأصغر أن تقتل أعدادا أكبر وأكبر من البشر، ومن أصعب حقائق الحياة الحديثة أن هذا التطور نفسه الذي يثري حياتنا يمكّن القتلة المحتملين من تحقيق طموحاتهم.

ويقول مدير مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية بمدرسة كينيدي بجامعة هارفارد غراهام أليسون "إذا تخيلنا أنه بإمكاننا الهروب من هذه الحقيقة والعودة إلى عالم آمن، فسنكون مجرد واهمين". وأضاف أنه وفي المستقبل المنظور سنعيش حقبة من الإرهاب العظيم.

وسرد أليسون في مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم بعض الأحداث التي شهدت أو كان من الممكن أن تشهد قتلا جماعيا لأعداد كبيرة من البشر مثل هجمات 11 سبتمبر/أيلول والهجمات بالأنثراكس عام 2001 بالولايات المتحدة، وتساءل: كم من الناس يمكن أن تقتلهم مجموعة صغيرة من الإرهابيين اليوم بضربة واحدة؟

سلاح نووي صغير
وقال "لو صدق تقرير "دراغون فاير" عام 2001 في معلوماته عن أن تنظيم القاعدة يمتلك سلاحا نوويا صغيرا (من ترسانة الأسلحة السوفياتية) بمدينة نيويورك، فإن تفجير تلك القنبلة بميدان تايمز سكوير سيبيد نصف مليون أميركي بالكامل".

ومضى الكاتب ليقول إنه ودون شك فإن الجهود التي بذلت على المستويات الفدرالية والولائية والمحلية بالولايات المتحدة عقب 11 سبتمبر/أيلول قد جعلت الحياة أكثر أمنا وبعيدة بعض الشيء عن هجمات الإرهابيين.

حصول الإرهابيين على وسائل الدمار صعبة للغاية حاليا لكنها ليست مستحيلة

وقال أيضا إن الكثيرين اجتذبتهم الضجة التي يقيمها المسؤولون والخبراء الذين يدعون أن "الهزيمة الإستراتيجية" للقاعدة تعني نهاية هذا الفصل من التاريخ.

واقع لا مهرب منه
ودعا أليسون إلى تذكر حقيقة أعمق، وهي أنه وفي الوقت الذي نقوم فيه بالإشادة والتصفيق للأعمال التي تجعل حياتنا أكثر أمنا، يجب أن نقر بأن هذه الأعمال لم تنه واقعا لا مهرب منه.

وقال إن هذا الواقع يتمثل في حقيقة أن بإمكان الإرهابيين الحصول على قنابل نووية بسيطة أو أسلحة بيولوجية إذا حصلوا على يورانيوم أو بلوتونيوم عالي التخصيب من قبل بعض الدول أو من معامل علماء التكنولوجيا البيولوجية وأن ذلك يمكنهم من إبادة الكثير من البشر.

الدوافع والوسائل والفرص
وتساءل أليسون عما يمكننا عمله؟ وقال إن شرلوك هولمز تفحص ميادين الجريمة باستخدام منهج أطلق عليه اسم "الدافع، الوسيلة، والفرصة". ففي مجتمع يتجمع فيه الناس في أماكن غير محمية مثل دور السينما والمسارح والكنائس والمراكز التجارية والملاعب، فإن فرص اقتراف الجريمة تتاح بوفرة. ووصف المجتمعات الحديثة بأنها "أهداف غنية".

أما الدافع لارتكاب الجرائم فقد وصفه الكاتب بأنه التحدي الأصعب. ففي جميع المجتمعات هناك نسبة من الناس لديها ميول للقتل. وأضاف أن الأعمال التي تقوم بها أميركا في الخارج تغذي دوافع الآخرين "للهجوم علينا". واستشهد بما قاله فيصل شاهزاد "مفجر ميدان تايمز سكوير" المحتمل أمام المحكمة عام 2010 "إلى أن توقف أميركا احتلالها لأراضي المسلمين، وتوقف قتل المسلمين، سنستمر في مهاجمتكم، وأنا أعترف بذلك".

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن حصول الإرهابيين على وسائل الدمار صعبة للغاية حاليا، لكنها ليست مستحيلة. 

المصدر : نيويورك تايمز