صراع الثقافات بأفغانستان في عرض عملي

NATO soldiers of International Security Assistance Force (ISAF) inspect the scene where three British soldiers were killed a day earlier, in Nahr-e-Siraj district of volatile Helmand province, Afghanistan, 02 July 2012. A man wearing Afghan Police uniform on 01 July killed three British soldiers, who were part of a Police Advisory Team. EPA/SHER KHAN
undefined
فيما سمي تنويرا إخباريا يقدمه ضباط ميدانيون أميركيون وأفغان عما يقوم به الحلفاء لوقف الهجمات الداخلية لجنود أفغان ضد جنود حلف الناتو، شكا الصحفي الأفغاني عزيز الله فاروقي من أن جنديا أميركيا صوب نحوه البندقية عندما كان يقوم بتجهيز كاميراه لهذا التنوير.

يقول تقرير لصحيفة نيويورك تايمز من كابل عن هذا التنوير: كانت هذه الشكوى التي جاءت ضمن أول سؤال من الصحفيين، آخر ما يرغب في سماعه الضباط الثلاثة في منصة التنوير أمس الخميس.

وقال عزيز الله "أعتقد أنه إذا حدث ذلك لجندي أفغاني بدلا عني، لرد عليه بما يستحق". وكان الصحفي الذي يعمل لتلفزيون نورين الأفغاني يشير بوضوح إلى الهجمات الداخلية ضد جنود الناتو التي قتل خلالها 15 جنديا أميركيا ومن جنسيات أخرى الشهر الماضي، وهو ما حدا بالقوات الأميركية لوقف بعض برامج التدريب التي تديرها قوات العمليات الخاصة.

تمييز في المعاملة
وأضاف العديد من الصحفيين الأفغان شكاوى عن أنهم عوملوا بتمييز واضح عندما مروا عبر الإجراءات الأمنية بمقر قوات التحالف مقارنة بالمعاملة التي تلقاها زملاؤهم الأميركيون. واختلف بعض الصحفيين الأميركيين معهم وقال بعضهم إن المعاملة الأمنية كانت غير متحيزة لحد يدعو للقلق.

"كانت تلك بداية سيئة" قال الفريق أدريان برادشو لمساعديه لاحقا. الجنرال برادشو ضابط بريطاني يعمل نائبا لقائد القوة الدولية للمساعدة على حفظ الأمن بأفغانستان "إيساف" لم يكن مرتاحا لما جرى.

وأعلن برادشو أن الحلفاء اتفقوا على تشكيل فرق مشتركة للتجسس المضاد والتقييم المشترك لما بعد الهجمات وعلى الحصول على "مساهمات مباشرة من المستشارين الدينيين والثقافيين بالجيش الأفغاني" للارتقاء بالحساسية الثقافية.

وكانت الهجمات من الجنود الأفغان التي أودت بحياة 45 شخصا هذا العام قد تضاعفت في نفس الفترة العام الماضي ازدادت بسرعة عقب الحوادث التي حرق خلالها جنود أميركيون المصحف في فبراير/شباط.

خلافات شخصية
وكرر برادشو ما تم التوصل إليه من أن معظم هجمات الجنود الأفغان كانت ناتجة عن خلافات شخصية بسبب سوء التفاهم، وأن ربع هذه الهجمات فقط يمكن إرجاعه إلى أنشطة "المتمردين".

وقال المتحدث باسم الجيش الأفغاني الجنرال محمد زاهر عزيمي الذي كان بمنصة التنوير إن إعادة فحص دقيقة للجنود الأفغان قد نفذت وإن "مئات" الجنود إما احتجزوا أو فصلوا من الخدمة بسبب الشبهات حول وثائقهم الثبوتية أو مخالفات أخرى.

تحسين الحساسية الثقافية
وأضاف عزيمي أن جنودهم أيضا يحصلون على المزيد من التدريب لتحسين حساسيتهم الثقافية، ولوح بكتيب قال إنه وزع على الجنود في محاولة لإقناعهم بتفهم خصوصيات الأجانب.

يحمل الكتيب عنوان "كراسة لتفهم ثقافات قوات التحالف" ويحتوي على 28 صفحة، وذكر أن 5000 نسخة قد طبعت منه. ويشار هنا إلى أن عدد الجنود بالجيش الأفغاني يبلغ 195 ألفا معظمهم أميون.

 
يقول الكتيب إن جنود التحالف يرون تبادل صور الزوجات والبنات مع الأصدقاء ورفقاء السلاح أمرا عاديا، بينما يعد الجنود الأفغان ذلك أمرا محرما.

يضيف الكتيب أيضا أن جنود التحالف يمكنهم أن يتحركوا أمام أحد المصلين دون وعي، أو يرفعوا أقدامهم على المنضدة أو الدرج ويوجهونها نحو أي من كان بالغرفة ولا يقصدون من ذلك التحقير من شأنه.

كما قال الكتيب للجنود الأفغان إن جنود التحالف يعدون "التمخط" أمام الآخرين أمرا عاديا وليس من قبيل الاستفزاز كما يعده الأفغان.

وقال كبير المنتجين بمكتب قناة الجزيرة بكابل قيس عزيمي إن أحد الأشياء التي يعدها المواطن الأفغاني مقلقة خاصة هي توجيه فوهة البندقبة نحوه. وأضاف "لقد صوبوا فوهات البنادق حتى المعبأة بالذخيرة نحوي في المؤتمرات الصحفية، إنه لأمر مستفز جدا ويتساوى مع القتل حتى في نصوصنا القانونية".   

المصدر : نيويورك تايمز