أنصار الشريعة اسم جديد بدلا من القاعدة

أنصار الشريعة تؤكد عدم مسؤوليتها عن هجوم بنغازي
undefined

يبدو أن مجموعات إسلامية "متشددة" جديدة تنتشر من اليمن إلى شمال أفريقيا وتتبنى اسم "أنصار الشريعة" هي آخر تجليات "الإسلام المتشدد" في شرق أوسط متحّول. وفق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم لـرولا خلف.

ويقول التقرير إن بعض النشطاء العاملين في تنظيم القاعدة رأوا أنه من الملائم أن يجددوا الاسم غداة ثورات الربيع، في حين أن هناك بعض من وصفهم التقرير بأنهم إسلاميون متشددون هدفهم فرض قوانين دينية على منطقة في مرحلة تحول سياسي عميق. 

الجهاد الوحيد القطب
ونقل التقرير عن الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى آرون زيلين قوله إن ظهور مجموعات أنصار الشريعة يشير إلى نهاية أسلوب الجهاد الوحيد القطب الذي اتبعته القاعدة خلال العقد الماضي بعمل الجهاديين محليا، حتى ولو كانوا يفكرون على المستوى العالمي، ولديهم المزيد من الرغبة في الحكم وتقديم الخدمات للناس.

وقالت رولا خلف إن الاسم الجديد لفت الانتباه خلال الأسابيع القليلة الماضية لأن أنصار الشريعة بليبيا اتُّهمت بالمسؤولية عن الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي.

مجموعات أنصار الشريعة تمثل تحديا للسلطات الانتقالية الهشة، بما فيها الحكومات الإسلامية المعتدلة الجديدة

لكن مجموعات الشريعة ظهرت أولا في اليمن وتونس خلال السنتين الماضيتين بالتزامن مع موجة الثورات التي انتشرت بالمنطقة. وأشارت الكاتبة إلى أن شعارات تؤكد الانتماء للاسم ظهرت بمصر خلال ثورتها العام المنصرم. 

وقال التقرير رغم أنها مجموعات صغيرة نسبيا -وجميعها تتبع النهج الإسلامي السلفي المحافظ- فإنها تُعتبر تيارا مقلقا وسط جو الحريات التي انطلقت عقب انهيار الدكتاتوريات.

ووصفت رولا هذه المجموعات بأنها تمثل تحديا للسلطات الانتقالية الهشة، بما فيها "الحكومات الإسلامية المعتدلة" الجديدة.

وقالت إن المحللين يقولون إن هذا الاسم قد ظهر مرارا في الماضي -أبو حمزة المصري كان قائدا لمجموعة تسمي نفسها أنصار الشريعة- لكنه أصبح أكثر جاذبية في مرحلة التحول السياسي هذه حيث نشأت فرصة للدفع بالأجندة السلفية.

ونسب التقرير إلى بعض المراقبين وصفهم لأنصار الشريعة بأنها هجمة جديدة من القاعدة باسم مختلف يهدف لجذب القلوب والعقول مرة أخرى بعد أن همشت الثورات الشعبية ضد الأنظمة التسلطية "المجموعات الإسلامية المتشددة".

وذكر التقرير أنه بينما يُعتقد أن تنظيم أنصار الشريعة اليمني قد أنشأته القاعدة، فإن مجموعات أنصار الشريعة بشمال أفريقيا لا يبدو أن لها صلة مباشرة بالقاعدة أو تتبنى أجندتها الجهادية العالمية.

ليست شبكة واحدة
ويقول الأستاذ بجامعة إكستر البريطانية عمر عاشور إن هذه المجموعات ليست جزءا من شبكة أوسع، لكن من الممكن أن تطور روابط تنظيمية فيما بينها. فجميعها تنهج الفكر السلفي وتطالب بتغييرات للأنظمة القانونية وفقا للشريعة الإسلامية.

وفي ليبيا نفت جماعة أنصار الشريعة اتهامها بالوقوف وراء الهجوم على القنصلية الأميركية في 11 سبتمبر/أيلول الجاري في بنغازي "لكنها اعترفت بمشاركتها في تحطيم الأضرحة الصوفية".

وفي تونس تم استجواب زعيم أنصار الشريعة حسن بريك الأسبوع الماضي عقب نهب أجزاء من مجمع السفارة الأميركية هناك. ويُشار إلى أن المجموعة التونسية التي تأسست عام 2011 يربطها البعض بالاحتجاجات العنيفة ضد المهرجانات الفنية التي يعتبرها الإسلاميون تشويها لدينهم.

المصدر : واشنطن بوست