حاملة الطائرات الصينية غير مفيدة عسكريا

This photo taken on September 24, 2012 shows China's first aircraft carrier, a former Soviet carrier called the Varyag, docked after its handover to the People's Liberation Army (PLA) navy in Dalian, northeast China's Liaoning province. China's first aircraft carrier was handed over on September 23
undefined

قالت نيويورك تايمز إن الصين دشنت أول حاملة طائرات لها في احتفال حضره كبار قادة البلاد أمس الثلاثاء في خطوة تهدف لإظهار قوتها العسكرية المتنامية، لكن الخبراء يشككون بجدواها بهذا الشأن ويقولون إنها ستستخدم للتدريب والاختبار فقط في المستقبل المنظور.

وأشارت الصحيفة الأميركية في تقرير لها من بكين إلى أن تدشين هذه السفينة يتم في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الصين وجيرانها حول الجزر بالبحار القريبة.

ويقول المسؤولون الصينيون إن هذه السفينة الحربية العتيقة التي تم شراؤها من أوكرانيا عام 1998 وقامت بكين بتجديدها، ستحمي السيادة الوطنية، وهذه قضية أصبحت معيارا للخلاف مع اليابان حول ملكية جزر في بحر الصين الشرقي.

إهدار للمال
وأوضحت نيويورك تايمز أنه وبالرغم من لهجة الانتصار خلال التدشين الذي حضره الرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء ون جيا باو، ورغم التقييمات الإيجابية من قبل الخبراء العسكريين الصينيين حول أهمية السفينة، فإن المخططين العسكريين الأميركيين قللوا من أهميتها إلى حد قال فيه بعض مسؤولي البحرية الأميركية إنهم سيشجعون الصين لبناء حاملات طائراتها الخاصة بها والسفن المرافقة لها، لأن ذلك سيكون من قبيل إهدار المال ليس إلا.

مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الذي يتم خلاله تغيير قيادة البلاد كل عقد من الزمان يُتوقع له أن يبدأ الشهر المقبل، ويبدو أن الكشف الاحتفالي عن حاملة الطائرات هذه جزء من جهد لتعزيز الوحدة الوطنية قبيل انعقاد المؤتمر

واتفق خبراء عسكريون آخرون خارج الصين مع هذا التقييم. وقال كبير الباحثين الزائرين بجامعة سنغافورة الوطنية يو جي "الحقيقة أن حاملة الطائرات لا فائدة منها للأسطول الصيني. فإذا تم استخدامها ضد أميركا، فلن تكون قابلة للحياة. وإذا اُستخدمت ضد جيران الصين، فسيكون ذلك علامة على استئساد الصين بجيرانها".

وأضاف يو جي أن فيتنام، جارة الصين التي دخلت معها في حروب سابقة، لديها طائرات سو-30 الروسية والتي تمثل خطرا على حاملة الطائرات الصينية الأولى هذه.

لا توجد طائرات مناسبة
وقال يو جي إن الطيارين الصينيين يكتفون حتى اليوم بالتمرين بالمحاكاة على الهبوط على الحاملة على طرق إسمنتية بطائرات جي-8 الصينية القائمة على تكنولوجيا طائرة الميج-23 الروسية التي تم إنتاجها قبل 25 سنة.

وأشار إلى أن الطيارين الصينيين لا يستطيعون القيام بمناورة صعبة للهبوط على حاملة طائرات متحركة لأن الصين ليس لديها الآن طائرات مناسبة لذلك.

وأضاف بأن إقدام الصين على بناء حاملة طائراتها الخاصة يعتمد غالبا على مدى قدرتها على إنتاج طائرة تستطيع الهبوط على حاملة. ووصف ذلك بأنها مرحلة تحتاج سنوات طويلة لتصل إليها.

إشادة من الداخل
وبالمقابل، قال الباحث بمعهد الأبحاث البحرية الصينية لي جي في مقابلة مع صحيفة بيبولس ديلي الحكومية إن هذه الحاملة ستغيّر الذهنية التقليدية للبحرية الصينية وستأتي بتغيرات نوعية لأسلوب عملها وبنيتها.

ورغم أن الجيش الصيني لا ينشر تفاصيل حول نفقاته العسكرية، فإن الخبراء العسكريين الأجانب يقولون إن البحرية الصينية يقل تمويلها كثيرا عن تمويل القوات البرية والجوية.

إثارة المشاعر الوطنية
ومع ذلك، قالت نيويورك تايمز إن تدشين حاملة الطائرات الصينية الأولى بميناء داليان بشمال شرق البلاد تم استخدامه مناسبة لإثارة المشاعر الوطنية التي ازدادت حرارتها كثيرا خلال الأيام العشرة الماضية حول النزاع بين الصين واليابان.

كما أن مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الذي يتم خلاله تغيير قيادة البلاد كل عقد من الزمان يُتوقع له أن يبدأ الشهر المقبل، ويبدو أن الكشف الاحتفالي عن حاملة الطائرات هذه جزء من جهد لتعزيز الوحدة الوطنية قبيل انعقاد المؤتمر.

وللأغراض الدولية، يبدو أن التدشين قُصد منه إقناع الدول الأصغر في بحر الصين الجنوبي، بما فيها الفلبين، الحليفة لأميركا، بأن الصين لديها عدد متزايد من الأصول العسكرية الكبيرة الجاهزة للانتشار.               

المصدر : نيويورك تايمز