دعوة لبناء الثقة مع الشعوب العربية

EGYPT : Egyptian demonstrators show their support for President Mohamed Morsi during a protest in Cairo'sTahrir Square on July 13, 2012. Morsi will respect a court ruling overturning his decree for the dissolved Islamist-dominated parliament to convene, his office said amid a power struggle with the military. AFP PHOTO/MOAHHMED HOSSAM
undefined

أشار الكاتب البريطاني أندرو غوثورب إلى أهمية الرأي العام العربي، وقال إنه لم يعد بمقدور الغرب الاستمرار بالتعامل بشكل منفرد مع من وصفها بالأنظمة الطاغية في العالم العربي، وأضاف أنه بات يتوجب على الغرب الانتباه جيدا لرأي الشعوب العربية.

وأوضح الكاتب في مقال نشرته له صحيفة ذي غارديان البريطانية أنه إذا كانت الأحداث في الشرق الأوسط على مدار العامين الماضيين علمت الغرب شيئا معينا، فإن هذا الشيء يتمثل بالضرورة في كون الرأي العام الشعبي العربي بات يشكل أهمية كبيرة، مضيفا أن الأحداث التي جرت الأسبوع الماضي دلت على هذه الأهمية بشكل كبير في تحديد الاتجاه المستقبلي للسياسة العربية.

وقال غوثورب إنه منذ انتهاء موجة الاستعمار الغربي في الشرق الأوسط في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فإن سلسلة من الحكام الطغاة طالما برروا لاستمرار حكمهم من خلال أفكار ومدافع مستوردة من الغرب، على حد سواء.

وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة تعاملت مع أنظمة طاغية في الشرق الأوسط بدعوى الاستمرار في الحفاظ على استقرار أكثر المناطق إنتاجا للنفط في العالم، ولكن الأنظمة الطاغية في مصر وسوريا قمعت القوى المعارضة بشكل قاس وعنيف، مشيرا إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين  السوريين في مجزرة حماة في 1982.

كاتب بريطاني: الشعوب العربية تسودها أجواء من التعقيد المتمثل في معظمه في عدم المساواة بين الناس في النواحي الطائفية والاجتماعية والاقتصادية، ودول الغرب تعاملت مع الحكام الطغاة الذين بدورهم قمعوا شعوبهم، ولم يتيحوا للشعوب فرصة للتعبير عن نفسها أو تدبر شأنها

عدم المساواة
وأضاف أن الولايات المتحدة ليست بالضرورة تحب الحكام العرب أو تؤيد سياساتهم، ولكنها تبقى تتعامل معهم برغم ذلك، فالرئيس الأميركي جورج بوش الأب عارض الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عندما قام الأخير بغزو الكويت، وأن بوش أجبر صدام على الانسحاب، ولكنه لم يسع للإطاحة بنظام صدام، وذلك في ظل الخشية من الفوضى التي قد تعقب ذلك.

وأوضح الكاتب أن الشعوب العربية تسودها أجواء من التعقيد المتمثل في معظمه في عدم المساواة بين الناس في النواحي الطائفية والاجتماعية والاقتصادية، وإلى أن دول الغرب تعاملت مع الحكام الطغاة، والذين بدورهم قمعوا شعوبهم، ولم يتيحوا للشعوب فرصة للتعبير عن نفسها أو تدبر شأنها، وذلك بذريعة أنه لا بد من وجود حاكم قوي كي يحافظ على السلام ويمنع العنف القابع تحت السطح من الظهور.

وقال إن هذه الصورة النمطية بشأن الشعوب العربية قد تغيرت الآن بفعل ما سماها بالصحوة العربية وليس مجرد الربيع العربي, موضحا أنه مع توالي سقوط الأنظمة الطاغية في العالم العربي، فإن الشعوب العربية بدأت تستيقظ وتشارك في تقرير مصيرها.

ودعا الكاتب الغرب إلى ضرورة العمل على إيجاد وزيادة التفاهم المتبادل والتسامح بين شعوب الغرب والعالم العربي، مشيرا إلى خطاب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما في القاهرة في 2009، ومضيفا أن الرأي العام العربي بات الآن هو العامل الحاسم في رسم سياسات المنطقة وتطورها.

كما دعا الغرب إلى ضرورة دعم الحكومات العربية الجديدة في كل من تونس ومصر وليبيا، وذلك من خلال التركيز على مساعدتها في بناء الثقة والعمل على حل مشاكلها الاقتصادية وغيرها من المشاكل التي تواجهها.

واختتم بالقول إنه لم يعد بمقدور الغرب التعامل مع الطغاة من الحكام العرب بشكل منفرد، وإنه يتوجب على الغرب الانتباه إلى ضرورة بناء الثقة مع الشعوب العربية نفسها، سواء أكانت في القاهرة أو في دمشق أو في بنغازي أو في غيرها.

المصدر : غارديان