صحافة إسرائيل: تهاوي الإمبراطورية الأميركية

Tunisian protesters throw stones as they try to storm the US embassy during a demonstration against a film mocking Islam in Tunis on September 14, 2012. Tunisian police firing live rounds and tear gas drove angry protesters from the US embassy in Tunis, some of whom had stormed the compound, with clashes there killing at least two people, an AFP journalist reported. AFP PHOTO/FETHI BELAID
undefined
عوض الرجوب-رام الله

سلطت صحف إسرائيلية اليوم الأربعاء الضوء على علاقة الولايات المتحدة الأميركية بالشرق الأوسط، مستخدمة عبارات "تهاوي الإمبراطورية" و"صفعة للولايات المتحدة" في إشارة لما تبع الفيلم المسيء من ردود فعل تجلت أمام مقار السفارات الأميركية في عدد من العواصم العربية والإسلامية، فيما تحدث كاتب عن ما يراه خطر "الإسلام المتطرف".

وتحت عنوان "تهاوي الإمبراطورية" رأى بوعز بسموت في صحيفة "إسرائيل اليوم" أن قوى كثيرة في العالم والشرق الأوسط تحديدا باتت تشعر بالضعف الأميركي، ولم تعد تخشى تلك القوة العظمي. واستحضر الكاتب ما أورده صموئيل هنتنغتون في كتابه "صدام الحضارات" والذي أشار فيه إلى تحدي الحضارتين الإسلامية والصينية للغرب.

وأضاف بسموت أن التداعيات التي اجتاحت العالم العربي ردا على الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى الصراع الذي احتدم بين الصين واليابان للسيطرة على مجموعة جزر متنازع عيلها، تجعل كتاب هنتنغتون أكثر واقعية من ذي قبل.

وأوضح الكاتب أن أميركا -وهي القوة العظمى الأولى في العالم- قد تواضعت "راغبة" في عهد أوباما الذي رأى أن أسلوبه الشخصي والودي وتناول "الهمبورغر" مع الزعماء سيغير سير التاريخ، مضيفا أن "الإمبراطوريات تنشأ وتتهاوى طوال التاريخ كله (…) لكن الشيء المشترك بين الدولة الفارسية والرومانية والمغولية وكثيرات غيرها هو المدة الطويلة -وبلغت مئات السنين- التي ظلت فيها كإمبراطوريات".

أقصر إمبراطورية
وأوضح بسموت أن الولايات المتحدة إذا استمرت في السير بنفس الوتيرة ستدخل التاريخ بصفتها أقصر إمبراطورية حكمت العالم، مقتبسا من الصحيفة الصينية الرسمية "غلوبال تايمز" قولها قبل بضعة أيام إن "الإخفاق في ليبيا يصور الواقع المحزن للسياسة الأميركية".

في الصحيفة نفسها كتب رؤوبين باركو مقالا تحت عنوان "صفعة للولايات المتحدة"، واصفا العلاقة بين الولايات المتحدة والمسلمين الذين قدمت لهم الولايات المتحدة المساعدة والغذاء بأنها "إنكار للجميل".

وأضاف "أن قيادة الإخوان المسلمين تدرك أن دول الإسلام السني تحتاج الآن إلى الدولارات، وإلى القمح الأميركي لفقراء الأمة وتحديدا في مصر، لكن شيوخهم يحرّضون بنفاق آثم على مهاجمة الولايات المتحدة".

وخلص الكاتب إلى أن الاستغلال الهازل للفيلم المبتذل يعبر عن إخفاقات إدارة باراك أوباما "التي تساعد -بلا شرط- من يلتزمون بديانتهم، وهي غير قادرة مقابل ذلك على أن تجبي منهم معاملة عادلة وولاء في الحد الأدنى".

كتاب إسرائيليون حملوا إدارة أوباما مسؤولية ردود الفعل العنيفة على الفيلم المسيء (الفرنسية)
كتاب إسرائيليون حملوا إدارة أوباما مسؤولية ردود الفعل العنيفة على الفيلم المسيء (الفرنسية)

لا فرق
من جهته رأى نداف هعتسني في صحيفة معاريف أن "الأوان قد فات بالنسبة لأوروبا للوقوف في خطر الإسلام المتطرف"، لكنه لا يزال هناك متسع من الوقت لإسرائيل للوقوف في وجه ذلك "الخطر".

ولم يفرق الكاتب في مقاله الذي حمل عنوان "صدام الحضارات" بين القاعدة والسلفيين على أنواعهم، والمسلم الفرد من ليبيا وحتى كابل، ومن القاهرة وحتى أم الفحم، وأوضح أنه كان يتعين على من سمع عن فيلم أميركي مثير للغضب أن يعرف بأنه لا توجد أي صلة بين منتج فرد وبين حكومة الولايات المتحدة وعموم الجمهور الغربي.

وقال مهاجما "إن المسلمين الأفراد لا يفهمون (..) كان ينبغي للمسلمين المتطورين أن يفهموا أن من يهاجم الولايات المتحدة بسبب منتج مهزوز لا يسخف إلا نفسه".

وتابع الكاتب في معاريف "من خطاب القاهرة وحتى التأييد لسيطرة الإخوان المسلمين وملحقاتهم على الحليف السابق لواشنطن، ارتكب أوباما وطائفة من الدعاة الليبراليين الذين يحيطون مصيبة (..) ويبدو أنهم لم يتعلموا أبدا".

وأكد أن على العالم الغربي الفهم بأننا "على شفا حرب عظمى (..) صراع الحضارة في سبيل الحياة أو الموت، فإذا ما انتصرت الحضارة الإسلامية، فإنها ستبيد كل علامة حياة الأخرى".

وتابع "أوروبا الغربية عانت من الوهن الذي سمح للإسلام الراديكالي بأن يغرس فيها أنيابه الفتاكة، أما بالنسبة لنا وبالنسبة لمعظم العالم سوي العقل فلا يزال يوجد وقت للصحوة".

المصدر : الجزيرة