جدل بأميركا والمنطقة بشأن قدرات القاعدة

مقر القنصلية الأميركية في بنغازي : ليبيا تتهم القاعدة بالتورط في الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي ( الجزيرة نت- أرشيف
undefined

أطلق الهجوم على البعثة الأميركية ببنغازي والذي قُتل خلاله السفير الأميركي كريستوفر ستيفنس جدلا جديدا في أميركا والشرق الأوسط بشأن ما إذا كان تنظيم القاعدة قد جدد حيويته وسط فوضى الربيع العربي أم إنه يستمر لكونه مجرد فزاعة مفيدة أو كبش فداء.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها إنه وخلال الأسبوع الماضي أنحى رئيس المؤتمر الوطني الليبي المنتخب حديثا باللائمة على مقاتلين أجانب مرتبطين بالقاعدة قدموا من الجزائر ومالي، وقال إنهم دخلوا البلاد قبل أشهر من وقوع الهجوم على القنصلية.

وكان فرع تنظيم القاعدة بشمالي أفريقيا قد أشاد بالهجوم على القنصلية وحث على تنفيذ المزيد مثله في المنطقة.

وفي واشنطن تبنى بعض الجمهوريين تلك الرواية في انتقاد ضمني لإدارة الرئيس باراك أوباما لإعلانها المبكر أن تنظيم القاعدة قد انتهى بمقتل أسامة بن لادن العام الماضي.

لكن قائد المليشيا الليبية لواء أنصار الشريعة المشاركة في أعمال العنف بليبيا عموما شدد على أن قواته محلية بالكامل ومعروفة تماما في بنغازي ونفى أمس الثلاثاء أي علاقة بالقاعدة أو أي مسؤولية لهم في الهجوم على القنصلية، رغم أنه أشاد بقائد القاعدة أيمن الظواهري وأشاد بأهداف التنظيم.

حياة شبحية
وتضمن الجدل المثار حقيقة أنه ومهما كانت قدرة القاعدة أو المجموعات المحلية التي ترتبط بها على إحداث أضرار بالمصالح المحلية أو الأجنبية، فإن القوة المخيفة لاسمها قد منحتها حياة شبحية ثانية كنوع من المظلة الشاملة لجميع المسلحين الإسلاميين.

المسلحون الإسلاميون في كل مكان تقريبا الذين لا تربطهم إلا علاقات ضعيفة بالتنظيم الأصلي وجدوا أن استخدام اسم القاعدة وسيلة سهلة للمبالغة في تهديداتهم

المسلحون الإسلاميون في كل مكان تقريبا الذين لا تربطهم إلا علاقات ضعيفة بالتنظيم الأصلي وجدوا أن استخدام اسم القاعدة وسيلة سهلة للمبالغة في تهديداتهم، كما أصبح السياسيون المتحمسون لمكافحة هؤلاء المسلحين -سواء بالكونغرس الأميركي أو بالعواصم العربية- يستفيدون من ذلك. 

يقول المعلق المصري فهمي هويدي من القاهرة "إنه شبح. الناس هنا لا يصدقون بأن القاعدة هي ذلك الشيء المخيف الذي يتحرك في كل مكان ويقف خلف كل الأشياء في كل أنحاء العالم. يعتقد الناس أن ذلك مجرد دعاية أميركية".

ولم تناقش وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مؤتمرها الصحفي أمس أي علاقات محتملة لمهاجمي القنصلية بتنظيم القاعدة، لكنها ألقت بالمسؤولية على متطرفين معارضين للتحول الديمقراطي بأماكن مثل ليبيا، وتونس، ومصر في أعمال العنف والاحتجاجات بالمنطقة عموما.

لحشد الناس
ويقول الخبير بشأن الجماعات الإسلامية في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية الحكومي في القاهرة ضياء رشوان "بالنسبة للسياسيين بأميركا أو العالم العربي، فإن مخاطبة الجمهور الذي لا يمتلك معلومات عن المذاهب الإسلامية المختلفة أو المسلحين الإسلاميين، فإن اسم القاعدة الكبير يساعد في حشد الناس.

ويضيف رشوان أنه من الصعب استخدام اسم آخر لا يعرفه الناس عندما تكون لديك هذه العلامة التجارية الواسعة الشهرة. ويستمر رشوان قائلا "القاعدة كتنظيم، كقيادة لا وجود لها. ليست هناك أوامر من أيمن الظواهري للجهاديين في ليبيا أو سيناء للقيام بعمل ما"، لكنه اضاف "منذ مقتل أسامة بن لادن، بدأت القاعدة وكأنها تشهد ميلادا جديدا لأن بعض أفكارها ونموذجها أصبح ملهما للمسلحين الجدد".

القاعدة محور النفي والتأكيد
وفي مصر تنفي الجهات الحكومية أن يكون للمسلحين في سيناء أي علاقة بالقاعدة، في حين تؤكد التقارير الصحفية هذه العلاقة. وفي تونس قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أمس الثلاثاء إن القاعدة ليس لديها موطئ قدم بالبلاد، بينما يشير بعض منتقدي الحكومة إلى أن القاعدة ربما تكون قد لعبت دورا في الدفع بمنفذي الهجمات.

أما في سوريا فحكومة الرئيس بشار الأسد تقول أحيانا إن القاعدة ناشطة وسط الثوار السوريين، فيما تقول المعارضة السورية إن المسلحين معظمهم سوريون، وإن مسلحين أجانب انضموا مؤخرا لألوية الثوار.

وفي واشنطن، رمى السؤال: هل كانت القاعدة مشاركة في هجمات بنغازي أم لا؟ بنفسه وسط حملة الانتخابات الرئاسية، حيث حاول الجمهوريون التقليل من أكبر إنجاز لأوباما في "مكافحة الإرهاب"، مقتل بن لادن.

فرض حكم الشريعة
وقال قائد لواء أنصار الشريعة بليبيا محمد علي الزهاوي أمس -في أول تصريح علني له منذ الهجوم على القنصلية- إن تنظيمه يجب أن يتمسك بسلاحه لأن مستقبل ليبيا غير معروف، لكنه نفى مسؤوليتهم عن أعمال العنف ونفى أي علاقة لهم بالقاعدة.

وأوضح الزهاوي أنهم في معركة ضد الليبراليين، العلمانيين وبقايا نظام القذافي "سيستمر شبابنا الشجعان في معركتهم حتى يفرضون حكم الشريعة".

المصدر : نيويورك تايمز