حرب تجاهلها مرشحا الرئاسة الأميركية

Republican presidential candidate Mitt Romney delivers remarks on the mass shooting in a movie theater in Colorado, during a campaign stop at Coastal Forest Products in Bow, New Hampshire, USA on 20 July 2012. EPA/Matthew Cavanaugh
undefined
قالت صحيفة واشنطن بوست اليوم إنه في الوقت الذي ينعقد فيه مؤتمر الحزب الجمهوري الأخير يستمر قتل الجنود الأميركيين بأفغانستان يوميا، ورغم ذلك لم يتطرق المرشح الرئاسي لهذا الحزب مت رومني إلى هذه الحرب بخطابه الأهم في حياته.

وتساءلت الصحيفة بمقال للكاتب فريد هيات: هل سبق أن كانت أميركا في حرب وكانت تلك الحرب أكثر الأشياء غيابا خلال مؤتمر رئاسي أو حملة رئاسية؟

وقالت إن حوالي 68 ألف جندي أميركي سيظلون باقين بأفغانستان نهاية سبتمبر/أيلول الجاري، وإن كثيرين منهم يقاتلون بمناطق نائية وصعبة، وإن حوالي 2600 لقوا حتفهم هناك أكثر من ثلثيهم قُتلوا خلال فترة حكم الرئيس باراك أوباما.

وأضافت بأنه رغم أن تلك الحرب تبدو وقد نُسيت من قبل الكثيرين من الشعب الأميركي، لا تزال هناك ضرورة لاستمرار المناقشات حول الكيفية التي يجب أن تُخاض بها خلال السنوات القليلة المقبلة.

مشاعر متناقضة
وانتقد الكاتب أوباما أيضا، قائلا إنه يقود حرب أفغانستان بمشاعر متناقضة. فقد أمر عام 2009 بزيادة كبيرة في عدد الجنود بأفغانستان فيما حدد تاريخا للانسحاب الأميركي من هناك.

وأضاف أن تشجيع الأفغان على تولي مسؤولية الحرب، وإدارة متاعب الحرب داخل أميركا، أمور مفهومة، لكن كان السؤال الواضح هو: إذا كان الهدف الإستراتيجي يبرر فقدان ذلك العدد من الجنود الأميركان، فكيف يتسنى الانسحاب بغض النظر عن تحقيق ذلك الهدف؟

‪هيات: أوباما يقود الحرب في أفغانستان بمشاعر متناقضة‬ (رويترز)
‪هيات: أوباما يقود الحرب في أفغانستان بمشاعر متناقضة‬ (رويترز)

وأشار الكاتب إلى أن أوباما رفض الصيف المنصرم نصيحة جنرالاته بسحب عشرة آلاف جندي خلال 2011 و23 ألفا قبل نهاية هذا الصيف. ونقل عنه أيضا قوله بهذا الشأن "موجة الحرب في انحسار. وحان الوقت للتركيز على البناء داخل البلاد".

وعلق هيات بأن قتل الأميركيين استمر رغم ذلك. وأورد أن 34 جنديا قُتلوا في يناير/كانون الثاني هذا العام، و24 في فبراير/شباط، و39 في مارس/آذار، و39 في أبريل/نيسان، و45 في مايو/أيار، و39 في يونيو/حزيران، و46 في يوليو/تموز، و53 في أغسطس/آب.

وانتقد رومني أوباما مرات بشأن تحديده تاريخا للانسحاب بحجة أنه "يعزز موقف العدو" وتعهد بأن يستمع لضباطه في تحديد جدول للانسحاب، لكنه وافق أيضا على الهدف الذي اعتمده حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأفغانستان بوقف المهمة القتالية هناك قبل نهاية 2014.

انسحاب قاتل
وقال هيات إنه ومع ذلك الاتفاق العريض، تظل أسئلة كبيرة مطروحة مثل: ما هي السرعة التي يتم بها سحب القوات العام المقبل؟ مشيرا إلى أن عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ السيناتور ليندسي غراهام أبلغه بأن المهمة الأميركية بأفغانستان يمكنها أن تنجح، لكن التسرع بأكثر مما يجب في الانسحاب الصيف المقبل ربما يكون قاتلا.

كما يطرح تساؤلا آخر عن حجم قوات التدريب وقوات مكافحة الإرهاب التي يمكن تركها عقب 2014؟ وقال الكاتب إن هذا القرار، أكثر من أي شيء آخر، سيحدد ما إذا كان الأميركيون الذين قُتلوا خلال العقد الماضي سيرقدون بهدوء أم أن أفغانستان ستصبح مرة أخرى أرضا تفرخ الإرهاب والكراهية.

واختتم هيات مقاله قائلا إن الأميركيين تعبوا من الحرب وليس من المستغرب أن المرشحيْن لا يرغبان في تناولها بإسهاب، وتساءل "لكن هل يصح إرسال قوات إلى حرب والتصرف بعد ذلك وكأنها لم تذهب؟".

المصدر : واشنطن بوست