"آيات الله" الإسرائيليون

يهود متطرفون يتظاهرون بالناصرة للمطالبة بتجنيد العرب
undefined
عوض الرجوب-رام الله
تناول كاتبان إسرائيليان في صحيفة هآرتس اليوم قضية تغلغل المتدينين اليهود في المؤسسات الرسمية والتعليمية الإسرائيلية، حتى طلب أحدهما السماح (مستقبلا) "للأقلية العلمانية" بإقامة عقيدتها دون تشويش عليها.

فتحت عنوان "آيات الله الإسرائيليون" استحضر أوري مسغاف أقوال الحاخام عوفاديا يوسف السبت الماضي، التي دعا فيها إلى عملية هجومية على إيران مطلع السنة، وطالب بالدعاء لإبادة هذا البلد.

ويقول الكاتب إن الحاخام استطاع أن يوسع التصور الهجومي الإسرائيلي، فهو يرى أنه ينبغي عدم الاكتفاء بعد الآن بخطاب آلات الطرد المركزي وتثبيط المنشآت الذرية بل يجب ببساطة محو 70 مليون إيراني.

ويرى الكاتب أن المشكلة ليست في وجود بابا يهودي ملتف بعباءة يضع على رأسه عمامة، يكفر على الدوام بسلطة جهازي القضاء والتربية الإسرائيليين، بل في أن رجال الدين الأصوليين لهم حب معروف لإرسال أقوال دون مسؤولية وملابس غريبة.

والشيء غير المحتمل -حسب رأي الكاتب- هو التعزيز الذي لا ينقطع لهذا السيرك الظلامي على أيدي الأحزاب الحاكمة العلمانية، والزحف المستكين للصهيونية نحو مراكز ما بعد الصهيونية، وتقديس الطفيلية والسلبية اليهودية على يد مؤسسة إسرائيلية يفترض أن تمثل العمل والإنتاج.
وتساءل مسغاف أخيرا: هل توجد إلى الآن ديمقراطية في العالم تلح على تمويل ومكافأة القوى التي تسعى على الدوام في ضعضعة وجودها الديمقراطي، بإجراء أهوج يؤسس أمام أعين الجميع لنظام آيات الله الإسرائيلي؟

أغلبية في المدارس
في سياق متصل، تطرق الكاتب تسفي برئيل إلى إحصاءات تظهر أن المتدينين سيصبحون قريبا أكثر من النصف في المدارس الإسرائيلية، معتبرا الخطر في تحول إسرائيل بعد سنين معدودة إلى دولة شريعة يهودية.

ويقتبس تحت عنوان "المتدينون يغلبون في المدارس الإسرائيلية" عن موقع للمتدينين القول إن هذه السنة تسجل باعتبارها سنة تاريخية للصبغة الدينية الحريدية في إسرائيل، حيث تجاوزت نسبة الحريديين (معادون للصهيونية) والمتدينين (وطنيون ورسميون) في هذه السنة نسبة 50% في طبقة سن الحداثة.

ووفق الكاتب كانت نسبة الطلاب الحريديين في مؤسسات التربية في إسرائيل قبل 15 سنة 12.6% فقط، ووصلت اليوم 32%، فيما بلغت نسبة المتدينين 20%.

وأشار الكاتب إلى أن الجيش يصبح أكثر تدينا، وبعد بضع سنين سيحتل المتدينون نصف الصفوف على الأقل في المدارس التحضيرية العسكرية. وأوضح أن المكتب المركزي للإحصاء نشر هذا الأسبوع توقعا مشابها.

ويرى الكاتب أن العلمانية في دولة يهودية هي التي يجب أن تثير العجب، وقدرة العلمانيين على الحفاظ إلى الآن على أكثرية يجب أن تعد لغزا أو معجزة.

ويرى الكاتب أن التهديد الذي تعرضه المعطيات الإحصائية هو أنه بعد سنين غير كثيرة سيميز استبداد الأكثرية المتدينة الديمقراطية الإسرائيلية، منتهيا إلى أن الكثرة الدينية في رياض الأطفال هي بدء طريق مباشر لا عودة عنه تقريبا نحو دولة شريعة قومية. وبقي فقط وهم أن تسمح الحكومة في هذه الدولة للأقلية العلمانية بإقامة عقيدتها دون تشويش عليها.

المصدر : الجزيرة