أطفال سوريا يتخيلون الأسد وحشا

Syrian children refugees live at the Domiz refugee camp in the northern Iraqi of province Dohuk July 25, 2012. The number of refugees that have fled to Iraq's Kurdistan region is in excess of 11,000 refugees, and they are settled in the region's three provinces: Arbil, Dohuk and Sulaimaniya. As for the Domiz refugee camp, the number of refugee families reached 696 families, equivalent to 2,800 people, but on the other side of the camp, where young refugees are, the number of refugees has reached 4,500 people, according to to Niyaz Mohammed, manager of the Domiz refugee camp. Picture taken July 25, 2012. REUTERS
undefined
أشارت صحيفة تايمز البريطانية إلى ما وصفتها باللحظات الحالكة والصدمة التي يعيشها الأطفال السوريون في ظل الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد، وقالت إن أطفال سوريا يتخيلون أن الرئيس السوري بشار الأسد يمثل وحشا أو ذئبا يطاردهم من أجل أن ينهشهم ويقضي عليهم.

ونسبت الصحيفة إلى جماعات حقوق إنسان تقديرها أن الأطفال يمثلون أكثر من نصف اللاجئين السوريين الذين فروا بجلودهم من نيران المدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ والمروحيات والطائرات القاذفة والمقاتلة التي ما فتئت قوات الأسد تستخدمها في قصف المدن والبلدات السورية على رؤوس ساكنيها.

وقالت إن من بقي من أطفال سوريا داخل البلاد يعيشون لحظات من الشعور بالموت في كل يوم وليلة، وإن الكوابيس المرعبة تطارد أطفال سوريا في الداخل والخارج، موضحة أن أحد أطفال سوريا ويدعى أحمد (6 أعوام) أنقذته أسرته من الموت في اللحظات الأخيرة بعد أن شاهده شقيقه عمر (12 عاما) يتدلى من حبل أرجوحة العائلة في شرفة المنزل في إدلب، بعد أن التف الحبل حول عنقه.

وقالت والدة أحمد -التي تعيش مع أطفالها وزوجها في أحد مخيمات اللجوء على الحدود التركية السورية- إن طفلها سبق أن رأى الاشتباكات التي تشهدها بلاده، وأنه شاهد الجثث الملقاة في الشوارع، مضيفة أن العائلة كانت تدرك أن أطفالها يشعرون بالرعب، ولكنها لم تكن تدري أن طفلها الصغير سيحاول الإقدام على قتل نفسه.

‪‬ طفل سوري يصرخ مذعورا في حلب التي استهدفتها قوات الأسد بالقصف(الفرنسية)
‪‬ طفل سوري يصرخ مذعورا في حلب التي استهدفتها قوات الأسد بالقصف(الفرنسية)

وحش أو ذئب
وقال والد أحمد إن طفلهما الصغير سبق أن عبر عن نيته قتل نفسه بطريقة الشنق، وذلك بدلا من أن يأتي الأسد ويقتله بقنبلة أو مدفع، مضيفا أن طفله كان يتخيل الأسد وحشا أو ذئبا، وأن الأسد يشكل كابوسا مخيفا للأطفال.

وتقول جماعات معنية بحقوق الإنسان بما فيها منظمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة "أنقذوا الأطفال" إن الأطفال أصبحوا هدفا في سوريا، وأوضح لويس ويتمان من منظمة هيومن رايتس ووتش أن قوات الأسد الأمنية قتلت واعتقلت وعذبت الأطفال في منازل أهاليهم وفي مدارسهم وفي الشوارع.

ويتحدث اللاجئون السوريون الفارون هذه الأيام عن مخاطر متواصلة ومتصاعدة في بلادهم، وأنها تتصاعد حتى في المناطق التي أعلنها الجيش السوري الحر مناطق آمنة، وقالت امرأة فرت من مدينة إعزاز في شمالي سوريا إن قوات الأسد بدأت بالهجوم على كل المدارس والمناطق التي يرتادها الأطفال للعب.

وأضافت أن الأطفال ما انفكوا يتخيلون أن قوات الأسد قادمة لاعتقالهم وقتلهم، وأن الأطفال يعتقدون أن قوات الأسد صنعت قنابل خصيصا لقتل الأطفال.

وقالت الصحيفة إن أطفال سوريا المتواجدون في مخيمات اللجوء في تركيا يلعبون لعبة "الأسد مقابل الجيش السوري الحر"، وإنهم يستخدمون الحصى للتعبير عن القنابل ويستخدمون أيديهم للدلالة على بنادق الكلاشنكوف.

ونسبت إلى والدي أطفال سوريين في مخيم أنطاكية جنوبي تركيا قولهم إن أطفالهم لا يستطيعون النوم، وذلك بسبب الأحلام المخيفة والكوابيس المرعبة التي تنتابهم، مضيفين أن أطفالهم أصبحوا يتصفون بالعنف والعدوانية.

وقال الطفل السوري جمال (6 أعوام) إنه يريد أن يقتل الأسد، بل ويريد أن يلعب بعيون الأسد لعبة "ماربل"، وأضاف والد الطفل إن شأن قتل الأسد بات يشكل هاجسا لدى الأطفال.

المصدر : تايمز