مصر.. قادة جدد وواقع جديد

A Handout photograph released by the Egyptian Presidency shows Egyptian President Mohamed Morsi (2-L), Vice President Mahmoud Mekki (L), Prime Minister Hisham Qandil (2-R), Sheikh of Al-Azhar Ahmed al-Tayeb Al-Jalaa (R), performing the Eid al-fitr prayer, at the Amr ibn al-As mosque, in Cairo, egypt, 19 August 2012. Eid-al Fitr marks the end of the fasting month of Ramadan. EPA/EGYPTIAN PRESIDENCY/HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
undefined
قال الدبلوماسي والمبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط دينيس روس -في مقال له في صحيفة واشنطن بوست- إن الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين يبدون وكأنهم عائلة تمارس الحكم في مصر.

وبعد أن عدّد روس النجاحات التي حققها مرسي في استعادة الصلاحيات التنفيذية والتشريعية لمؤسسة الرئاسة، والتخلص من ما يعتبره البعض بقايا نظام الرئيس السابق حسني مبارك والمتمثلة بوزير الدفاع ورئيس الأركان السابقين، عاد ليقول إن هناك أسبابا كافية للقلق.

ويتطرق روس إلى تعيين وزير الإعلام المصري الجديد صلاح عبد المقصود المنحدر من جماعة الإخوان، والذي يدعم استبدال آخرين بخمسين صحفيا معروفا في مصر، كما أن اتهامات قد سجلت رسميا بحق صحيفة الدستور "لإهانتها الرئيس".

وأكمل روس بالقول "قد لا تكون صدفة أن تتغير نبرة وسائل الإعلام الرسمي في مصر، وهي بعيدة كل البعد عن التودد للرئيس.

ورأى الكاتب أن ما يحدث في مصر لم يكن بمحض الصدفة، حيث أحاط الرئيس مرسي نفسه بأعضاء جماعة الإخوان وعدد من المتعاطفين مع عقيدته وهم يسيطرون على جميع مفاصل الدولة في مصر، وبالتالي فسيكونون مسؤولين أمام الجميع عن أي شيء يحدث في مصر، التي تواجه تحديات متعددة وجميعها مصيرية، وليس أقلها الاقتصاد المترنح الذي يعني حتمية الاستعانة بالمساعدات الخارجية للخروج من الأزمة.

ويبرز الكاتب اختلاف موقف مرسي والإخوان وهم في السلطة عن موقفهم عندما كانوا في البرلمان والبلاد تحت حكم المجلس العسكري، حيث رفضوا في ذلك الوقت شروط صندوق النقد الدولي وقاوموها، لكنهم اليوم بعد أن وصلوا إلى السلطة لا يبدو أنهم متلهفون للحصول على ذلك القرض من الصندوق فحسب، بل يسعون إلى استدانة مبلغ يزيد عن 3.2 مليارات دولار.

يجب أن يكون موقف الإدارة الأميركية واضحا: إذا استمر هذا النهج من التصرفات، فإن الدعم الأميركي -الذي يعتبر أساسيا للحصول على مساعدات دولية وتكثيف الاستثمار- لن يأتي

ثم يذهب الكاتب إلى وصف مرسي والإخوان بأنهم يعيشون في قوقعة من صنع أفكارهم، ولا يطيقون أن تخضع أفكارهم إلى أي مساءلة، ويسوق إثباتا لذلك من وجهة نظره حدثين وقعا منذ أن تسلم مرسي السلطة، الأول: هو إنكار مرسي علنا إرساله رسالة للرئيس الإسرائيلي رغم أنه يعلم أنه فعل، والثاني: إسراع الإخوان لاتهام إسرائيل بالضلوع في هجوم سيناء الأخير وهم يعلمون علم اليقين أن ذلك غير صحيح.

ويتساءل روس، ما الذي يمكن أن نستنتجه من تصرفات مجموعة لا تقوى على الاعتراف بالحقيقة؟ مجموعة تصر على أن تعيش بواقع من صنعها هي وحدها؟

ويرى روس أن على الولايات المتحدة والآخرين ألا يتقبلوا الحقيقة البديلة التي يريد الإخوان المسلمون فرضها. الاختلافات في السياسة أمر طبيعي، ولكن من غير المقبول إنكار الواقع واحتضان واقع وسياسات أسست على الكذب واختلاق الوقائع.

وشدّد الكاتب على أن مرسي والإخوان يجب أن يفهموا تلك الأسس، وعليهم والشعب المصري أن يثقوا بأننا مستعدون لشحذ همم المجتمع الدولي والمؤسسات المالية العالمية لمساعدة مصر، ولكن بشرط أن تكون الحكومة المصرية مستعدة للتعامل على أساس الواقع على الأرض والمبادئ الأساسية.

وأكمل: عليهم أن يحترموا حقوق الأقليات والنساء، وأن يتقبلوا التعددية السياسية وأن يفسحوا مجالا للتنافس السياسي المفتوح، وعليهم أن يحترموا تعهداتهم الدولية وبضمنها معاهدة السلام مع إسرائيل.

حتى اليوم، فإن سجل حكم مرسي ليس جيدا، فقد غادر أكثر من مائة ألف قبطي وهناك مساع متجددة لترهيب الإعلام، وتم تحريك وحدات عسكرية مدرعة بدون إعلام إسرائيل وهو ما تنص عليه معاهدة السلام.

ويختم الكاتب بالقول، يجب أن يكون موقف الإدارة الأميركية واضحا: إذا استمر هذا النهج من التصرفات، فإن الدعم الأميركي -الذي يعتبر أساسيا للحصول على مساعدات دولية وتكثيف الاستثمار- لن يأتي. إن الرد المائع أو غير الحاسم من جهتنا في هذه المرحلة سيصب في مصلحة الإخوان، ولكن لن يكون في مصلحة مصر.

المصدر : واشنطن بوست