الإعدامات الميدانية بسوريا تثير جدلا واسعا

Rebel Free Syrian Army (FSA) fighters capture a policeman who the FSA allege is a “Shabiha” or pro-regime militiaman, on July 31, 2012, as the rebels overran a police station in Aleppo. A watchdog said that rebels killed 40 officers and seized three police stations during the pivotal battle for the commercial capital. AFP PHOTO/EMIN OZMEN/SABAH PRESS
undefined

تناولت معظم الصحف الأميركية الأزمة المتفاقمة في سوريا بالنقد والتحليل، وأشارت بعض الصحف إلى الجدل الذي تثيره الإعدامات الميدانية بالجملة التي يقوم بها جيش النظام السوري والشبيحة أو الجيش السوري الحر على حد سواء.

فقد أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن الحكومة السورية ومن وصفتهم بمقاتلي المعارضة كليهما قاما بتنفيذ إعدامات ميدانية الأربعاء في مدينة حلب السورية، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة ذات الكثافة السكانية.

ونسبت وول ستريت جورنال إلى شهود مواطنين سوريين قولهم إن مدينة حلب تتعرض لقصف بالمروحيات والمدافع الثقيلة من جانب القوات الحكومية لليوم 12 على التوالي، وذلك في ظل استمرار القتال بين قوات المعارضة ممثلة بالجيش الحر وبين جيش النظام.

وبينما قال الناطق باسم بعثة الأمم المتحدة في سوريا إن مراقبين دوليين يعملون في البلاد شاهدوا طائرات حربية تابعة للحكومة السورية تستهدف بالقصف من وصفهم بالمتمردين في حلب، أضافت الصحيفة أن المدينة التي يقطنها قرابة ثلاثة ملايين نسمة تشهد أزمة إنسانية كارثية، في ظل ما تواجهه من انقطاع للماء والكهرباء لساعات.

وقال المواطن السوري يوسف محمد (20 عاما) إن ما يجري في حلب يترك أثره على الجميع، وإن الجميع متعبون، وإنه ليس أمام المواطنين من خيار سوى الاختباء في الملاجئ.

قوات النظام السوري قامت مطلع الأسبوع الجاري بإطلاق الرصاص على الجرحى والمرضى في أحد المستشفيات القريبة من مدينة درعا في جنوبي سوريا، ونحرت بعضهم بالسكاكين، غالبيتهم  من جرحى الجيش السوري الحر

إعدامات جماعية
وأضافت الصحيفة بالقول إن من وصفتهم بالجانبين المتصارعين في سوريا نفذا إعدامات ميدانية جماعية، موضحة أن قوات النظام قامت مطلع الأسبوع الجاري بإطلاق الرصاص على الجرحى والمرضى في أحد المستشفيات القريبة من مدينة درعا في جنوبي سوريا، وأنها نحرت بعضهم بالسكاكين، وأن غالبية الضحايا كانوا من جرحى الجيش السوري الحر.

كما أشارت الصحيفة إلى شريطي فيديو وصفتهما بالمروعين تم بثهما البارحة على موقع يوتيوب، ويظهر الشريطان عددا من كوادر الجيش السوري الحر وهم ينفذون حكم الإعدام بالرصاص بحق عدد من الشبيحة في مدينة حلب.

ويظهر من بين الشبيحة الذين تم إعدامهم عدد من عائلة بري المتهمة بالوقوف إلى جانب الأسد، ومن بينهم زينو بري الذي يوصف بأنه زعيم الشبيحة في مدينة حلب، والذي تتهمه المعارضة بأنه الممول للشبيحة والذي يتولى إدارتهم ويوجههم إلى اقتراف المجازر بقق المدنيين وإلى محاولة قمع الثورة بأبشع الطرق وأقساها.

وبينما حث الرئيس السوري بشار الأسد قواته على مواصلة القتال في مدينة حلب، وقال إنها تخوض معركة يتوقف عليها مصير الشعب والأمة، أدانت الولايات المتحدة الأسد وانتقدت تصريحاته.

وأشارت الصحيفة إلى أن الناطق باسم الخارجية الأميركية باتريك فينتريل وصف الرئيس السوري بالجبان الذي يختبئ بعيدا عن الأنظار بينما يحث قواته المسلحة على الاستمرار بذبح المدنيين في بلاده.

من جانبها أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى ما وصفته بالجدل الذي أثاره شريط فيديو، ظهر فيه إعدام عناصر من الجيش السوري الحر لعدد من الشبيحة في مدينة حلب، غالبيتهم من عائلة بري السنية الموالية للأسد.

وأوضحت الصحيفة أن شريط فيديو بثه ناشطون من المعارضة السورية على موقع يوتيوب أظهر عددا ممن يوصفون بالشبيحة في إحدى الغرف الصفية لإحدى المدارس، وكانت وجوه بعضهم ملطخة بالدماء، وأنهم تلقوا الأمر بالكشف عن أسمائهم، وكان بينهم من يعتقد أنه قائد المجموعة ويدعى علي زين العابدين بري، والذي يعرف أيضا بالاسم زينو.

كما أشارت إلى شريط فيديو آخر يظهر عملية إعدام الشبيحة عن طريق وابل من الرصاص، وأن عملية إطلاق الرصاص استمرت لقرابة 45 ثانية، مضيفة أن مراسل قناة الجزيرة في حلب حدد هوية أحد المعدمين بأنه زينو بري.

وقالت الصحيفة إن الشريط استقطب عشرات آلاف المشاهدات، وأنه أثار جدلا واسعا ما بين معارض لما جرى ومعتبر إياه بأنه يرقى إلى جرائم حرب، وبين مؤيد له في ظل القسوة التي استخدمها النظام السوري ضد الثورة الشعبية السورية منذ 17 عشر شهرا.

المصدر : نيويورك تايمز + وول ستريت جورنال