وثيقة: مؤسسة أميركية ساعدت الأسد

AFP / Syrian President Bashar al-Assad and his wife Asma al-Assad arrive for a diner at the Petit Palais, after attending Paris' Union for the Mediterranean founding summit, on July
undefined

تناولت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية تسريب موقع ويكيليكس لرسالة بريد إلكتروني تظهر أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد استخدم مؤسسة أميركية للعلاقات العامة لتلميع صورته، وترويج ما سماها "إصلاحات" كان يدعي أنه يقوم بها.

وقالت الصحيفة إن حملة العلاقات العامة التي شنتها مؤسسة براون لويد جيمس تبيّن أن توقيتها كان يتزامن مع قيام قوات الأسد بقمع حركة الاحتجاجات الشعبية بشكل يومي.

كما قامت المؤسسة قبل ذلك بكتابة سيرة ذاتية مشرقة لأسماء الأسد زوجة الرئيس السوري. وقامت بعد ذلك مجلة "فوغ" الأميركية بنشر مقالات عن أسماء استندت إلى ما كتبته مؤسسة براون لويد جيمس. وقد كالت المجلة المديح لأسماء الأسد، ووصفتها بأنها "السيدة الأولى الأكثر إشراقا وجاذبية".

وطبقا لسجلات مراقبة التعاملات مع أطراف أجنبية من داخل الولايات المتحدة (وهو قانون سنّ عام 1938 ويلزم المؤسسات الأميركية بالإفصاح عن علاقتها بأطراف أجنبية إذا كانت العلاقة سياسية أو شبه سياسة) فإن شركة براون جيمس لويد للعلاقات العامة قد حصلت على 5 آلاف دولار شهريا لقاء ما كانت تقوم به.

مايك هولتزمان:
لسوء الحظ، لقد تم تجاهل نصيحتنا، وعملنا المهني مع ذلك البلد قد انتهى قبل وقت قصير من بدء سريان العقوبات الأميركية على سوريا

وتحتوي الرسالة التي سربها موقع ويكيليكس والمؤرخة في 19 مايو/أيار 2011 على نصائح للنظام السوري لتحسين صورته في الخارج، واتخاذ إجراءات لمواجهة التقارير الإعلامية في الغرب التي تنقل صورة قاتمة لتعامل القوات السورية مع المحتجين والمعارضين السوريين، الذين يتعرضون للتعذيب والترهيب البدني والعقلي.

وتقول الرسالة "يبدو أن سوريا تستخدم يديْن، يد تقدم الإصلاح والأخرى حكم القانون. حكم القانون يتطلب قبضة قوية. الإصلاح يتطلب يدا ممدودة. اليوم، القبضة القوية هي التي يراها العالم الخارجي، وربما الكثير من السوريين، بشكل أكبر بعشر مرات ربما من اليد الممدودة".

وحثت المؤسسة النظام السوري على الموازنة بين اليدين، وأن تظهر كل منهما للعالم بحجمها الحقيقي، كما أشارت المؤسسة على النظام بأن يستخدم بشكل صحيح عدم وجود مطالبة واضحة من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بتنحي الرئيس الأسد، وأن يعتبر النظام هذه النقطة نقطة قوة ودليلا على أن الولايات المتحدة تريد بقاء النظام السوري. لكن المؤسسة أشارت كذلك إلى تصاعد حدة لهجة الإدارة الأميركية.

واقترحت المؤسسة الإكثار من ظهور وتفاعل أسماء الأسد ورأت أن ذلك سيساعد النظام، وحثت على تنظيم رحلات لأسماء وزوجها للاستماع إلى الناس. كذلك اقترحت المؤسسة تنظيم اقتراع شعبي حول الإصلاحات، واستحداث مراكز لرصد انعكاسات الرأي العام السوري حول تلك الإصلاحات، وأن يتزامن كل ذلك مع حملة إعلامية تبين مدى صعوبة مهمة الرئيس السوري في تنفيذ الإصلاحات وسط بلد تعمه الفوضى، وأن يكون ذلك من خلال لقاءات صحفية ومقالات رأي.

وأنكر مايك هولتزمان الشريك في المؤسسة -في مقابلة مع مجلة فورين بوليسي الأميركية- أن تكون الرسالة التي سربها موقع ويكيليكس مدفوعة الثمن، وقال إنها كانت مبادرة من المؤسسة في وقت كان فيه الجميع يدفع النظام السوري ويتمنى عليه أن يلتزم بالإصلاح بشكل حقيقي.

وقال هولتزمان "لسوء الحظ، لقد تم تجاهل نصيحتنا، وعملنا المهني مع ذلك البلد قد انتهى قبل وقت قصير من بدء سريان العقوبات الأميركية على سوريا".

المصدر : لوس أنجلوس تايمز