تركيا قاعدة خلفية للثوار السوريين
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الحدود السورية التركية التي تمتد على طول 550 كلم أصبحت تمتلئ بنقاط العبور غير الرسمية بين البلدين، الأمر الذي قلب الجزء الجنوبي من تركيا والمحاذي لسوريا لقاعدة خلفية للثوار وملاذ للمواطنين السوريين الباحثين عن الأمان.
ووصفت الصحيفة القرى التركية المحاذية للمنطقة الحدودية مع سوريا، بأنها تتحول إلى خلية نحل كلما هبط الليل، حيث يبرز رجال متخفون من وسط غابات شجر الزيتون، وسيارات تنزل مسافرين وتأخذ غيرهم، وفلاحون يقفون أمام منازلهم يمنحون السوريين الفارين فراشا يبيتون فيه ليلتهم بعد رحلة العناء عبر الحدود على أقدامهم.
ورغم إعلان تركيا غلق معابرها الحدودية بعد إعلان مقاتلين إسلاميين "متشددين" سيطرتهم على معبر باب الهوى السوري بين سوريا وتركيا، فإن السلطات التركية أوضحت بأن الغلق يسري على المواطنين الأتراك الراغبين بالانتقال إلى الجانب السوري، ولن يؤثر على استقبال اللاجئين السوريين الراغبين بالقدوم إلى تركيا.
شحنات الأسلحة الواردة من موردي الأسلحة للثوار السوريين متقطعة وتتضمن أسلحة خفيفة وذخائر غير كافية، وهي لا ترتقي إلى حسم معركة مع جيش الأسد الجيد التسليح |
ولكن الصحيفة عادت لتقول بأن اللاجئين السوريين لا يستخدمون أصلا المعابر الرسمية بين بلادهم وتركيا، وكذلك الأمر بالنسبة للثوار وأولئك الذين ينقلون السلاح إلى المعارضة المسلحة في الداخل السوري، والحال نفسه مع المنشقين والأطباء، حتى تحولت تلك الأجزاء من المناطق الحدودية الريفية من مناطق هادئة وتحيا حياة رتيبة إلى عصب يغذي الثورة السورية بكل أسباب الحياة.
وبيّنت الصحيفة أن اللاجئين السوريين هم محل ترحيب من قبل الحكومة التركية، وأبرزت تصريحا للمتحدثة باسم وزارة الخارجية التركية صوفي أتان قالت فيه "علينا أن نعتني بهم، هؤلاء هم إخواننا وأخواتنا".
يذكر أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا قد بلغ 43 ألفا.
وتقول الصحيفة إن تركيا أصبحت ملتقى للثوار السوريين وداعميهم الذين يأتون غالبا من دول الخليج العربي، ويلتقون الثوار الذين يأتون من سوريا وغبار الحرب والتعب بادية على وجوههم.
وبيّنت الصحيفة نسبة إلى ثوار ونشطاء سوريين أن الثوار يعانون من نقص في التسليح، وأن شحنات الأسلحة الواردة من موردي الأسلحة متقطعة وتتضمن أسلحة خفيفة وذخائر غير كافية، وهي لا ترتقي إلى حسم معركة مع جيش الأسد الجيد التسليح.
ورغم التصريحات الشديدة اللهجة والإدانات الصريحة التي تصدر عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تجاه حليفه السابق بشار الأسد، فإن هناك تيارا بين الثوار السوريين يرى أن تركيا لا تفعل الكثير من الناحية اللوجستية.
لكن الصحيفة تشير إلى أن تركيا تقوم بدور ريادي على الساحة السياسية، وتستضيف مقرات المعارضة السياسية السورية، وتقيم المؤتمرات التي تسعى لترتيب الوضع السياسي السوري بعد الأسد.