انتشار الذعر في دمشق

نزوح السوريين إلى لبنان هربا من تصاعد المواجهات
undefined
قالت صحيفة تايمز البريطانية إن حالة من الرعب والعنف اجتاحت دمشق بعد تفجير مقر الأمن القومي الأربعاء ومقتل عدد من أهم أركان المؤسسة الأمنية في البلاد منهم وزيرا الدفاع والداخلية.
 
وأضافت الصحيفة أن القوات النظامية قامت على إثر ذلك بقصف مساحات شاسعة من العاصمة، محاولة للتغلب على المقاتلين الثوار.
 
وأشارت صحيفة تايمز البريطانية إلى أن آلاف السوريين المرعوبين فروا إلى الدول المجاورة، بينما انهارت الجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع المتصاعد بسرعة. وأشارت إلى أن دمشق امتلأت بالتكهنات بأن الأسد وأسرته فروا إلى مدينة طرطوس الساحلية، حيث توجد قاعدة بحرية روسية يمكن أن تقدم له هروبا آمنا، أو إلى قصره الصيفي بالقرب من اللاذقية، معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها.
دمشق امتلأت بالتكهنات بأن الأسد وأسرته فروا إلى مدينة طرطوس الساحلية، حيث توجد قاعدة بحرية روسية يمكن أن تقدم له هروبا آمنا، أو إلى قصره الصيفي بالقرب من اللاذقية، معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها

وقالت إنه في الوقت الذي ركز فيه النظام جهوده على إنقاذ دمشق، واصل الثوار تقدمهم ببطء إلى أماكن أخرى في سوريا، واستولوا على عدة نقاط حدودية على الحدود السورية مع تركيا والعراق، وقتلوا 21 حارسا. في حين أغلق العراق مركز حدوده الرئيسي مع سوريا وأرسل قوات لتعزيز الحدود.

وقد وردت تقارير عن انقطاع الماء والكهرباء والاتصالات. وقامت قوات الأمن بتطويق أحياء أخرى، وهو يخشى النشطاء أن يكون مقدمة لمذابح تالية. وحتى في المناطق المفترض أنها موالية كانت قوات الأمن تفتش كل المنازل بحثا عن الأسلحة والمنشقين.

ومن جانبها، حذرت مجموعة أوراسيا -وهي منظمة عالمية استشارية في مجال المخاطر السياسية- من أن "الأسد من المرجح أن يوافق على عمليات عسكرية واسعة ضد محاور المعارضة تعطي أولوية لاجتثاث تجمعات الثوار على الحفاظ على المدنيين". وقالت إن "عمليات عسكرية مركزة ودقيقة ستفسح المجال لعقاب جماعي".

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله أحد النشطاء من أن الأمر استغرق من عمه وعمته وأبنائهم الأربعة أربع ساعات للهرب من حي الميدان المحاصر، عبر الأزقة الخلفية، بعد أن دمر القصف دكانه. وعندما سرد عمه العجوز محنته كان يبكي وهو في حالة من الذعر.

وذكرت الصحيفة أن العاصمة كانت محاطة بنقاط التفتيش ودخلت الدبابات دمشق من ناحية الغرب، مما جعل الآلاف يفرون من الطريق الآخر إلى لبنان. وقال مسؤول لبناني إن نحو 19 ألف سوري وصلوا إلى لبنان منذ يوم الأربعاء. وقالت إسرائيل إنها ستمنع أي تدفق للاجئين السوريين إلى مرتفعات الجولان إذا سقط النظام.

وقد زادت الحكومة الرعب عندما أمرت الناس بمغادرة عدة أحياء منشقة حرصا على سلامتهم، وحذرت من أن ثوارا مسلحين متخفين كجنود كانوا يخططون لمهاجمة المدنيين. والذين لم يتمكنوا من الفرار أغلقوا بيوتهم على أنفسهم، وسعى البعض إلى إيجاد ملاذ في باحات الجامع الأموي في المدينة القديمة. وأغلقت المحلات أبوابها في كل أنحاء دمشق، وكانت الشوارع خالية من الناس رغم أنها كانت عشية رمضان.

وختمت الصحيفة بقول مدير مجلس النهوض بالتفاهم العربي البريطاني كريس دويل إن "هذا رد فعل عنيف. ومن المثير للدهشة التفكير في أن النظام الذي كان يفتخر دائما بأنه قلب القومية العربية يقصف عاصمته".

المصدر : تايمز