الحلف مع باكستان عصي على واشنطن

A local reads the news of Pakistan agreement to reopen NATO supply news, at a local newspaper stall in Peshawar, Pakistan, 04 July 2012. Pakistan has agreed to reopen NATO ground supply routes into Afghanistan, after closing them in protest at 24 Pakistani soldiers having been killed in an airstrike on 2011, US Secretary of State Hillary Clinton, said on 03 July. Clinton apologized to Pakistan for the deadly airstrike along the border with Afghanistan, in a telephone call to Foreign Minister Hina Rabbani Khar. The issue of an apology had proved a major roadblock in attempts to reach agreement on reopening the routes and had further soured relations between the countries. EPA/ARSHAD ARBAB
undefined

أثنت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وحكومة وجيش باكستان لتمكنهم من إعادة تشغيل خطوط الإمداد إلى أفغانستان عبر باكستان.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الإنجاز سوف يسهل عملية الانسحاب الكبرى للجيش الأميركي من أفغانستان والمقرر في نهاية عام 2014، كما سيتيح لباكستان الحصول على مليار دولار من التعويضات التي كانت في حوزة الولايات المتحدة بانتظار الاتفاق.

لكن الصحيفة رأت أيضا، أن سبعة الأشهر الماضية التي شهدت منع باكستان خطوط الإمداد الأميركية من المرور عبر أراضيها، تعتبر مؤشرا واضحا على عدم إمكانية توصل إدارة أوباما إلى حلف متين مع "هذه الدولة النووية المسلمة" في المستقبل المنظور.

والسبب من وجهة نظر الصحيفة ليس قصورا سياسيا من إدارة أوباما، ولا ضربات الطائرات بدون طيار التي تستهدف القاعدة في منطقة القبائل الباكستانية، كما أن السبب لا يتعلق أيضا بالغارة الأميركية التي تم فيها اغتيال أسامة بن لادن -الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة- بل هو اعتلال النظام السياسي في تلك الدولة.

وتسترسل الصحيفة في سرد وجهة نظرها وتقول: باكستان بلد تمزقه الضغينة والفساد ومنقسم بين نخب سياسية منعزلة ونخب عسكرية تحيا على تحالفات مع "الإرهابيين" وتملؤها هواجس لطموحات جيوسياسية غير مقبولة ولا يمكن تحقيقها.  

تستعر المواجهة بين المحكمة العليا والحكومة، ينزل الباكستانيون إلى الشوارع كل يوم للاحتجاج والمطالبة بمياه الشرب والكهرباء

وترى الصحيفة أن المعركة القائمة بين المحكمة العليا في باكستان برئاسة افتخار شودري من جهة وحكومة زرداري رئيس حزب الشعب، هي ترجمة لرؤيتها لباكستان.

ووصفت الصحيفة تلك المعركة بأنها "حمقاء" لأن شودري أقال رئيس وزراء سابق من حزب الشعب لعدم توجيهه رسالة إلى السلطات السويسرية لإعادة فتح التحقيق بتهم فساد تتعلق بزرداري. وها هو شودري اليوم يهدد بإطاحة رئيس وزراء ثان لحزب الشعب، لكن الحقيقة الأهم -من وجهة نظر الصحيفة- هي أن السويسريين لن يفتحوا التحقيق سواء وصلت الرسالة أم لم تصل.

وبينما تستعر المواجهة بين المحكمة العليا والحكومة، ينزل الباكستانيون إلى الشوارع كل يوم للاحتجاج والمطالبة بمياه الشرب والكهرباء. الاقتصاد مستمر بالانحدار، وهجمات المجموعات الإسلامية التي تنتشر على الحدود مع أفغانستان تتصاعد بشكل مطرد.

وترى الصحيفة أن المخابرات والجيش الباكستانيين مشغولان بتحالفاتهما مع الجماعات الإسلامية، ويتركون البلاد للمدنيين يديرونها بشكل سيئ.

واتهمت الصحيفة العسكر في باكستان بالسيطرة على الإعلام الباكستاني وترويج العداء للولايات المتحدة.

وأشادت الصحيفة برفض إدارة أوباما لطلب الباكستانيين مبلغ خمسة آلاف دولار أميركي عن كل شاحنة تعبر أراضيهم، والتوصل إلى اتفاق معهم يقضي بدفع مبلغ 250 دولارا فقط، بالإضافة إلى "اعتذار" بارد من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن مقتل 24 عسكريا باكستانيا بنيران القوات الأميركية على الحدود مع أفغانستان في ديسمبر/كانون الأول الماضي.   

وتعتقد الصحيفة أن الاتفاق الأخير لن يصمد مع وجود مؤسسة عسكرية باكستانية تصر على استخدام الإسلاميين كحلفاء في أفغانستان، وتهدد بهم الهند.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول: سوف تستمر الولايات المتحدة باللجوء إلى الخيارات البراغماتية من شراء لرضا باكستان أو احتوائها إذا تطلب الأمر، ولن يتغير هذا الأسلوب إلا عندما تنتخب في باكستان حكومة مدنية ديمقراطية قادرة على احتواء الرغبة في المواجهة التي تتسم بها العسكرية الباكستانية.

المصدر : واشنطن بوست