حملة لإعلام مصر تستهدف مرسي

إتهام الوطني بإحتكار الإعلام الرسمي
undefined

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الإعلام المصري يشن حربا على الرئيس الجديد محمد مرسي، خلافا لما كان يجري مع الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهو ما يراه البعض تشويها مقصودا لصورة مرسي.

وتستدرك الصحيفة قائلة إن القنوات التلفزيونية والصحف الرسمية ما زالت تبدي في ظاهرها الاحتفاء بمرسي كأول رئيس منتخب لمصر، وهو الموقف الرسمي الذي يتبناه الجنرالات الذين تسلموا حكم البلاد بعد مبارك.

ولكن -وفقا لنيويورك تايمز- فإن تلك الوسائل الإعلامية وقفت إلى جانب الجنرالات عندما تحرك مرسي في الأيام الأخيرة لمواجهتهم بإعلانه إعادة البرلمان الذي حله المجلس العسكري استنادا إلى المحكمة الدستورية، وهو ما يعني تقويض الوسائل الإعلامية للرئيس الجديد رغم ما تبديه في الظاهر من احترام لمنصبه.

وتقول الصحيفة إن هذه النتيجة المتناقضة سلطت الضوء على الجهة التي تمتلك الهيمنة الحقيقية على البيروقراطية المصرية.

أمثلة
وتسرد الصحيفة جملة من الأمثلة التي تعكس ما وصفته بالموقف الحقيقي لوسائل الإعلام الرسمية، منها أنه عندما دعا مرسي إلى استئناف عمل البرلمان المنحل، أوردت صحيفة الأهرام في عنوانها الرئيسي فقط بيان الجنرالات: "القوات المسلحة تنتمي إلى الشعب وستبقى إلى جانب الدستور والشرعية".

وكانت المقالة الوحيدة في الصفحة الأولى للأهرام قد ألقت بلائمة هبوط سوق الأسهم على قرار مرسي.

وبينما عمدت القنوات الإخبارية الخاصة إلى إجراء مقابلات مع المشرعين المغادرين البرلمان، تحولت الشبكة الإعلامية الحكومية إلى بث برامج وثائقية مثل الذكرى السنوية للشرطة السرية في مصر.

الحملة الإعلامية منسقة بشكل جيد ومقصودة وتهدف إلى هز صورة الرئيس مرسي وضمان فشله وإحباط الثورة

صراع السلطة
وترى الصحيفة أن الحملة الإعلامية الرسمية ضد مرسي هي جزء من صراع السلطة المربكة في الشوارع والمحاكم والغرف الموصدة التي ساهمت جميعا في إصابة الحكومة المصرية بالشلل.

ويقول بائع السجائر محمد سالم (26 عاما) "إن الأمر أشبه بحرب نفسية، ولا أحد يعلم ما يجري بالضبط"، ويضيف أن المجلس العسكري بدا كأنه "خارج اللعبة" ولكنه في حقيقة الأمر سيطر على البرلمان.

وتمضي نيويورك تايمز في تقريرها قائلة إن الحرب التي تشنها وسائل الإعلام الرسمية على مرسي امتدت إلى تغطية الزيارة المخطط لها من قبل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هذا الأسبوع.

فقد أكدت الأهرام على مدى الأسبوع أن واشنطن منقسمة وقلقة بشأن أول رئيس من جماعة الإخوان المسلمين التي تنتقد إسرائيل والغرب منذ زمن طويل.

غير أن النسخة الإنجليزية من الأهرام التي تصدر أسبوعيا ذهبت أبعد من ذلك فوصفت مرسي بأنه لعبة بيد واشنطن، وقالت نيويورك تايمز إن نظرية المؤامرة تلك تعزز المشاعر العامة في الولايات المتحدة بانعدام الثقة الشعبية بمرسي.

ونقلت الأهرام الأسبوعية عن ضياء رشوان من مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية قوله إن مرسوم مرسي الخاص بإعادة البرلمان رسالة للعسكر والسلطات الأخرى تحذرهم من أن الأميركيين يريدون تسلم مرسي لجميع السلطات، وأنهم على استعداد لحمايته من أجل تحقيق أهدافه.

وأشارت الأهرام إلى أن مرسوم مرسي جاء عقب فترة وجيزة من اجتماعه بوليامز بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأميركية.

كما نقلت الصحيفة عن المرشح الرئاسي السابق من الجناح اليساري عبد العز الحريري قوله إن الولايات المتحدة تأمل باستخدام إقامة الدولة الدينية حجة للغزو.

ويعتقد المحلل السياسي من الجامعة الأميركية بالقاهرة عماد شاهين أن حملة وسائل الإعلام الرسمية ضد الرئيس الجديد جعلت الأمر أكثر وضوحا، وهو أن مرسي يمثل تهديدا مزدوجا باعتباره أول رئيس مدني وأول إسلامي يعتلي السلطة.

وأضاف أن تلك الحملة منسقة بشكل جيد ومقصودة وتهدف إلى هز صورة مرسي وضمان فشله وإحباط الثورة.

المصدر : نيويورك تايمز