تلوث الهواء داخل المنزل أشد من خارجه

epa01906565 'Living Kitchen' (2006) by German artist Stefan Doepner (Living Kitchen plays with the unexpected, allowing the objects to come to life), at the Shift Electronic Arts Festival in Muenchenstein near Basel, Switzerland, 22 October 2009. The exhibition takes place at the Dreispitzhalle and the Schaulager from 22 to 25 October 2009. EPA
undefined
كشف العلماء أن تلوث الهواء داخل المنزل -الذي يمكن أن يكون أكثر سمية ثلاثة أضعاف من الشوارع المختنقة بالسيارات- يزداد سوءا بسبب المنازل الموفرة للطاقة الخالية من تيارات الهواء ومنقيات الهواء ومنتجات التنظيف القوية.

فقد قارن الباحثون من جامعة شيفيلد البريطانية ثلاثة منازل من أجل الدراسة التي قالوا إنها كانت الأولى من نوعها التي تركز على مخاطر التلوث داخل البيت.

وكان البيت الأول عبارة عن منزل منفصل مشيد من الحجر وبه طباخ كهربائي في قرية غرب مدينة شيفيلد. والعقاران الآخران كانا شقتين بهما طباخي غاز في شيفيلد، واحدة في وسط المدينة والأخرى فوق دكان قريب من طريق مزدحم.

وقام العلماء بأخذ عينات لجودة الهواء من خارج وداخل المنازل خلال فترة أربعة أسابيع. ووجدوا آثارا قليلة جدا من أول أكسيد الكربون عالية السمية في المطبخ الكائن في المنزل الريفي، لكن المستويات كانت أعلى بكثير في الشقتين بمجرد أن فتح الفرنان الغازيان.

وكان الطباخان الغازيان أيضا مصدرا هاما لثاني أكسيد النيتروجين، حيث كانت التركيزات في مطبخي الشقتين اللتين في وسط المدينة أعلى ثلاث مرات من تلك التي سُجلت خارج العقارين وتجاوزت كثيرا الحدود الموصى بها من قبل التوجيهات البيئية البريطانية المتعلقة بجودة الهواء داخل المنزل.

وركز البحث على الملوثات التي تشكل أكبر المخاطر على كبار السن والناس الذين يعانون من مشاكل في التنفس أو مشاكل قلبية وعائية، ومنها المركبات العضوية الطيارة والجسيمات الصلبة الصغيرة بما يكفي لتتسلل إلى الرئتين.

وبقياس تركيزات متوسط الجسيمات في مطبخي الشقتين اللتين بهما طباخين غازيين وجد الباحثون أنها كانت أعلى من المستويات المحددة من قبل الحكومة لجودة الهواء خارج المنزل في لندن وإنجلترا.

وقالت الأستاذة فيدا شريفي رئيسة البحث "نحن نقضي 90% من وقتنا داخل بيوتنا ونعمل بجد لجعلها دافئة وآمنة ومريحة لكننا نادرا ما نضع في الاعتبار مقدار التلوث الذي قد نستنشقه. فالطاقة مجرد مصدر واحد للتلوث الداخلي ومع ذلك فإنها مصدر هام. وفي الوقت الذي نجعل فيه منازلنا أكثر مناعة على الهواء الخارجي من المرجح أن نتعرض لمستويات أعلى من التلوث داخل المنزل وهو ما يترك آثاره المحتملة على صحتنا".

وأضافت شريفي "المخاوف بشأن جودة الهواء تميل لأن تركز على ما نستنشقه داخل المنزل لكننا في الوقت الذي نقضي فيه معظم أوقاتنا داخل المنزل نحتاج لمعرفة المزيد عن تلوث الهواء في بيوتنا.

والبيانات المتاحة قليلة جدا عن معدلات الانبعاثات الغازية من الأدوات المنزلية المختلفة أو المستويات المقبولة بشأن الملوثات الداخلية. ورغم أن الدراسة التي أجريناها كانت صغيرة فإنها تلقي الضوء على ضرورة إجراء المزيد من البحث لتحديد تأثير تغيير السكن وأنماط الحياة على جودة الهواء داخل بيوتنا".

المصدر : تلغراف