مخاوف التدخل العسكري في سوريا

ثلاثة وستين شخصا قتلوا اليوم في سوريا
undefined
جاء في مستهل تقرير صحيفة إندبندنت أنه مع تصاعد الخطاب الغربي تصاعد أيضا عدد الضحايا بأيدي "قتلة الأسد" وتساءلت ما إذا كان هناك أي رد عسكري قريب يلوح في الأفق.

وأشارت الصحيفة إلى النغمة الكثيرة التكرار لكبار العسكريين أثناء اجتماعهم الأسبوع الماضي في الحكومة البريطانية للتباحث وهي أن سوريا ليست ليبيا. وكانوا قد ائتمروا لمناقشة مستقبل حرب برية وكيفية تدبر الجيش البريطاني أمره في ذلك بعد تخفيضه بمقدار الخمس. وبعد حروب طويلة في العراق وأفغانستان والشعور السائد هو أن الوقت قد حان لخفض النفقات والتفكير، بدلا من إرسال قوات مهمة خاصة إلى معركة في أراض نائية.

وتناقش كبار الضباط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في شأن ما يمكن تحقيقه في أفغانستان في السنتين والنصف الباقيتين قبل انسحاب القوات الدولية والدروس المستفادة من مهام ليبيا والتهديدات المستقبلية مثل حرب إلكترونية. 

يرى القادة العسكريون أنه يجب توخي الحذر لأن أي تدخل في سوريا سيكون مخاطرة كبيرة ويجب أن يكون متعدد الجنسيات، والحماسة لهذا مفقودة في الوقت الحاضر

ولم يفكر أحد في أن القوات البريطانية ينبغي أن تتورط في الحرب الأهلية السورية كما لم يتوقع الأميركيون تورطهم أيضا. ولهذا فقد كان مفاجئا للقادة سماع وزير الخارجية وليام هيغ معلنا عبر التلفزيون بعد يومين أنه لا يستبعد إرسال قوات بريطانية لسوريا، بينما كان 4100 جندي على وشك تلقي إشعارات بإقالتهم.

وأشار كبار القادة إلى أنه مع استمرار انشغال 9500 جندي بريطاني في القتال في هلمند بأفغانستان وتضاؤل الحجم الإجمالي للقوات بعد تقرير الأمن والدفاع الإستراتيجي وانتهاء خدمة أكثر من 12 ألف جندي آخر في البوسنة فإن مثل هذا الالتزام من جانب هيغ لن يكون ممكنا ببساطة في الوقت الحالي.

وقالت الصحيفة إن العملية الحسابية ليست السبب الوحيد في معارضة كبار القادة العسكريين للتورط في القتال بين نظام بشار الأسد والمعارضة المسلحة. فهناك اعتبارات أخرى مثل أنه ليس هناك قرار أممي حتى الآن بشأن سوريا مثلما كان الوضع مع ليبيا كما أن الإرادة السياسية مشكوك فيها وهناك شاهد على ذلك في أفغانستان ولم ينته العمل هناك بعد. وليس هناك تأكيد فيما ستؤول إليه الأمور في ليبيا في النهاية.

ومن ثم فإن هذا الوقت غير ملائم لبدء عملية أخرى. بالإضافة إلى هذا فإن ما يحدث في سوريا هو حرب أهلية بالفعل وطائفية إلى حد كبير وآخر ما نريده هو إنزال قوات غربية على الأرض في مثل هذا الموقف المشتعل. فالقيام بذلك سيزيد اشتعال التوترات الإقليمية.

ويرى القادة العسكريون أنه يجب توخي الحذر لأن أي تدخل في سوريا سيكون مخاطرة كبيرة ويجب أن يكون متعدد الجنسيات والحماسة لهذا مفقودة في الوقت الحاضر وقد يكون البديل الحالي هو زيادة المساعدات الإنسانية. وهناك أيضا احتمال أن تنفذ إسرائيل تهديدها بالقيام بضربات ضد إيران ومن ثم فإن الوقت غير ملائم لتدويل صراع آخر في المنطقة.

ومن أسباب عدم التدخل العسكري كما يراها كبار القادة أن سوريا لديها نحو تسعين مقاتلة و240 طائرة هجوم بري، معظمها من طرز ميغ الروسية المختلفة و24 مروحية حربية وآلاف الصواريخ أرض جو في نظام دفاعها الجوي وجيش يصل عدده إلى 300 ألف يعادله نفس العدد من جنود الاحتياط. ومن ثم فمن المهم أن يكون الناس على علم بهذه المخاطر.

المصدر : إندبندنت