تحديات هولاند أكبر من الطموحات

French Socialist Party (PS) presidential candidate Francois Hollande celebrates on stage after winning the second round of the French presidential elections, on Place de la Bastille, in Paris, France, 06 May 2012. French Socialist candidate Francois Hollande defeated incumbent Nicolas Sarkozy in the final round of France's presidential election, with exit polls indicating that Hollande is leading with approximately 52 per cent of the vote. EPA/IAN LANGSDON
undefined

اعتبر الكاتب الصحفي بيير هاسكي أن التحديات التي تواجه الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند كبيرة جدا مقارنة بالطموحات التي ينشدها الفرنسيون عقب إلحاقه الهزيمة بغريمه نيكولا ساركوزي.

فالرئيس السابق -كما يقول الكاتب في مقال بصحيفة ذي غارديان- كان قد وصف هولاند بأنه "صفر" وأنه "غير كفء"، ولكن الأخير تمكن من تحقيق المصداقية عبر نهجه البراغماتي وتخليه عن الخطابات النارية.

ورغم أن باريس كانت ترقص مساء الأحد فرحا لفوز هولاند، فإنه سيصطدم بالواقع حتى قبل أن يتولى منصبه رسميا.

فقد صوت الناخبون الفرنسيون للمرشح الذي تعهد بتجنب برنامج ساركوزي الخاص بالتقشف، ولكن نجاح هولاند أو فشله سيتضح في أوروبا، حيث يبدو فيه الرئيس الاشتراكي الفرنسي غريبا عن الاتحاد الأوروبي الذي يقوده المحافظون.

وأثار اقتراح هولاند في يناير/كانون الثاني بإعادة التفاوض بشأن ميثاق الميزانية ليشمل عنصر النمو؛ ازدراء ساركوزي، ومنذ ذلك الحين تغيرت اللهجة وبات النمو مدرجا على أجندة الاتحاد الأوروبي.

لتحقيق النجاح يتعين على هولاند إعادة ابتكار الاقتصاد الفرنسي والتوافق مع المجتمع الفرنسي وإيجاد حلفاء في أوروبا

التحديات
وعن التحديات التي تواجه هولاند يعلق الكاتب على تصريح لمساعد الرئيس المنتخب يؤكد فيه أن "لدينا 45 يوما لتحقيق النجاح"، قائلا إن ذلك يعني أن أمام هولاند 45 يوما لإيجاد صفقة أوروبية جديدة يمكن له أن يسوقها لناخبيه.

كما أن انتصار اليسار لن يحجب النتيجة الكبيرة التي حققتها المرشحة اليمينية مارين لوبان خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، فهي تتوقع أن تضيف شيئا آخر إلى نجاحاتها خلال الانتخابات النيابية المقبلة بالحصول على بعض المقاعد رغم نظام الأغلبية في التصويت.

فالتصويت للجبهة الوطنية اليمينية التي تنتمي إليها لوبان يمثل فشل النظام الفرنسي -وفقا للكاتب- وإقصاء ملايين "الفقراء الجدد" الذين يشعرون بأنهم ضحايا العولمة وازدراء النخبة الفرنسية، وهؤلاء الفقراء هم من تصفهم لوبان بأنهم "غير مرئيين".

وهولاند يعلم بأنه لن يستطيع أن يجد حلا لهؤلاء بين عشية وضحاها، ولكن المشاعر المناهضة للهجرة ولأوروبا التي أثارتها لوبان ما زالت تبدو مقنعة للمهمشين.

فالتحدي أمام الرئيس الجديد يكمن في أن يثبت نفسه ولا يكون مجرد مرحلة يسارية قبل انتزاع السلطة منه في الانتخابات المقبلة، وهذا ما كان يشكل عادة الهاجس لدى اليسار في فرنسا خلال العقود الثلاثة الماضية.

فلتحقيق النجاح، يتعين على هولاند -كما يقول هاسكي- إعادة ابتكار الاقتصاد الفرنسي والتوافق مع المجتمع الفرنسي وإيجاد حلفاء في أوروبا.

المصدر : غارديان