رومني يدعو للتحرك في سوريا

TOKYO - DECEMBER 5: Massachusetts Governor Mitt Romney delivers a keynote address at The American Chamber of Commerce in Japan (ACCJ) at the Westin Tokyo on December 5, 2006 in Tokyo, Japan. Romney is on a three-day trip to Japan. (Photo by Koichi Kamoshida/Getty Images
undefined

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن مذبحة الحولة في سوريا -التي راح ضحيتها أكثر من مائة مدني بينهم عشرات الأطفال- قد قدمت فرصة جديدة للمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية ميت رومني ليعيد إلى الأضواء انتقاده القديم الجديد لسياسة الرئيس باراك أوباما الخارجية، والتي يصفها بأنها "عقيمة وتفتقر إلى الشجاعة".

وقد أدان رومني يوم أمس الثلاثاء ما أسماها "سياسة العجز" التي ينتهجها أوباما والتي سمحت للرئيس السوري بشار الأسد بـ"ذبح عشرة آلاف شخص" وهو عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ اندلاع الثورة السورية إلى الآن.

ولكن الصحيفة وصفت انتقاد رومني للرئيس بأنه لا يتناسب وافتقاره إلى موقف حاسم وواضح من إنهاء حالة القتل المتصاعد في سوريا. وكان رومني قد دعا الولايات المتحدة إلى "العمل مع الشركاء لتنظيم وتسليح مجموعات المعارضة السورية، لكي يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم".

تعقيدات الوضع السوري لا يمكن أن تكون عذرا لـ"سياسة العجز" حتى لو كانت للبيت الأبيض أسباب مبررة لتجنب التدخل في سوريا

لكن دعوة رومني -حسب رأي الصحيفة- هي سياسة تذهب بشكل أو بآخر أبعد من ما يذهب إليه أوباما، ولكنها بالتأكيد لا ترقى إلى مستوى دعوة بعض زملائه في الحزب الجمهوري مثل جون ماكين وليندسي غراهام لتوجيه ضربات جوية لأهداف سورية على غرار السيناريو الليبي.       

وكان البيت الأبيض قد رفض تسليح المعارضة السورية بحجة أن الولايات المتحدة لا تعرف عنهم الكثير، ولا تريد أن تزيد من "عسكرة الوضع" في سوريا. يذكر أن مسألة تسليح المعارضة السورية قد أحدثت انقساما في صفوف الحزب الجمهوري المعروف بميله للحلول العسكرية.

وتعلّق الصحيفة على الحذر الذي يطبع مواقف كل من الرئيس الأميركي الحالي ومتحديه على السواء، بأنه يعكس مدى التعقيد الذي تتسم به القضية السورية، ويبيّن كم أن الولايات المتحدة غير راغبة في التورط بمغامرة عسكرية واسعة النطاق مرة أخرى.

وتشير الصحيفة إلى زاوية تراها مهمة في القضية، وهي عدم صدور مطالبات من منظمات حقوق الإنسان بالتدخل في سوريا، رغم الانتهاكات الواضحة هناك، وتنقل الصحيفة بشأن ذلك قول رئيس مكتب واشنطن لمنظمة هيومن رايتس ووتش توم مالينويسكي "لا تنوي أي منظمة لحقوق الإنسان انتقاد الإدارة الأميركية لفشلها في عمل شيء لم نطلبه منها بعد. نرى تعقيدات متزايدة في الوضع السوري، وهناك مجازفة في التدخل نظرا للبعد الطائفي في البلاد وضعف المعارضة".

ولكن رغم ما سبق، فإن أوباما ليس بمأمن من انتقاد أسلوب تعاطيه المتأني مع القضية السورية، حيث يقول بعض المراقبين إنه أضاع فرصة جيدة لإزاحة الأسد كانت سانحة في بداية الثورة، ولكن أوباما ضيعها بدعوته إلى تسليم منظم للسلطة السياسية في البلاد. من جهة أخرى ينتقد البعض الولايات المتحدة لعدم لعبها دورا قياديا في القضية السورية، وحتى طرد أعلى دبلوماسي في الولايات المتحدة لم يسلم من النقد.

وتقول رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي إيليانا روز -وهي نائبة عن الحزب الجمهوري- إنه "كان على الولايات المتحدة أن تأخذ بزمام المبادرة في طرد مسؤولي النظام السوري". يذكر أن دولا مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا قد سبقت الولايات المتحدة في طرد المسؤولين السوريين.

من جهته، عاد مالينويسكي إلى القول إن "التعقيدات لا يمكن أن تكون عذرا لسياسة العجز" حتى لو كانت للبيت الأبيض أسباب مبررة لتجنب التدخل في سوريا.

المصدر : نيويورك تايمز