إندبندنت: روسيا مفتاح الحل بسوريا

Demonstrators hold opposition flags during a protest against Syria's President Bashar al-Assad after Friday prayers in Idlib May 25, 2012. REUTERS/Shaam News Network/Handout (SYRIA - Tags: CIVIL UNREST POLITICS CONFLICT) FOR EDITORIAL USE ONLY
undefined

دعوة روسيا والصين إلى الوقوف إلى جانب المجتمع الدولي في مواجهة آلة القتل السورية، وتعزيز المبادرة الدولية والعربية، وتنحي الرئيس السوري بشار الأسد وإقامة منطقة عازلة، كانت أهم القضايا التي طرحتها صحيفتا ذي إندبندنت وتايمز في إطار تعليقهما على ما يوصف بمجزرة الحولة  السورية.

فدعت صحيفة ذي إندبندنت موسكو على وجه الخصوص لوقف ما سمته مذابح الأسد، واعتبرت روسيا التي يحمل مفتاح أي إجراء دولي صارم ضد سوريا.

ولكن الصحيفة تؤكد أن الإجراء المناسب يتمثل في تعزيز مهمة مندوب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، وليس في التدخل العسكري لأن سوريا ليست كوسوفو أو ليبيا، وفق إندبندنت.

وقالت إن سوريا بلد كبير يقع في منطقة شديدة التقلب، وقد تنزلق نحو حرب أهلية، مشيرة إلى أن أي تغيير في السلطة يجب أن يتم عبر السوريين أنفسهم.

ووصفت مجزرة الحولة بأنها مروعة وأسوأ حوادث العنف التي تقع منذ 14 شهرا في سوريا، وقالت إن فورة القتل -رغم أن الحقيقة الكاملة بشأن مرتكبها لم تتضح بعد- تأتي بعد الاستخدام المفرط للأسلحة الثقيلة من قبل الجيش النظامي ضد محتجين في بلدة قريبة من معقل المقاومة في حمص.

وهذه المجزرة التي قد تصنف على أنها جريمة حرب -والكلام للصحيفة- ربما تشكل نقطة تحول في هذا الصراع بحيث تحيي المعارضة التي تبدو منقسمة على نفسها، وتذكر العالم بالأعمال المروعة التي قد يلجأ إليها الأسد للاحتفاظ بالسلطة.

فالناشطون الذين بثوا صور الضحايا على الإنترنت كان واضحا بأنهم يظهرونها على أنها ليست مجرد أدلة على الجرائم، بقدر ما هي صرخة احتجاجية قد تحرج الرأي العام العالمي لتقديم الدعم العسكري وليس المعنوي فقط.

غير أن ذي إندبندنت تعتبر التدخل العسكري المباشر في سوريا غير واقعي، وقالت إنه يجب إعطاء الأولوية لمهمة كوفي أنان.

لا بد من عزل نظام الأسد وتوفير حماية مباشرة للسكان عبر تدخل محدود يتمثل في إقامة منطقة عازلة

تدخل محدود
أما صحيفة تايمز فقد ذهبت أبعد قليلا، ودعت إلى عزل نظام الأسد وتوفير حماية مباشرة للسكان عبر تدخل محدود يتمثل في إقامة منطقة عازلة.

وقالت إن ما يجري في سوريا من مذابح سيستمر لأن الأسد غير معني بالمفاوضات، وأضافت أنه "مجرم حرب" يسعى إلى الاحتفاظ بالسلطة المطلقة بصرف النظر عن الكلفة البشرية.

وحذرت من أن السماح للأسد بالمضي في ذلك يعد انتهاكا للالتزامات الدولية تجاه سوريا، وإشارة مصيرية للمستبدين الآخرين، داعية مجلس الأمن إلى توحيد صفوفه وتحديد إجراءات عملية لحماية الشعب السوري.

وتعليقا على خطة كوفي أنان، قالت إن نواياه إنسانية، ولكن المشروع برمته لم يشكل سوى غطاء للنظام السوري كي يرتكب مزيدا من الفظائع.

واقترحت تايمز بعض الخطوات لحل الأزمة السورية، أولها تنحي الأسد عن السلطة، معربة عن تأييدها للنموذج اليمني في تسليم السلطة.

وقالت إن ذلك الإجراء سيكون الحد الأدنى الذي ربما يستجلب الموافقة الصينية والروسية، ولكنه يجب أن يبقى شرطا مسبقا لإنهاء العنف.

وتقترح الصحيفة أيضا إقامة منطقة عازلة لحماية السوريين، مشيرة إلى أن ما يجري ليس حربا أهلية بقدر ما هو اعتداء من قبل نظام وحشي على شعب أسير.

المصدر : إندبندنت + تايمز