"الأخبار": لبنان رهينة ثورة سوريا

LEBANON : A Lebanese Shiite Muslim woman is greeted by her relatives as she arrives at Rafiq Hariri International airport in Beirut with a group of pilgrims who were abducted in Syria's Aleppo province and released shortly after, on May 22, 2012. The abductions of the pilgrims -- news reports put their number at between 11 and 13 -- were feared to further fuel sectarian tensions in Lebanon over the revolt in neighbouring Syria. AFP PHOTO
undefined

نقلت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم أجواء التوتر القائم بلبنان على خلفية اختطاف لبنانيين شيعة من قبل مسلحين شمالي سوريا أثناء قدومهم من إيران, وأعمال الاحتجاج التي تلت عملية الخطف, والتي تزامنت مع إطلاق الموقوف السلفي شادي المولوي وتحذير ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز في رسالة إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان من "حدوث فتنة طائفية" في هذا البلد.

صحيفة "الأخبار" كرست صفحتها الأولى لموضوع الاختطاف وعنونته بـ"لبنان رهينة الثورة". وأبرزت صورة لاثنتين من اللبنانيات المفرج عنهن لدى وصولهن إلى مطار بيروت, إلى جانب مقتطفات من نص رسالة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الصوتية التي اعتبر فيها المخطوفين "أمانة في أعناقنا" وأن "اتصالات مع قوى إقليمية مؤثرة" انطلقت للإفراج عنهم.

وتنقل الأخبار عن سيدة تدعى حياة قولها عبر الهاتف أثناء وجودها في فندق بحلب "ظهر المسلحون فجأة أمامنا بكامل جهوزيتهم، ففهمنا أن كميناً أعد لنا. وجهوا أسلحتهم إلى سائق الباص، وأخبرونا أنهم من الجيش السوري الحر، وأنهم يريدون خطف الرجال بهدف مبادلتهم برجال لهم معتقلين لدى السلطات السورية". 

وتمضي الأخبار قائلة: تضيف حياة "لم نتعرض لأي عنف جسدي من قبل الخاطفين، ولكننا لا نعلم ماذا حصل لرجالنا بعد مغادرتنا، كما لم يتعرضوا لنا بأي إهانات شخصية، لكنهم كانوا يوجهون السباب إلى حزب الله ورموزه".

واقع شارعي
من جهتها أبرزت "النهار" في سياق خبرها الرئيسي رسالة الملك السعودي واحتجاجات الضاحية الجنوبية على خطف اللبنانيين، وربطتهما بتردي الوضع السياسي الداخلي "في ظل انكفاء إضافي لأجهزة الدولة، وتسخير المسؤولين إمكاناتهم لتعزيز واقع شارعي".

وأبرزت الصحيفة القراءات المتباينة للرسالة والتي تراوحت بين اعتبارها عدم رضا عن حكومة نجيب ميقاتي من قبل قوى 14 آذار, وتصنيف زعيم حركة أمل ورئيس البرلمان نبيه بري لها "كدعوة صريحة ومباشرة إلى معاودة الحوار بين الفرقاء اللبنانيين".

وعن التطورات الأخيرة، كتب إلياس الديري في عموده بالنهار "في هذه المرحلة الحرجة التي تتداخل خلالها العوامل الخارجيّة مع الرواسب والحسابات والثأرات الداخلية، انكشف لبنان من الجهات الأربع. وانقسم واقعياً فئات مسلحة، وفئات لا يختلف حالها عن حال الرهينة".

عن التطورات الأخيرة كتب إلياس الديري في عموده بالنهار "في هذه المرحلة الحرجة التي تتداخل خلالها العوامل الخارجية مع الرواسب والحسابات والثأرات الداخلية، انكشف لبنان من الجهات الأربع. وانقسم واقعياً فئات مسلحة، وفئات لا يختلف حالها عن حال الرهينة"

ويضيف الديري "ليس في الوقت متّسع للأخذ والرد والانتظار. وليس أمام الرؤساء الثلاثة سوى أن يبادروا إلى الخطوة الأولى التي لا بد منها: جمع الفرقاء حول طاولة الحوار، وطرح قضية السلاح، أولاً وأخيراً وبين بين".

من جهتها أبرزت "السفير" موضوع اختطاف اللبنانيين في حلب ورسالة الملك عبد الله والإفراج عن المولوي، واختارت له عنوان "الملك عبد الله قلق لاستهداف السنة ويشجع الحوار.. وسليمان إلى السعودية".

لغة مركبة
وتقول السفير "كان واضحاً أن برقية الملك اعتمدت لغة مركبة، اتخذت في جانب منها طابعاً حازماً وحاداً عبر إبداء "القلق من استهداف إحدى الطوائف الرئيسية التي يتكون منها النسيج الاجتماعي اللبناني"، في موقف لافت للانتباه ويكاد يكون غير مسبوق في قاموس الأدبيات السعودية حيال لبنان، لما تضمنه من إيحاء واضح بأن إحدى الطوائف اللبنانية (الطائفة السنية) تحظى بحماية المملكة، في مواجهة التهديد الذي تتعرض له (من دون تحديد واضح لطبيعة هذا التهديد)".

وتنفرد السفير بالإشارة إلى أن السفير السعودي علي عواض العسيري أبلغ الرئيس ميشال سليمان أثناء لقائهما أمس بتشجيع القيادة السعودية معاودة الحوار بين الأطراف اللبنانية وتداوله معه في" زيارة قريبة له إلى الرياض، يليها على الأرجح انطلاق الحوار".

المصدر : الصحافة اللبنانية