خياران أمام خامنئي بشأن النووي

r_An undated photo released by Iran's Army on November 20, 2010 shows an anti-aircraft missile S-200 being launched during a war game from an unknown location in Iran
undefined

قال المحلل السياسي الأميركي لدى مؤسسة كارنيغي للسلام كريم سجادبور إن المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي لم يسبق له المقامرة، ولكنه مجبر الآن على اتخاذ أحد مسارين، إما التنازل عن الطموح النووي أو امتلاك السلاح النووي.

وأشار سجادبور في مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن المرشد الأعلى منذ بداية عهده اعتمد سياسة الأمر الواقع، ولكنه مجبر الآن على اتخاذ خطوة محفوفة بالمخاطر وتشكل تحولا لإيران، وذلك في ظل الضغوط السياسية والاقتصادية على بلاده، بما فيها فرض عقوبات على البنك المركزي وحظر الاتحاد الأوروبي للنفط الإيراني.

وأوضح الكاتب أن خامنئي يعتقد أن المساومة على المثل العليا للثورة قد تؤدي إلى زعزعة أسس الجمهورية الإسلامية، وأنه يعتقد أن الهدف الخفي للولايات المتحدة يتمثل في سعيها لتغيير النظام في إيران وليس لتغيير سلوك النظام، وأنه بتقديمه التنازلات والمرونة إنما يشجع الغرب على تشكيل تهديد أكبر على إيران.

وقال سجادبور إن ثمة ما يدعم نظرية المرشد الأعلى في الوقت الراهن، وأوضح أنه حسب طريقة تفكير خامئني فإن تخلي العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عن برنامجه النووي جعله هدفا هشا أمام تدخل قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وإن ذلك كلف القذافي نظامه وحياته العام الماضي.

إجراء باكستان تجارب على أسلحة نووية عام 1998 ساعد في تحول الضغط الدولي والعقوبات الخارجية المفروضة على إسلام آباد إلى مساعدات وإلى تقديم حوافز للبلاد

تجارب نووية
وعلى العكس من المثال الليبي، فإن إجراء باكستان تجارب على أسلحة نووية عام 1998 ساعد في تحول الضغط الدولي والعقوبات الخارجية المفروضة على إسلام آباد إلى مساعدات وإلى تقديم حوافز للبلاد.

وقال الكاتب إن المرشد الأعلى الإيراني يواجه أمرين أحلاهما مر، فهو سيتجنب خيار التنازل عن الطموح النووي الإيراني، ولكن خيار امتلاك السلاح النووي يعد أمر خطيرا في نفس اللحظة.

وأوضح أن طرد طهران لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاستمرار في تخصيبها اليورانيوم إلى مستويات مناسبة للتصنيع النووي الحربي تعد عوامل من شأنها تشجيع الولايات المتحدة أو إسرائيل على شن هجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأضاف أن الوقت لا يسير في صالح إيران، وأنه ينبغي للمرشد الأعلى حساب ما إذا كان نظامه يمكن أن يتحمل الضغوط الاقتصادية الشديدة والمتصاعدة للفترة التي تحتاجها طهران لحيازة سلاح نووي.

كما أشار الكاتب إلى التحديات التي تواجه المشروع النووي الإيراني، وإلى أن الاستخبارات الأجنبية تمكنت من اختراق المنشآت النووية الإيرانية من خلال الفيروسات التي أدخلتها إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بتلك المنشآت.

وأشار أيضا إلى التفجيرات الغامضة التي تشهدها المنشآت النووية وإلى الاغتيالات والانشقاقات التي من شأنها وضع العثرات في طريق تقدم البرنامج النووي الإيراني.

وتساءل الكاتب فيما إذا كانت هذه التحديات من شأنها إجبار خامنئي على اتخاذ حل وسط، دعا الغرب والولايات المتحدة إلى محالة استيعاب الأزمة الإيرانية عبر المفاوضات والدبلوماسية.

المصدر : واشنطن بوست