نيويورك تايمز: خطة أنان فاشلة

A handout picture released by the Syrian opposition's Shaam News Network shows damages to the buildings in the city of Qusayr on April 27, 2012
undefined

انتقدت صحيفة نيويورك تايمز الهدنة التي أقرتها الأمم المتحدة بشأن الأزمة في سوريا ووصفتها بالفاشلة، وأوضحت أن الخطة لم توقف القتال ولا هي أجبرت السلطات على سحب قواتها وآلياتها الثقيلة من الأحياء المدنية، وأن عديدا من الأطراف المعنية بالأزمة السورية يستثمرون الوقت كل على طريقته.

وأشارت إلى أن ناشطين وصفوا خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك كوفي أنان بالفاشلة، وإلى أن مسؤولين كبارا في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ناقشوا خطة أنان في الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي.

وقالت الصحيفة إنه لا أحد تقدم بأي بديل معقول ذي جدوى للخطة الأممية بشأن سوريا، وبالتالي فإن النتيجة تمثلت في استمرار هدر الوقت وسفك الدماء في البلاد، وفي استمرار صمود الحكومة السورية أمام ما وصفتها بالضغوط الدولية المتناثرة.

وأوضحت أنه على الرغم من استمرار القتال لأشهر واستمرار العقوبات الدولية والعربية التي تركت تداعياتها على الميزانية السورية المحلية، فإن الحكومة السورية لم تقترب بعد من حافة الانهيار، ولا هي توقفت عن استخدام القوة القاتلة.

عسكرة الصراع
وأضافت أن العالم يخشى عسكرة الصراع في سوريا، وبالتالي فإنه يقف مترددا إزاء تسليح المعارضة، مشيرة إلى أن السعودية التي سبق أن دعت المجتمع الدولي إلى تسليح المعارضة لا تزال مترددة هي نفسها في فعل ذلك.

جون ماكين:
الولايات المتحدة والعالم يخذلان الشعب السوري، وكلما مر يوم ونحن نتردد في اتخاذ إجراء ضد الأسد، فإن مزيدا من السوريين سيلقون حتفهم

وأشارت إلى تصريحات للزعيم الدرزي وليد جنبلاط المؤيد للمعارضة السورية، بأنه تحدث إلى البريطانيين والفرنسيين والأميركيين والأتراك وغيرهم، وبأنهم يخشون تسليح المعارضة مخافة أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب أهلية في البلاد، مضيفة "وكأن الحرب الأهلية لم تندلع بعد".

وقالت إن آخرين يخشون احتمال تمزق سوريا، وبالتالي انتشار الفوضى إلى البعد الإقليمي القابل للاشتعال، وإعطاء من وصفتهم بالجهاديين ملعبا جديدا لرعاية "الإرهابيين".

وأضافت أن الغرب وتركيا والعرب يريدون مزيدا من الوقت من أجل تشكيل المعارضة، ومن أجل إيجاد حكومة بديلة ذات مصداقية، وأنهم يأملون في إقناع روسيا -الحليفة المقربة من سوريا- بأن اللوم يقع على الحكومة السورية فيما يتعلق بأعمال العنف في البلاد.

خذلان السوريين
وقالت إن روسيا التي تعيش على أمجاد الماضي تسحب الصين معها، وإنهما يحتاجان إلى مزيد من الوقت حتى تؤتي خطة أنان مفعولها على الأرض، ونسبت إلى محللين قولهم إن موسكو وطهران ترغبان في الإبقاء على الحكومة السورية الحالية، وذلك في سبيل الحفاظ على مصالحهما في البلاد المأزومة.

وأوضح المحللون أن رغبة كل من موسكو وطهران قد تعني أن تضغطا على الرئيس السوري بشار الأسد من أجل تسوية سلمية سياسية في البلاد.

كما أن حكومة الأسد بحاجة إلى مزيد من الوقت في محاولة من جانبها لسحق المعارضة قبل أن تكون الحكومة مضطرة إلى إجراء المفاوضات المتضمنة في خطة أنان.

ونسبت الصحيفة إلى السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين القول الخميس الماضي في جلسة استماع لهيئة الخدمات العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ إنه "لمن الواضح الذي لا يقبل الجدل أن خطة أنان قد فشلت".

وأوضح ماكين أن الأسد لم يلتزم ولن يلتزم بوقف إطلاق النار، مضيفا أن ما يقرب ألف سوري لقوا حتفهم منذ قبول الأسد بوقف إطلاق النار قبل شهر مضى، إضافة إلى نزوح الآلاف من السوريين.

ونسبت إلى ماكين قوله إن الولايات المتحدة والعالم يخذلان الشعب السوري، مشيرا إلى أنه كلما مر يوم ونحن نتردد في اتخاذ إجراء ضد الأسد، فإن مزيدا من السوريين سيلقون حتفهم، وأضافت أن مسؤولين عسكريين كبارا أيدوا تصريحات ماكين.

كما أشارت الصحيفة إلى العديد من التحليلات التي تصب في كون خطة أنان فاشلة، لكنها تبقى أفضل من البديل المحتمل في الوقت الراهن على الأقل، وخاصة في ظل محاولات إدارة أوباما تجنب التورط في حرب بالشرق الأوسط أثناء الحملة الانتخابية للرئاسية.

المصدر : نيويورك تايمز