تركيا تناضل أمام معضلة أزمة سوريا

لقاء خاص - رجب طيب أردوغان - رئيس وزراء تركيا
undefined
 
قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إن تركيا تنوء بأعباء كبيرة إزاء دورها بكونها إحدى القوى الفاعلة بالشرق الأوسط، في ظل تفاقم الأزمة السورية، وأوضحت أن تركيا التي تعتبر نفسها دولة إسلامية ديمقراطية تتمتع باقتصاد مزدهر، باتت تواجه معضلة الأزمة برمتها.

وأضافت أن تركيا ترى في نفسها إحدى الدول القائدة بالمنطقة في ظل الاضطرابات التي يحدثها الربيع العربي، ولكن جهودها تعثرت أثناء محاولاتها المتكررة لوقف العنف ووضع حد للقمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد ضد الشعب السوري، بالرغم من الانتقادات القاسية التي وجهها المسؤولون الأتراك ضد الأسد بأكثر من مناسبة.

وأشارت إلى أنه كلما شددت تركيا الخناق على نظام الأسد، أثارت بذلك غضب دولة قوية أخرى بالمنطقة، موضحة أن تلك الدولة تتمثل في إيران التي تربطها علاقات تحالف مع النظام السوري، ومضيفة أن الأسد يلوح بإثارة الفوضى والاضطراب داخل تركيا نفسها، مما يجعل من الأزمة كابوسا للعلاقات التركية بالمنطقة.

كما جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي انتقاداته للأسد وللدول التي تقف وراء استمرار حمام الدم أو تقف صامتة أو متجاهلة أو غير مبالية إزاء بذل الجهود والمحاولة من أجل وقف المذبحة بسوريا، وانتقد المنظمات الدولية التي تقف عاجزة عن وقف شلال الدم أو تشجع على استمراره.

أردوغان اقترح ضرورة وسرعة إيجاد مناطق إنسانية عازلة من أجل إغاثة السوريين الذين يعانون جراء استمرار الأزمة

لوس أنجلوس تايمز

مناطق عازلة
وقالت الصحيفة إن أردوغان اقترح ضرورة وسرعة إيجاد مناطق إنسانية عازلة من أجل إغاثة السوريين الذين يعانون جراء استمرار الأزمة، وأشارت إلى أن تركيا تؤوي أكثر من 11 ألفا من اللاجئين السوريين الفارين إلى الأراضي التركية.

وتقول خبيرة بالعلاقات الدولية بجامعة قدير هاس بإسطنبول إن تركيا أضحت ضحية نفسها، فهي التي حاولت قصارى جهدها لتغيير الأسد منذ أكثر من ستة أشهر، وإن العالم لا يزال ينتظر ما يمكن أن تفعله تركيا، مضيفة أن تركيا وإيران تتنافسان على السيادة بالمنطقة.

وأوضحت سولي أوزال أن إيران تسعى للحفاظ على تحالفها مع نظام الأسد وسوريا التي تجاور كلا من لبنان وإسرائيل، وأن تركيا وإيران تراقب كل منهما الأخرى عن كثب برغم العلاقات الحسنة بين البلدين, بل إنهما كمن تتراقصان وفي يد كل منهما خنجرها السام.

المصدر : لوس أنجلوس تايمز