تايم: ظل القاعدة وصالح باليمن الجديد

Men claiming to be Al-Qaeda members arrive to address a crowd gathered in Yemen's southern province of Abyan on December 22, 2009.
undefined

قالت مجلة تايم الأميركية إن الاشتباكات الأخيرة بين القوات الحكومية وعناصر القاعدة في جنوبي اليمن تذكر بأن التمرد يلقي بظلاله على جهود البلاد لبناء نظام سياسي جديد.

فقد صاحب تولي الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي منصبه الجديد اشتباكات امتدت أربعة أيام وراح ضحيتها ما لا يقل عن 150 جنديا على أيدي "متمردين إسلاميين".

ورغم تعهد هادي بقتال القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن من يوصفون بالجهاديين هم الذين باشروا الهجوم على المواقع العسكرية، وقتل الجنود وغير ذلك.

وفي الوقت الذي كانت فيه قوات مكافحة الإرهاب المدربة أميركيا تواجه قبائل المعارضة في العاصمة العام الماضي، وجدت الجماعات الجهادية فرصة أكبر للعمل في الجنوب.

وتقول المجلة إن ما تسمى بجماعة أنصار الإسلام المقربة من القاعدة، استفادت من تآكل سلطة الحكومة المركزية لتدمج نفسها في المدن والقرى في محافظة أبين، وتستغل تفشي الفقر واستياء السكان المحليين لنيل الدعم.

ويقول سعيد الفهدي -وهو أحد الصحفيين اليمنيين القلائل الذين سافروا إلى زنجبار حيث مقر أنصار الإسلام- إن معظم المسلحين من السكان المحليين، ويعيشون مع عائلاتهم، ولا يمكن التمييز بينهم، مضيفا أنه "لا يمكن هزيمتهم بالقنابل والرصاص، لأنهم يقاتلون من أجل كسب العقول والقلوب".

وتشير المجلة إلى أن العديد من اليمنيين يشعرون بالحيرة بشأن قدرة مجموعة صغيرة لا تتعدى المائة على شن هجمات تلحق أضرارا جسيمة.

أحد المسؤولين اليمنيين -اشترط عدم الكشف عن اسمه- يقول "ببساطة، الجنود في أبين يقبعون في الخطوط الأمامية منذ أشهر، فيفتقرون إلى الاهتمام والمعنويات المرتفعة"، مضيفا "لا نملك جيشا محترفا".

القوة المتنامية للقاعدة في الوقت الراهن تجعل صالح يبدو أكثر قوة

لاعبون آخرون
أما أخرون فيظنون أن ثمة لاعبين آخرين في الساحة، مشيرين إلى أن الهجمات الأخيرة تزامنت مع إعفاء هادي للقيادي العسكري مهدي مقولة، وهو أحد المقربين من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وقائد سابق للقوات الحكومية في جنوبي اليمن.

ورغم أن صالح غادر القصر الرئاسي، فإنه ما زال يترأس المؤتمر الشعبي العام الحاكم، ولديه أقارب في جميع أنحاء الطبقات العليا من الجيش وجهاز الأمن.

ويرى عبد الله الفقيه -وهو بروفيسور في السياسات بجامعة صنعاء- أن القوة المتنامية للقاعدة في الوقت الراهن تجعل صالح يبدو أكثر قوة.

وتعليقا على تعهد هادي بقتال القاعدة، حذر القاضي المعروف حمود الهتار -الذي كلف بإدارة برنامج إعادة تأهيل الجهاديين اليمنيين- من أن "الدم يجر إلى الدم".

وقال إن استخدام القوة يعزز منطق ومبررات القاعدة، متسائلا: إذا كانت الطائرات المسيرة ناجحة في القضاء على القاعدة، فهل كان الأميركيون سيواجهون مشاكل في أفغانستان وباكستان؟

وأضاف أن هادي يتصرف بضغط من الغرب، فهو يستخدم القوة بدون منطق. "إنه يقودنا إلى طريق خطر جدا".

المصدر : تايم