تحذير من ضياع الثورة المصرية

الصحف الألمانية: هل يتحول مرسي إلى مبارك جديد؟
undefined
حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية من الخطر الذي يهدد الثورة المصرية، وقالت في افتتاحيتها إن تلك الثورة تواجه خطر الضياع في ظل موجة العنف التي تشهدها البلاد، وذلك بعد سلسلة القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس محمد مرسي.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن كبار مساعدي الرئيس كانوا في واشنطن الأسبوع الجاري من أجل الترويج لبلادهم بوصفها نموذجا جديدا للديمقراطية في المنطقة العربية، ولكن المرسوم الأخير الذي أصدره مرسي والذي وضعه فوق القانون -وفق تعبير الصحيفة- هو ما أشعل الأزمة في مصر.

وأشارت إلى الاشتباكات الدموية بين الإسلاميين من أنصار مرسي وبين العلمانيين من المعارضة، والتي أسفرت حتى البارحة عن عدد من القتلى ومئات الجرحى، مضيفة أن الدبابات أغلقت شوارع القاهرة وأن الحرس الرئاسي الخاص اتخذ مواقعه حول القصر الجمهوري.

وقالت إن تسعة من مساعدي مرسي استقالوا احتجاجا على إراقة الدماء وعلى طريقة تعامل الرئيس مع الأزمة، مضيفة أن مرسي أسهم في تعميق الأزمة في كلمته البارحة من خلال اتهامه بعض المتظاهرين من المعارضة بأنهم من بقايا نظام الرئيس السابق حسني مبارك.

ليس هناك من شك في أن بعض قطاعات المعارضة تحلم باستعادة النظام الاستبدادي القديم، وإن هذه العناصر سرعان ما استغلت أجواء التوتر والتخوف إزاء جماعة الإخوان

النظام القديم
وأشارت إلى أن مرسي رفض التراجع عن مرسومه الأخير والذي يمنحه سلطات شبه مطلقة، وأنه شدد على ضرورة المضي قدما لإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور المتنازع عليه، في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وذلك بالرغم من اعتراضات المعارضة من العلمانيين ومن المسيحيين من أنصار الكنيسة القبطية.

وقالت الصحيفة إنه ليس هناك من شك في أن بعض قطاعات المعارضة في مصر تحلم باستعادة النظام الاستبدادي القديم، وإن هذه العناصر سرعان ما استغلت أجواء التوتر والتخوف إزاء جماعة الإخوان المسلمين في البلاد، ولكن هناك في المقابل عناصر في المعارضة تسعى بالفعل إلى بناء مجتمع تعددي تحترم فيه الحريات ويسمع فيه لأصوات الجميع.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن مشروع الدستور الجديد يفي ببعض المطالب الرئيسية للثورة، وذلك من خلال وضع حد لسلطة الرئيس وتقوية دور البرلمان وحظر التعذيب وحظر الاحتجاز دون محاكمة، ولكنه يمنح الجنرالات في الجيش الكثير من السلطة والامتيازات التي كانت لديهم في عهد مبارك.

كما أشارت الصحيفة إلى تشكك الكثير من المصريين بشأن رؤية جماعة الإخوان بالنسبة إلى مصر، وقالت إنه كان ينبغي على مرسي بذل الجهود لجعل شخصيات من المعارضة تنخرط في صفوف حكومته.

واختتمت بالقول إن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة تتمثل في الحوار، شريطة أن يلغي مرسي مرسومه الأخير وأن يؤخر الاستفتاء على مشروع الدستور، وإنه لا هو ولا خصومه يمكنهم السماح لهذا الصراع الخطير بالاستمرار.

المصدر : نيويورك تايمز