تحذير أوباما للأسد بشأن الكيميائي يثير جدلا

Syrians cross the border from the Syrian town of Ras al-Ain to the Turkish border town of Ceylanpinar, Sanliurfa province, December 4, 2012. REUTERS/Laszlo Balogh (TURKEY - Tags: POLITICS CONFLICT TPX IMAGES OF THE DAY)
undefined

أشارت نيويورك تايمز إلى الجدل الذي تثيره تصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن التحذيرات التي سبق أن وجهها الرئيس باراك أوباما للرئيس السوري بشارالأسد بشأن تفكير الأخير باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه أو جيرانه، وتساءلت فيما إذا طرأ تحول جديد بموقف واشنطن.

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن أوباما سبق  أن حذر الأسد إزاء القيام بأي خطوات يكون من شأنها محاولة استخدام الأسلحة الكيميائية التي لديه، وأن الرئيس الأميركي اعتبر أي محاولة من جانب نظام الأسد لنقل هذه الأسلحة أو التفكير باستخدامها خط أحمر يتطلب تدخلا وردا فوريا أميركيا.

وأضافت أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين في إدارة أوباما بشأن الأسلحة الكيميائية السورية توحي وكأن هناك تحولا في سياسة أوباما تجاه هذه المسألة الخطرة، موضحة أن التصريحات الأميركية الجديدة تحذر الأسد في حال استخدامه هذه الأسلحة ضد شعبه أو جيرانه، ولم تعد تحذره إزاء محاولة نقلها أو التفكير في استخدامها.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن أوباما كان حذر في العشرين من أغسطس/آب الماضي من وقوع الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري في أيدي الأشخاص الخطأ، مضيفة أن وزير الدفاع ليون بانيتا أعرب البارحة عن القلق الأميركي بعد حصول بلاده على معلومات استخباراتية خطرة بشأن تفكير النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية، وخاصة مع تقدم المعارضة خصوصا باتجاه دمشق.

التغير والتحول في تفسير عبارات أوباما بشأن الأسلحة الكيمياية السورية ربما يدللان على مدى الصعوبة التي يواجهها أوباما وهو يحاول أن يجد طرقا وقائية تمنع الأسد من استخدام هذه الأسلحة، في ظل محدودية الخيارات الأميركية المحتملة

خيارات محدودة
وقالت الصحيفة إن البيت الأبيض ينفي أي تحول بالسياسة الأميركية إزاء الموقف من سوريا، ونسبت إلى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور قوله البارحة إن ثمة ارتباكا في تفسير بعض عبارات أوباما.

وأوضح أن أوباما لم يقصد بالخط الأحمر نقل الأسلحة الكيميائية السورية من مكان إلى آخر تحت سيطرة النظام الحاكم، ولكنه قصد انتقالها ووقوعها بأيدي جماعات متطرفة مثل حزب الله اللبناني الذي يحتفظ بمعسكرات تدريب قرب مواقع تلك الأسلحة.

وأضافت نيويورك تايمز أن التبدل في المواقف والسياسات في المواجهات العالمية ليس أمرا جديدا، مشيرة إلى أن إسرائيل سبق لها أن بدلت من مواقفها تجاه أزمة النووي الإيراني، وتجاه المدى الذي يمكن أن تصل إليه إيران بشأن طموحاتها النووية قبل أن تفكر إسرائيل بشن هجوم ضد المنشآت النوويية الإيرانية.

وأوضحت أن التغير والتحول في تفسير عبارات أوباما بشأن الأسلحة الكيميائية السورية ربما يدللان على مدى الصعوبة التي يواجهها أوباما وهو يحاول أن يجد طرقا وقائية تمنع الأسد من استخدام هذه الأسلحة، وذلك في ظل محدودية الخيارات الأميركية المحتملة.

وأضافت أن بعض المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يرون أن بعض المحاذير تتمثل في عدم إمكانية توجيه ضربات وقائية أو قصف وتدمير المواقع التي تحتوي على مخازن كيميائية في سوريا بشكل يكون آمنا.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول عسكري أميركي رفيع طلب عدم ذكر اسمه قوله إن محاولة قصف وتدمير مخازن الأسلحة الكيميائية بسوريا ستكون لها نتائح خطيرة بنفس خطورة نتائج استخدام نظام الأسد نفسه لهذه الأسلحة، وأضافت أن بعض  المسؤولين الأميركيين يقولون إن بعض هذه المخازن الكيميائية موجود قرب الحدود الأردنية، وأن أي هجوم عليها من شأنه الإضرار بدولة حليفة لأميركا.

وأشارت إلى احتمال شن إسرائيل ضربة وقائية ضد مخازن السلاح الكيميائي بسوريا، خاصة في ظل الخشية من وقوعها بأيدي حزب الله، وإلى أن إسرائيل سبق أن شنت هجمات وقائية ضد المفاعل النوي العراقي عام 1981 وضد المفاعل النووي السوري عام 2007.

المصدر : نيويورك تايمز