مقترح لتنظيم عالمي للإنترنت

هل يمكن لنظام حياتنا الحديثة أن ينهار بسبب جرائم الإنترنت؟
undefined
تسبب مقترح جديد غير متوقع لتنظيم دولي للإنترنت في إطلاق تحذيرات من انتشار الرقابة على الإنترنت وترك مؤتمر عالمي حول هذه القضية على حافة الانهيار.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن الانقسامات العميقة حول معالجة الإنترنت جاءت بعد تقديم مجموعة دول عربية خطة في وقت متأخر يوم الجمعة تفرض على دول من جميع أنحاء العالم تنظيما صريحا لشركات الإنترنت. كما فاز هذا الاقتراح الذي قُدم في مؤتمر بدبي للاتفاق على معاهدة دولية جديدة للاتصالات، بدعم روسيا والصين ومجموعة من البلدان الأخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإشارة بتنظيم مباشر جاءت بمثابة مفاجأة غير مرحب بها من وفود من الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي أيدت النظام الحالي البسيط لتنظيم الإنترنت.

ورغم أن الدول حرة بالفعل في فرض لوائحها الوطنية فإن الولايات المتحدة وحلفاءها يجادلون بأن تجسيد هذا النهج في معاهدة من شأنه أن يعزز الشرعية الدولية للأنظمة القمعية التي تريد تقييد اتصالات الإنترنت، بينما تجعل الأمر أسهل أيضا للدول كي تتعاون في الرقابة والممارسات التقييدية الأخرى.

وقال  رئيس وفد الدول العربية طارق العوضي إنه من المنطقي لشركات الإنترنت أن تُضمن في اللوائح، لأن هذا من شأنه أن يساعد في إجبارها على العمل مع مشغلي الشبكات.

وأضاف العوضي "هي بحاجة على أية حال للتوصل إلى اتفاقات تجارية مع بعضها البعض".

يشار إلى أن عددا من دول العالم العربي وأفريقيا جادلت بأن شركات الإنترنت يجب أن تنقل المزيد من إيراداتها إلى شبكات الاتصالات التي تحمل حركة مرورها في دول أخرى. ومن المعلوم أن اتفاقات حركة المرور حاليا يتم التوصل إليها عبر مفاوضات مباشرة بين شركات الإنترنت وشركات الشبكات، وهو النهج الذي تحافظ عليه الولايات المتحدة بالفعل ويسمح بوضع الأسعار عند مستوى عادل، حسب الصحيفة.

ووفقا لمشاركين في النقاشات فإن الدعوة إلى تنظيم جديد يمكن أن تقود إلى تعطل المحادثات، وقال شخص مطلع بموقف الولايات المتحدة إن الوفد الأميركي سيرفض تأييد أي شيء يبسط هذا التنظيم بطريقة تضر بحرية الإنترنت، ولديه الدعم الكامل من واشنطن للانسحاب من المحادثات إذا لزم الأمر.

وقالت الصحيفة إن هذا الانقسام قد هيأ الظروف لمحادثات متوترة، حيث من المقرر أن تكتمل المعاهدة النهائية يوم الجمعة القادم.

وقال العوضي "سنجلس معا وربما نستطيع الوصول إلى حل، وربما أساءت الولايات المتحدة فهم نوايانا، ولهذا يمكن أن نشرح موقفنا ونستمع إلى أسباب خوفهم من هذا المقترح، ويمكن أيضا أن نغير صياغتنا".

المصدر : فايننشال تايمز