صحيفة: أوباما يعيد تشكيل أميركا للأسوأ

US President Barack Obama and his wife Michelle arrive at the White House in Washington on November 7, 2012 upon his return from Chicago, one day after his re-election
undefined

انتقدت صحيفة واشنطن تايمز اليمينية المحافظة اليوم الرئيس باراك أوباما وقالت إنه نجح في تحويل أميركا من جهورية دستورية إلى إمبراطورية اشتراكية، مشيرة إلى أن هذا هو المعنى الحقيقي والأهمية التاريخية لنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

ومضت الصحيفة تقول في مقال كتبه جيفري كوهنر إنه ومنذ اللحظة الأولى لرئاسته أعلن أوباما أنه سيكون قائدا "للتغيير"، وتشير إعادة انتخابه إلى أنه أنجز هدفه الأولي: إقامة ديمقراطية اجتماعية أوروبية.

وأورد الكاتب أن الفترة الأولى لأوباما كانت فاشلة بكل المقاييس: التشريعات، والتحفيز الاقتصادي، وإصلاح الرعاية الصحية، "جميعها لا تجد قبولا شعبيا". كما أن النمو الاقتصادي قد توقف، وظلت البطالة مشكلة مزمنة، والانتعاش مصاب بالأنيميا، والتضخم في ازدياد، وعجز الميزانية الحكومية بلغ خمسة تريليونات، كما بلغ الدين القومي 16 تريليونا، "الأمر الذي يهدد أمننا الاقتصادي.. نحن ننزلق إلى أن نكون يونانا أخرى، وإلى الإفلاس الوشيك".

لماذا فوّزوه؟
ولم يتوقف الكاتب عن انتقاد الناخبين كذلك، إذ قال "رغم كل ما أشرت إليه من مظاهر الفشل، فإن الناخبين يكافئونه بفترة رئاسية أخرى".

وتساءل: لماذا يتصرف الناخبون هكذا؟ وأجاب بأن السبب هو أن أكثر من 50% منهم يعتمد على الإعانات الحكومية.

وقال إنه خلال السنوات الأربع الماضية أقامت إدارة أوباما دولة رفاه اجتماعي فرانكو-ألمانية، هدفها الوحيد إقامة تحالف سياسي بين غالبية المواطنين والحزب الديمقراطي.

وأشار كوهنر إلى الإنفاق الحكومي الكبير في المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية وعدّدها بالتفصيل، ليقول إن أوباما قسم أميركا قسمين: منتجي الضرائب ومستهلكي الضرائب.. المانحين والآخذين الذين يولّدون الثروة والذين يستغلونها.

حرب ضد أميركا التقليدية
وأضاف أن ذلك يفسر إستراتيجية أوباما -لعب ورقة الأعراق، ومهاجمة المليونيرات والمليارديرات بلا هوادة، واختلاق تهم زائفة ضد الحزب الجمهوري (محاربة النساء).

وقال الكاتب إن الحرب الحقيقية الوحيدة هي حرب الديمقراطيين التي لا تنقطع ضد أميركا التقليدية، وإن أوباما يمارس سياسة "فرق تسد" القديمة، وإن هدفه تقسيم واستقطاب المجتمع في سعي لا يرحم من أجل السلطة.

واستمر كوهنر يقول إن الطريق واضح أمام تحويل أوباما الكامل لأميركا، فهو يخطط لمكافأة الناخبين اللاتينيين الذين أوصلوه إلى الفترة الرئاسية الثانية بالعفو عما يتراوح بين 12 و20 مليونا من المهاجرين غير القانونيين.

ونسب إلى صحيفة نيويورك تايمز قولها إن أوباما يفكر في "إصلاح شامل لقوانين الهجرة" كأولوية له في الفترة الرئاسية الثانية.

تغيير الخارطة السياسية
وأضاف الكاتب أن السبب واضح، وهو أن إنجاز هذا الهدف سيغير الخارطة السياسية لصالح الديمقراطيين للأبد.

وقال أيضا إن أوباما سيعيد تشكيل المحكمة العليا نظرا إلى أنه مخول بملء المقاعد التي ستشغر بهذه الهيئة، وإن مجلس الشيوخ سيظل بيد الديمقراطيين، "وسيكون خط الدفاع الأخير هو مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون".

وشكا الكاتب من أن مؤسسة الإعلام التقليدية تتبع خط أوباما، وهوليود كذلك، وإن الثقافة الشعبية جعلته من رموزها الهامة، وإن جميع المؤسسات الكبيرة تقريبا قد وقعت تحت نفوذه.

واختتم كوهنر مقاله بالقول إن الرئيس لم يبد إلا الاحتقار للدستور، وإنه يعيد تشكيل أميركا وفقا لتصوره. وتساءل: هل يقوى الجمهوريون على إيقافه؟ "إذا كانت الإجابة بلا، فستستحيل العودة من أميركا أوباما".   

المصدر : واشنطن تايمز