صحف إسرائيل: العقوبات تؤتي أكلها بإيران
وأضاف أنه لأول مرة اعترف النظام الإيراني بأن العقوبات الغربية تمس اقتصاد الدولة، وأن "الرئيس محمود أحمدي نجاد بالذات هو الذي عرض "عار" إيران على الملأ, وشرح بأن المداخيل التي شهدتها الدولة من صناعة النفط تضررت نتيجة للعقوبات".
ويوضح الكاتب أنه في كل يوم يمر تغلق أعمال تجارية أخرى ويرتفع معدل البطالة ويفقد المال القليل الذي في أيدي الجمهور من قيمته بخطوات كبرى، في حين يجد أصحاب القرار صعوبة في أداء مهامهم وإنقاذ الاقتصاد الإيراني من وضعه.
ويبين أن العملة الإيرانية فقدت في غضون سنة نحو 80% من قيمة عملتها، بالتزامن مع تضخم مالي مفزع وغلاء للمنتجات الغذائية الأساسية.
إسقاط النظام
ومن جهته يبدو الكاتب دان مرغليت شامتا إزاء ما يجري في إيران، مطالبا العالم الغربي بألا يقف الآن في منتصف الطريق دون إيصال العقوبات الاقتصادية إلى مداها الأقصى المفضي إلى إسقاط النظام هناك.
ويصف في مقال له بصحيفة إسرائيل اليوم تحت عنوان "يجب على العالم أن يُتم العمل" مظاهرات أمس بأنها "أول صيد" و"ثمرة حقيقية للعقوبات الباهظة التي يفرضها العالم المستنير على نظام آيات الله الظلامي", مضيفا أنه "لا يوجد هناك "الموت لأميركا" ولا "الموت لإسرائيل" بل "الموت لسوريا" خاصة".
ومع ذلك يرى الكاتب أن المظاهرة التي كانت وتلك التي يتوقع أن تكون ما زالت ليست تهديدا للنظام، وأن الناظر في وحشية ذبح الأسد لأبناء شعبه بمساعدة النظام في إيران يدرك أنهم قادرون على ذلك ليس في شوارع دمشق فقط بل في سوق طهران أيضا, فلا رحمة في قلوبهم في الداخل والخارج أيضا.
وأضاف أن النضال سيكون طويلا, وسيضطر آيات الله أيضا إلى النكوص عن المشاركة في سوريا ولبنان وقطاع غزة كي يخصصوا موارد أكبر لاقتصاد بلدهم, وسيكون ضبط المشروع الذري في آخر قائمة التقليصات حينما لا يوجد مفر من ذلك.
ويخلص إلى أن العقوبات الاقتصادية يمكنها أن تكون ناجحة إذا شددوها، موضحا أنها "في مستواها الحالي مشكلة للنظام الآثم لكنها ليست خطرا على وجوده".
يديعوت أحرونوت: الشرارة التي أشعلت الشوارع هي الخطوات التي اتخذها النظام لوقف تهاوي قيمة العملة، حيث تلقى قائد شرطة طهران إسماعيل مُقدم أوامر واضحة بإغلاق السوق الكبير في المدينة |
مشكلات حرجة
وفي سياق متصل يرى بوعز بسموت في الصحيفة ذاتها أنه رغم المشكلات الاقتصادية الحرجة المحدقة بنظام الحكم الإيراني فإنه لا يزال مصرا على إتمام المشروع الذري.
ويقول إن "النظام الإيراني لا تضغطه الأزمات بل إنه يحيا منها", مضيفا أن على النظام كي يحفظ بقاءه في هذا الوضع أن يبني لنفسه المثلث المقدس وهو "حرس الثورة وعصابات الباسيج المسلحة والطبقة الدنيا التي أصبحت العمود الفقري للنظام".
ويخلص إلى أن للعقوبات تأثيرا لكنه غير كاف إلى الآن، متسائلا: هل ستشل العقوبة الجديدة (شل البنك المركزي الإيراني) المشروع الذري الإيراني؟ وأضاف "يعد النظام بالاستمرار في المشروع الذري، وإذا لم تجدوا خبزا فكُلوا الذرة".
وفي مقالها الافتتاحي قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الشرارة التي أشعلت الشوارع هي الخطوات التي اتخذها النظام لوقف تهاوي قيمة العملة، حيث تلقى قائد شرطة طهران إسماعيل مُقدم أوامر واضحة بإغلاق السوق الكبير في المدينة.
وتضيف الصحيفة أن الشباب تعلموا درسا من أمواج الاعتقالات والعنف التي شملتهم في الجولة السابقة وأصبحوا حذرين جدا, مضيفة أن حرس الثورة لا يخاطر وكذلك أيضا يخشى خريجو الثورة الخضراء أن يطرحوهم للتحقيق العنيف في السجون.