مناظرة أوباما ورومني في الصحافة الأميركية

U.S. President Barack Obama (R) debates with Republican presidential candidate Mitt Romney as moderator Bob Schieffer listens at the Keith C. and Elaine Johnson Wold Performing Arts Center at Lynn University on October 22, 2012 in Boca Raton, Florida
undefined
تناولت الصحافة الأميركية بشكل موسع المناظرة التلفزيونية بين مرشحي الانتخابات الرئاسة الأميركية الرئيس الديمقراطي الحالي باراك أوباما وخصمه الجمهوري مت رومني، والتي ركزت على السياسة الخارجية.

وأجمعت الصحف بشكل عام على تقييم إيجابي لأداء أوباما في المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز إن رومني الذي ينظر إليه على أنه من المدرسة نفسها التي ينتمي إليها الرئيس السابق جورج بوش قد جاهد ليطمئن الجمهور الرافض للحرب بأنه لن يشن حروبا جديدة كما فعل بوش، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أنه واجه صعوبة ملحوظة في تقديم إثباتات ملموسة على ذلك.  

لقد جانبك الصواب في كل مرة كنتَ تقدم فيها رأيا (..) الخطأ والتهور يملأ خريطة أدائكم

أما صحيفة واشنطن بوست، فقالت إن رومني أمعن في انتقاد سياسة أوباما الخارجية، إلا أنه فشل في تقديم رؤية لسياسات وبدا وكأنه لن يكون لديه خيار سوى اتباع خط السياسة الأميركية الخارجية الحالية.

وفي تقييم صحيفة لوس أنجلوس تايمز للمناظرة، فإن أوباما نجح في إبقاء رومني في موقف المدافع عن نفسه، وتمكن من محاصرته بسيل من الأفكار والانتقادات لسياسة المدرسة السياسية التي ينتمي إليها.

ووصفت نيويورك تايمز رومني اليميني بأنه حاول أن يظهر بأنه ينتمي إلى تيار الوسط ويبتعد عن لهجة الصقور التي استخدمها وعرف بها الرئيس الجمهوري السابق بوش، وحاول جهده إقناع الأميركيين بأنه سيكون قائدا أعلى يعتمد عليه للجيش الأميركي، وأنه ليس نسخة عن بوش كما يحاول أوباما أن يصوره. وتعهد رومني بأن يستخدم القوة الأميركية بشكل إيجابي، وأن يضمن استخدامها بشكل سلمي لحل قضايا السياسة الخارجية العالقة، ولكن من دون أن يعرض هيبة أميركا للخطر.

وكان رومني والحزب الجمهوري قد اتهما أوباما بالإحجام عن استخدام القوة العسكرية بشكل مباشر في حل التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في الخارج، ورأوا أن ذلك أفقد الولايات المتحدة مكانتها القيادية في العالم وهزّ هيبتها.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست فإن الجمهوريين قد أصيبوا بخيبة أمل من أداء مرشحهم رومني في مناظرة أمس، حيث كانوا يتوقعون أن يفتح على أوباما النار للطريقة التي تعامل بها البيت الأبيض مع استهداف القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا، إلا أن أنهم فوجئوا بأداء لم يتوقعوه، حيث قام رومني بتهنئة أوباما على اغتيال زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.

وقد اختار رومني عدم التركيز على حادثة بنغازي، وتناول بشكل موسع الأحداث الجارية في المنطقة العربية، وطالب بسياسات من شأنها دفع "العالم الإسلامي لرفض التطرف".

ومن بين مواجهات الحرب الكلامية التي طغت على جو المناظرة قول أوباما لرومني: كنتَ مخطئا في كل مرة كنت تقدم فيها رأيا (..) الخطأ والتهور يملأ خريطة أدائكم"، وأجاب رومني بأن مهاجمته لا تعتبر إستراتيجية ناجحة.

كما تطرقت المناظرة إلى قضايا مثل إيران وأفغانستان، ورغم انتقاد رومني لسياسة أوباما في هذين الملفين فإنه لم يقدم حلولا بديلة، حيث لا تختلف وجهة نظر رومني عن أوباما بشأن سحب الجيش الأميركي من أفغانستان، أما بشأن قضية إيران فقد تجلت براعة أوباما في المناورة بشكل جلي.

إن العد التنازلي مستمر. وإذا لم يمتثل الإيرانيون لمطالب المجتمع فسوف نطرق جميع الخيارات لنضمن عدم حصولهم على السلاح النووي

يذكر أن الجمهوريين يعيبون على أوباما سعيه المستمر للتوصل إلى حل تفاوضي لملف إيران النووي، إلا أن أوباما لم يعط الفرصة لرومني ليستخدم ذلك ضده، وقدم أقوى تصريح له في هذا الشأن بحسب صحيفة واشنطن بوست.

استبق أوباما رومني بالقول "إن العد التنازلي مستمر. وإذا لم يمتثل الإيرانيون لمطالب المجتمع فسوف نطرق جميع الخيارات لنضمن عدم حصولهم على السلاح النووي".

وبالانتقال إلى صحيفة لوس أنجلوس تايمز، فقد تناولت موقف رومني الدفاعي وتناولت سعيه للنأي بنفسه عن الاتهامات بأنه سيتبع نفس سياسات جورج بوش، إلا أنه في الوقت ذاته عاب على أوباما بأن البحرية الأميركية في عهده تمتلك سفنا أقل من أي وقت في تاريخ الجيش الأميركي.

وردّ عليه أوباما بالقول "إننا نملك اليوم عددا أقل من الخيول والحراب، لأن طبيعة القوة العسكرية قد تغيرت. نملك اليوم ما يدعى حاملات الطائرات حيث تستطيع الطائرات أن تقلع منها وتهبط عليها، ولدينا سفن تغوص تحت الماء تدعى الغواصات النووية".

المصدر : الصحافة الأميركية