في انتظار نتائج الثورة بمصر

بعض الشباب من عمال اليومية يجلسون على الرصيف في انتظار من يطلبهم لأداء عمل يومي
undefined

في محافظة المنوفية بمصر تحسن الوضع الأمني عن ما كان عليه في الأشهر الأولى من الثورة، وكذلك أصبحت مظاهر الفوضى قليلة. وعادت الشرطة إلى الطرقات لتوجيه حركة المرور، وانتهى إضراب طويل بمصنع النسيج وعاد الناس إلى أعمالهم بالمزارع أو المصانع الريفية.  

هذا ما استهل به ديفد أغناطيوس مقالا له نشرته صحيفة واشنطن بوست اليوم السبت بشأن نتائج الثورة المصرية قائلا من يرغب في معرفة ما أنجزته الثورة بعد عشرين شهرا من قيامها، يمكنه أن يزور هذه المنطقة الريفية بدلتا النيل.

لكنه قال أيضا إن الإجابة الأمينة يجب أن تتأجل إلى ما بعد سنة أو سنتين، مشيرا إلى أن كل شيء قد تغيّر من الخارج "لكن ما تحت السطح لم يتغير شيء تقريبا".

وقال إن أثر الثورة أوضح ما يكون في حقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين فازوا بالانتخابات البرلمانية حتى في المنوفية، وهي المعقل القوي للنظام السابق.

الشعور بالحرية
وأضاف أنه يبدو أن الناس يشعرون بالحرية لقول ما يريدون بما ذلك الانتقادات الحادة للرئيس الجديد محمد مرسي بطريقة لا يمكن أن تخطر على بال في السابق.

وأشار إلى أن من بين التغيرات الخارجية التي شملت المنوفية، مسقط رأس الرئيس المخلوع حسني مبارك، أن أصبح المنزل القديم لعائلة مبارك مهجورا ومنسيا. وتزين الطريق الضيق الذي يوجد به المنزل بملصقات الدعاية لمرسي والمرشحين الآخرين الذين تنافسوا ليحلوا محله في الرئاسة.

وذكر أيضا أن ما كان يُعرف في السابق بكبري مبارك على قناة نيلية رئيسية سُمي الآن بإسم أحد شهداء الثورة.

لا تغيير على الأرض
ثم قال أغناطيوس إن التغييرات العميقة التي تحتاجها المنوفية لم تبدأ بعد. القنوات النيلية قذرة بالقمامة والمياه غير صالحة للشرب. والاقتصاد المحلي متخلف ولا يزال يعتمد على بيروقراطية في ثبات مستمر. و"رئيس الإخوان المسلمين هنا يقول كل ما هو إيجابي بشأن الإصلاح، لكن وحتى اليوم لا يوجد على الأرض ما يدل عليه".

والتقى أغناطيوس رئيس الإخوان المسلمين في المنوفية عضو البرلمان "المهندس بدر الفلاح" واصفا إياه بالأناقة والجدية في محاربة الفساد والسعي لخلق وظائف والطلاقة في الحديث وبأنه يقدم أفضل وجه للجماعة.

وقال "عندما سألت بدر الفلاح عن شعار الإخوان المسلمين -الإسلام هو الحل- قال إن ذلك كان جزءا من حياته منذ أن انضم للتنظيم وعمره 17 عاما، ومع ذلك لم يركز في الحوار معه على الدين بل على التنمية الاقتصادية".

وأشار إلى أن بدر الفلاح يعلم أن أهل المنوفية في عجلة من أمرهم فيما يخص التغيير، لكنه قال إن ذلك لن يحدث بين ليلة وضحاها لكبر المشاكل.

معايير النجاح
وبشأن الكيفية التي يمكن بها تقييم نجاح الإخوان في هذه المنطقة من مصر، قال الفلاح للكاتب إنه سيرى خلال عام واحد المزيد من الطرق المسفلتة، ومياها أنظف، وقمامة أقل، وخلال عامين أو ثلاثة سيرى صناعات جديدة، وطرقا سريعة تربط المنوفية بالقاهرة، ومنطقة تجارة حرة، وبيروقراطية محلية أقل فسادا، وبرنامجا لتدوير المخلفات.

ولم يكتف الكاتب بلقائه ممثل الإخوان، بل التقى مواطنين آخرين وصفهم بأنهم شباب بينهم يساريون ينتمون لـحركة 6 أبريل. ونسب إلى أحدهم إشادته بمرسي لإبعاده كبار جنرالات الجيش وتشكيله أول حكومة مدنية بمصر. ونقل عنه أيضا قوله "التغييرات على الأرض لا وجود لها، لا يزال الناس فقراء، الأطفال في الشوارع، والمياه قذرة".

وقال أغناطيوس إن بعض الناس أكثر حدة في انتقاداتهم، مثل أيمن عبد العزيز (26 عاما) الذي قال "الإخوان المسلمون سيخسرون الانتخابات المقبلة" ويعتقد أنهم استغلوا النزعة الدينية للمسلمين الفقراء ليصلوا إلى السلطة.

المصدر : واشنطن بوست