مشاهد من النزاع في درعا

صورة مباشرة من تظاهرة في درعا - سوريا

جانب من مظاهرة في درعا السورية (الجزيرة)

تناول تقرير مجلة تايم الأميركية مجريات الأحداث في مدينة درعا السورية حيث يحكي مراسل المجلة مشاهداته لما يجري في المدينة أثناء جولته التي سمحت بها الحكومة السورية. لكن الأمر كما يقول أحد الشباب الذين التقاهم المراسل ليس كما يصوره المسؤولون بأن كل شيء على ما يرام.

وأخذ الشاب يصف له أهوال ما حدث ويحدث في هذه المدينة، بما في ذلك الغارات اليومية على منازل المواطنين وانتشار نقاط التفتيش في كل مكان وملاحقة المعارضين. وقال إن ما يحدث بالليل يختلف تماما عما يراه بالنهار. وأضاف الشاب أن العصابات الوحيدة في هذه المدن هي الشبيحة المسلحون أتباع (الرئيس بشار) الأسد.

ويروي المراسل جانبا من لقائه هو وبعض الصحفيين مع محافظ مدينة درعا الذي قال له إن "الموقف في درعا وسوريا ليس ما تراه على التلفاز. وثلاثة أرباع المشكلة آتية من قنوات الجزيرة الفضائية التي تبالغ كثيرا فيما يحدث وستخرج لترى بنفسك الحال الذي عليه درعا".

ووفقا لرواية المحافظ فإن ما بدأ احتجاجا مشروعا على الفساد والركود السياسي في شهر مارس/آذار عولج وحُل مع المواطنين المحترمين. أما أولئك الذين يوجدون في الشوارع اليوم فإنهم ليسوا سوى عصابات مسلحة وإرهابيين وليسوا نفس أولئك الذين خرجوا في الشوارع في البداية. فهؤلاء مأجورون بالمال والمخدرات.

وأشار المراسل إلى أن واقع الأمر في البلد يتوقف على من تسأل وأن هناك مخاوف بأن النزاع الممتد قد أصبح معركة حول الإدراك الحسي بقدر ما هو معركة حول مستقبل البلد.

الموقف في درعا وسوريا ليس ما تراه على التلفاز. وثلاثة أرباع المشكلة آتية من قنوات الجزيرة الفضائية التي تبالغ كثيرا فيما يحدث وستخرج لترى بنفسك الحال الذي عليه درعا

فكل طرف يزعم احتكاره للحقيقة وهو ما يجعل الأمر أصعب على الجميع لفهم حقيقة ما يحدث على أرض الواقع، وخاصة الصحفيين الذين يعتمدون على مشاهد فيديو غير موثقة من داخل البلد والروايات الحكومية وبيانات المعارضة في الخارج ومسؤولي الحكومة الذين نادرا ما يقابلون الصحفيين.

ففي شوارع العاصمة دمشق كثير من مؤيدي الرئيس بشار الأسد قرروا إلقاء لوم الاضطرابات الأخيرة على قطر ودول مجلس التعاون الخليجي التي يتهمونها بأنها تحرض على العنف لإضعاف وتقسيم سوريا. حتى وصل الأمر إلى أن الموالين للحكومة يقولون إن دول الخليج العربي تتلقى الأوامر من الولايات المتحدة وإسرائيل لإضعاف التحالف بين إيران وسوريا وحزب الله.

كما تزعم الحكومة السورية أن هناك أسلحة تُهرب من تركيا والأردن لتسليح المتمردين لمهاجمة الدولة.

وأشار المراسل إلى أن روسيا، الحليف الرئيسي لسوريا، تورطت أيضا في لعبة الملامة حيث لام وزير خارجيتها  أعضاء مجلس الأمن على تأجيج الانقسامات في سوريا بعدم بذل المزيد من الضغط على المعارضة المتمثلة في المجلس الوطني السوري للدخول في مفاوضات مباشرة مع حكومة الأسد وحل النزاع.

وقال إن تحركات المراسلين الأجانب داخل سوريا مقيدة لكنهم رغم ذلك يحاولون تجاوز هذه القيود ويخاطرون بحياتهم أحيانا في التنقل بدون إذن الحكومة.

وختمت المجلة بأنه على عكس الثورات العربية في مصر وتونس وليبيا التي كشفت جماهيرها عدم شعبية أنظمتها القمعية فإن المعركة من أجل قلوب وعقول السوريين وأولئك الذين يراقبون الانتفاضة من بعيد ما زالت تحتدم، مثل النزاع نفسه الذي مر عليه عشرة أشهر.

المصدر : تايم