بدء محادثات بين أميركا وطالبان

afp : Taliban fighters stands near their weapons after they joined Afghanistan government forces during a ceremony in Herat on December 29, 2011. Eleven fighters left the Taliban to join government forces in western Afghanistan. AFP PHOTO/Aref KARIMI

عناصر من طالبان يتخلون عن القتال الشهر الفائت للانضمام لحكومة أفغانستان (الفرنسية)

قال مسؤولون سابقون في حركة طالبان إن ممثلين عن الحركة بدؤوا محادثات مع مسؤولين أميركيين في قطر تتناول إجراءات بناء الثقة، منها نقل سجناء ينتمون للحركة من غوانتانامو إلى قطر، في حين تعمل طالبان على تحسين صورتها وفق وول ستريت جورنال.

ونقلت نيويورك تايمز عن المسؤولين السابقين أن ما بين أربع وثمانية ممثلين عن طالبان توجهوا لقطر من باكستان لتجهيز مكتب سياسي للحركة.

وأشارت إلى أن تلك التصريحات توحي بأن طالبان -التي لم تعلن بأنها ستشارك في محادثات سلام لإنهاء الحرب بأفغانستان- تعمل على التعجيل في المحادثات التمهيدية.

أما المسؤولون الأميركيون فلم ينكروا أنهم عقدوا لقاءات مع طالبان، وأن تلك المحادثات حظيت بموافقة ضمنية من باكستان التي تصدت في السابق لجهود لطالبان بهذا الشأن.

وتقول الصحيفة إن الحكومة الأفغانية التي أعربت عن استيائها في البداية لأنها شعرت بالإقصاء، وافقت على إجراء المحادثات من حيث المبدأ رغم أنها لم تشارك بشكل مباشر، وهو ما قد يعد عقبة محتملة "لهذا التطور التاريخي".

غير أن المسؤولين الذين التقتهم الصحيفة في كابل حرصوا على ألا يصفوا المحادثات بأنها محادثات سلام، حيث قال مولوي قلم الدين –وهو الوزير السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحكومة طالبان السابقة- "حاليا ليس هناك محادثات سلام".

وأضاف أن المحادثات التي لا تزال قائمة في قطر تتعلق فقط بإطلاق سجناء طالبان من غوانتانامو، معربا عن رغبة الحركة في تعزيز الحوار لبناء الثقة من أجل عقد محادثات أخرى بالمستقبل.

وأكد  سيد محمد أكبر أغا –وهو قيادي عسكري بطالبان- أنه سيتم نقل خمسة سجناء ينتمون للحركة على مرحلتين، يليهما من تبقى من المعتقلين، غير أن مارك غروسمان -الممثل الخاص لإدارة أوباما بأفغانستان وباكستان- قلل من شأن تلك التصريحات، وقال إن واشنطن لم تقرر بعد بهذا الشأن.

من جانبها صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند بأن غروسمان عقد عددا من اللقاءات الخاصة بأفغانستان عندما زار قطر الأسبوع الماضي.

وقال غروسمان في مؤتمر صحفي بكابل إن محادثات السلام الحقيقية قد تبدأ بالفعل بعد أن تنبذ طالبان الإرهاب الدولي، وتوافق على دعم عملية السلام لإنهاء الصراع المسلح.

حركة طالبان تسعى حاليا لتحسين صورتها أمام العالم عبر سلسلة من التصريحات، وإجراءات تتعلق بتعليم الفتيات

صورة طالبان
وفي إطار متصل، قالت وول ستريت جورنال إن طالبان تسعى حاليا لتحسين صورتها أمام العالم عبر سلسلة من التصريحات، وإجراءات تتعلق بتعليم الفتيات.

وضربت الصحيفة مثالا على الإجراءات قائلة إن قلم الدين -الذي كان وزيرا لهيئة أغلقت مدارس البنات وضربت الرجال على تقصير لحاهم واعتقلت أصحاب متاجر الموسيقى وأشرطة الفيديو- يتولى الآن الإشراف على شبكة مدارس لتعليم القراءة والكتابة والرياضيات لآلاف البنات بولاية لوغار جنوب كابل.

وقال قلم الدين "التعليم ضرورة للنساء كما هو للرجال" مستدلا على ذلك بالتعاليم الإسلامية التي تنص على حق الجميع في التعليم، ولا سيما أنهم يقومون بالواجبات نفسها من صلاة وصيام.

وفي تصريحات أدلت بها في الآونة الأخيرة، بدت طالبان أكثر اعتدالا، وميولا لإقامة علاقات سلمية مع دول الجوار واحترام حقوق الإنسان، وفق تعبير وول ستريت جورنال.

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن ممثلين عن طالبان التقوا مسؤولين أميركيين خلال الأشهر الماضية، في محاولة لإقامة حوار يمكن أن ينهي أطول حرب أميركية بالخارج.

وفي مؤشر ملموس على التقديم -تقول وول ستريت جورنال- تنازلت طالبان مطلع هذا الشهر عن إصرارها على خروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان قبل إجراء محادثات سلام، وأسست مكتبا لتمثيلها في قطر لتسهيل المفاوضات في المستقبل.

وأكد المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أن "حكومة طالبان في المستقبل ستكون أكثر حكمة واعتدالا مما كانت عليه في تسعينيات القرن الماضي" وقال "كلما تقدمت الحركة في السن، أصبحت أكثر نضجا وأجرت تغييرات جذرية".

كما أن الحركة تضم في صفوفها قادة من الطاجيك والأوزبك وآخرين من أقليات غير بشتونية بقيت خارج حكومة طالبان عام 2001.

وأشار مجاهد إلى أن الإدارة المستقبلية للحركة ستسعى إلى إقامة "تنسيق جيد" مع المجتمع الدولي لمكافحة المخدرات.

وعن استئصال علاقتها مع تنظيم القاعدة، كمطلب أساسي لدى أميركا وحلفائها، تقول الصحيفة إن مقاتلي القاعدة لم يرتبطوا "بالتمرد الراهن في أفغانستان" وخاصة بعد مقتل زعيمهم أسامة بن لادن العام الماضي.

وأوضح وزير خارجية طالبان وكيل عبد المتوكل أن الحركة "لديها أجندة محلية ولا تعمل في الخارج، في حين أن القاعدة دولية، وهو أكبر فرق بين الطرفين".

غير أن قادة ميدانيين أميركيين في كابل يتفقون على أن قيادة طالبان ما زالت تعتقد بأنها قد تحقق هدفها الحربي الذي ينطوي على الاستيلاء على كابل وباقي أرجاء البلاد عقب انسحاب القوات الأجنبية عام 2014.

المصدر : نيويورك تايمز + وول ستريت جورنال