هل كان خطاب حالة الاتحاد انتخابيا؟

US President Barack Obama speaks during his State of the Union address in fornt of a joint session of Congress on January 24, 2012 on Capitol Hill in Washington, DC. PHOTO Saul LOEB / POOL

واشنطن بوست: أوباما تجاهل في خطاب الاتحاد الكثير من التحديات التي تواجه البلاد (الفرنسية)

اعتبرت الصحف الأميركية -في مجملها وبشكل متفاوت- خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما خطابا انتخابيا بامتياز، ولكن صحيفة واشنطن تايمز على وجه الخصوص انتقدت حالة البلاد. أما الصحف البريطانية فلم تخصص مساحة واسعة للخطاب.

فقد قالت صحيفة واشنطن بوست إن الخطاب كان مليئا بالعبارات الطنانة، ولكنه تجاهل بعض التحديات الرئيسية.

وأضافت أن الخطاب ليس برنامجا للعام المقبل بقدر ما هو تفسير للأسباب التي تجعل أوباما يستحق إعادة انتخابه.

فبشأن حديثه عن جعل قانون الضرائب أكثر بساطة، قالت الصحيفة إنه جعله أكثر تعقيدا لأنه يميز بين الصناعة وقطاعات الأعمال الأخرى، مشيرة إلى أن هذا التمييز بين القطاعات أو بين المدن التي تحتضن المصانع يزيد القانون تعقيدا.

وفي الشؤون الخارجية، أخذت الصحيفة عليه تجنبه الحديث عن أي مبادرة تتعلق بطبيعة العلاقة مع العراق الذي يعد منتِجا إستراتيجياً للنفط.

الخطاب ليس برنامجا للعام المقبل بقدر ما هو تفسير للأسباب التي تجعل أوباما يستحق إعادة انتخابه

قيادة سياسية
ومن جانبها أثنت صحيفة نيويورك تايمز على إنجازات أوباما، وقالت إن الولايات المتحدة تتعافى بشكل بطيء وتكافح من أجل ذلك، ولكنها قالت إن البلاد ما زالت بحاجة إلى عمل حكومي وقيادة سياسية قوية.

وأشارت إلى أن الأرقام الاقتصادية تحسنت منذ مطلع العام الماضي، ولكنها أشارت إلى أن مشاكل البلاد ما زالت عميقة، فتحدثت عن وجود 13.1 مليون عاطل عن العمل.

وقالت إن أوباما أصبح أكثر حزما، ولكنه بحاجة إلى المزيد، وأضافت أن خطاب حالة الاتحاد كان فرصة لم يبددها الرئيس.

أما صحيفة لوس أنجلوس تايمز فقالت في تحليل إخباري إن استخدام أوباما خطاب حالة الاتحاد لعقد مقارنات حادة مع الجمهوريين بشأن قضايا حساسة مثل الضرائب والرهن العقاري، يمثل افتتاحا لمناظرات العام الانتخابي الذي قد يكون الأشد منذ عقود.

وأشارت إلى أن إستراتيجية أوباما أشبه ما تكون بإستراتيجية الرئيس السابق جورج بوش عام 2004 الذي استخدم القضايا الاستقطابية لزيادة الإقبال من قبل مؤيديه، وأقدم على تقديم تنازلات طفيفة لاستمالة الوسط.

الهوة الواسعة بين وعود أوباما وما حققه من نتائج تعتبر حجة عليه

فرس مسنة
وركزت صحيفة واشنطن تايمز في افتتاحيتها على قضية الشؤون الخارجية، ووصفت البلاد في ظل أوباما بأنها فرس مسنة ومتعبة.

وقالت إن الهوة الواسعة بين وعود أوباما وما حققه من نتائج تعتبر حجة عليه، مشيرة إلى أنه حاول في خطاب الاتحاد أن يقدم نفسه على أنه أكثر الرؤساء نجاحا في تاريخ الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالشؤون الخارجية.

وتابعت أن فريق أوباما الأمني جاء إلى السلطة وهو يحمل تصورا ينطوي على إيجاد عالم جديد ومثالي، والانفصال عن سياسات بوش، وإحياء المكانة الأميركية وإيجاد عصر جديد للتعاون الدولي والسلام.

فقد كان أوباما يأمل أن وعوده بإغلاق معتقل غوانتانامو، وتوسيع نطاق الحماية الدستورية الكاملة "للإرهابيين" الأجانب، ووضع حد لأساليب التعذيب التي كانت في عهد بوش؛ ستحقق له المصداقية.

غير أن أوباما -والكلام لواشنطن تايمز- فشل في تحقيق أول وعدين، ولم يحقق تقدما في عملية السلام في الشرق الأوسط التي كان يأمل ألا تتوقف عند الفلسطينيين والإسرائيليين، بل تمتد إلى إيران والدول الأخرى، "وذلك بسبب انعدام الثقة بين جميع الأطراف".

وترى الصحيفة أن حكومة أوباما تعتمد على ردود الأفعال، فتنتظر ما يقوم به اللاعبون الآخرون مثل إيران وإسرائيل وروسيا والصين وكوريا الشمالية، ثم تأمل أن تتمكن من التكيف مع الظروف عندما يحين الوقت.

وخلصت إلى أن أوباما جعل الولايات المتحدة خلال أعوامه الثلاثة في السلطة "ضعيفة وجبانة وغير جديرة بالثقة".

خطاب أوباما يعالج قضية التفاوت بين الأميركيين، ولكن هل هذا سيكون كافيا لإعادة انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؟

صحف بريطانية
وفي الصحف البريطانية كتب غاري يونغ مقالا يقول فيه إن الخطاب يعالج قضية التفاوت بين الأميركيين، ولكنه تساءل قائلا: هل هذا سيكون كافيا لإعادة انتخاب أوباما في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؟

وكتب -في مستهل مقال نشرته صحيفة ذي غارديان- "إذا أردت أن تفهم رسالة الخطاب، فعليك أن تنظر إلى أي ولاية سينطلق غدا. أولا أيوا فأريزونا، ومن ثم نيفادا وكولورادو وميشيغان، وكلها ولايات متأرجحة"، ليقول إن الخطاب كان انتخابيا.

ومن جانبها، قالت صحيفة ديلي تلغراف في تقريرها إن الرئيس أوباما وضع مخططا لـ"أميركا أكثر عدلا" في خطابه السنوي، حيث تعهد بإرغام الأثرياء على دفع ضرائب أكثر، وهو ما سيشكل قضية حساسة في أكثر الانتخابات الأميركية إثارة للانقسام في الذاكرة الحية.

وأضافت أن خطابه السياسي والشعبوي يرسم الخطوط الأساسية للمعركة الانتخابية التي سيخوضها مع خصومه الجمهوريين في نوفمبر/تشرين الثاني.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية