مَن القوة العظمى القادمة؟

U.S. President Barack Obama speaks on the extension of the payroll tax cut and of the Republican obstruction of Richard Cordray's nomination to head the Consumer Financial Protection Bureau (CFPB) in the briefing room of the White House in Washington December 8, 2011.


تساءل الكاتب الأميركي غيل نورتون بشأن الدولة التي قد تصبح القوة العظمى في العالم بعد عدة عقود، وقال إنه يبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اختار الطريق التي تؤدي بالبلاد إلى اضمحلال دورها في العالم.

وبينما أعرب الكاتب -الذي شغل سابقا منصب وزير الداخلية في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش– عن أمنياته بأن تبقى الولايات المتحدة تتصدر مركز القوة العظمى في العالم، أشار إلى أن الدور الأميركي آخذ في الاضمحلال، وأن بقاء البلاد في المركز الأول على المستوى العالمي بات في خطر.

وضرب الكاتب بعض الأمثلة التي ينتقد فيها إدارة أوباما بدعوى أنها تسير إلى ما ليس فيه صالح ومستقبل البلاد، ومن بينها عدم اعتماد الإدارة مشروعا نفطيا إستراتيجياً يتمثل في مد خط نفطي يربط كندا بالولايات المتحدة.

وقال نورتون إنه كان ينتظر أن ينقل خط أنابيب "كيستون أكس أل" النفط الكندي من الرمال الكندية ومناطق أخرى في المنطقة إلى المصافي النفطية على السواحل الأميركية، وإن إجراءات الموافقة على تنفيذ خط الأنابيب بدأت منذ 2008، ولكن دون جدوى.

المشروع النفطي الضخم متضمن في ثمانية مجلدات بشأن آثاره البيئية، وجاء في أعقاب دراسات هائلة، لكن إدارة أوباما ردت بأنه يحتاج إلى مزيد من الدراسة

دراسات هائلة
وبينما أوضح الكاتب أن هذا المشروع الضخم جاء في أعقاب دراسات هائلة، أضاف أن إدارة أوباما ردت بأن المشروع يحتاج إلى مزيد من الدراسة.


وقال إن إدارة أوباما قامت بتأجيل قرار بشأن خط الأنابيب كان يفترض اتخاذه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مضيفا أن الكونغرس الأميركي رد بإمهال أوباما ستين يوما حتى يتخذ قرارا بشكل مبدئي بخصوص مدى كون خط الأنابيب يندرج ضمن المصالح الوطنية للبلاد.

كما أشار الوزير الأميركي السابق إلى التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، وبالتالي منع أكثر من 20% من إمدادات النفط التي تمر عبر المضيق في الشرق الأوسط إلى العالم.

وبينما قال الكاتب إن الولايات المتحدة تعاني من تفشي البطالة، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، أشار إلى الآثار المتوقعة لتقلب أسعار النفط التي سرعان ما تلتهب وتترك تداعياتها على الإنتاجية.

وقال إن مشروع خط الأنابيب النفطي المقترح والممول من جانب القطاع الخاص من شأنه خلق عشرات الآلاف من فرص العمل، والمساعدة على استقرار إمدادات الطاقة في الولايات المتحدة بشكل واضح، مضيفا أنه يبدو أن المشروع الضخم يصب في المصلحة الوطنية الأميركية.

وحذر الكاتب من أن الباب الصيني بات مفتوحا أمام النفط الكندي، وأن الكنديين يفكرون في إنشاء خطوط بديلة تأخذ النفط من رمالهم إلى سواحلهم الغربية، ومن ثم عبر ناقلات إلى الصين.


وقال نورتون إن الرفض الأميركي للمشروع النفطي الضخم أمر يثير قلق المستثمرين بشأن مدى استقرار مناخ الأعمال في البلاد، وإنه على النقيض من الولايات المتحدة، فإن الصين –بدهائها وذكائها- تؤكد توفر واستقرار مصادر النفط ومصادر الطاقة الأخرى المستقبلية.

واختتم متسائلا عن الأمة التي تبذل أفضل الاستعدادات لتكون قوة عظمى في المستقبل، في ظل اضمحلال الدور الأميركي في العالم.

المصدر : واشنطن تايمز