أردوغان وزعامة العرب

r_Turkey's Prime Minister Recep Tayyip Erdogan attends a rally to welcome him to Lebanon in al-Kouachra village, northern Lebanon, November 24, 2010.

رجب طيب أردوغان (أرشيف-رويترز)

قالت صحيفة إندبندنت إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي وصل إلى القاهرة أمس في زيارة تشمل مصر وتونس وليبيا، في وقت تشدد بلاده موقفها تجاه إسرائيل، يسعى لجعل تركيا قوة مسيطرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقالت الصحيفة إن أردوغان يسعى عبر زيارته لتونس وليبيا إلى إظهار دعم تركيا للبلدين، موضحة أن نظام تركيا الديمقراطي ذا الصبغة الإسلامية يمكن أن يكون نموذجا في الدول الثلاث.

وأكدت الصحيفة أن السلوك المتشدد لأردوغان تجاه إسرائيل، وهي الحليف المقرب لتركيا، فتح له مجال الإعجاب في العالم العربي، خاصة وسط تأكد العرب من فشل أوباما في مساعدة الفلسطينيين في حين يقدم كامل دعمه لإسرائيل، مما أوهن شعبية ونفوذ أميركا في المنطقة.

وقبل مغادرته إلى القاهرة، قال أردوغان في حوار صحفي إنه رأى غيوم الحرب تتجمع ضد إسرائيل العام الماضي عندما سقط تسعة أتراك برصاص الجيش الإسرائيلي الذي هاجم قافلة الحرية، لكنه فضل "التعامل بصبر" مع الموقف، وقال إن تركيا في المستقبل سترسل سفنا لحماية أي قافلة مساعدات لغزة.

وقالت الصحيفة إن تركيا استفادت من التغييرات في العالم العربي لأنها ستتلاءم على الأغلب مع الحكومات الديمقراطية الجديدة حتى وإن كانت على علاقة جيدة بالحكومات السابقة.

وأوضحت الصحيفة أن تركيا تستطيع الاستفادة من الفراغ الذي تركته دول كبيرة مثل مصر وسوريا، فهي الآن أضعف من السابق، كما أن العراق لم يتعاف بعد من عواقب سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين.

كما قالت الصحيفة إن تركيا تختلف كثيرا عن إيران في أن لها عددا قليلا من الأعداء، وهي سعت للتوسط في البرنامج النووي الإيراني الذي تتوجس منه، كما أن أنقرة وطهران تملكان عدوا مشتركا وهو التمرد الكردي.

وأضافت الصحيفة أن تركيا لعبت دورا سياسيا مؤثرا في الساحة العراقية لقدرتها على التوسط بين مختلف الأحزاب والطوائف الدينية والعرقية، كما أنها تلعب دورا تجاريا متناميا فيه أيضا.

وفي سوريا انتقد أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بسبب القمع الذي يمارسه، ربما لأنه يعتقد أن النظام السوري لن يستمر على الأقل في شكله الحالي، وفي ليبيا حيث ترددت تركيا في البداية لكنها أسرعت بقطع الطريق مع القذافي عندما أعطت الثوار 300 مليون دولار عندما احتاجوا المال، كما أن تركيا كانت تشارك بكثافة في عمليات البناء بليبيا.

وخلصت الصحيفة إلى أن عزلة إسرائيل والتحرك الديمقراطي العربي وضعف الدول العربية وتناقص الدور الأميركي في المنطقة، كلها عوامل تصب في صالح الموقف التركي، لكنها استدركت بأن "النفوذ التركي يتنامى في المنطقة لكنه يحتاج وقتا طويلا ليتحكم في أحداثها".

المصدر : إندبندنت