نظرات في 11 سبتمبر

تصميم لأسامه بن لأدن - تفجير برجي التجارة في أمريكا


قال الكاتب روجر كوهين إن الولايات المتحدة فقدت وجهتها بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، بعدما شهد العالم توسعا أميركيا طائشا، وكانت بداية القرن الواحد والعشرين حاضنة للشكوك الأميركية.

وأضاف الكاتب في مقال بصحيفة نيويورك تايمز أن القرن الأميركي انتهى، وهو يبحث عن مكان له بين القوى الصاعدة، مما يجعل السؤال مفتوحا عن الدور الذي لعبته تلك الهجمات في إعادة تشكيل القوى الدولية في هذا العالم، وجزؤها الذي يمكن أن يُنسب إلى هذه الفترة الصعبة.

وأوضح الكاتب أن انتقال القوى كان أمرا محتوما، لكن هجمات 11 سبتمبر زادت من سرعته، إذ تولى زعامة الولايات المتحدة رئيس بالصدفة، فقاد البلاد إلى حربين دون إعداد، وكان رأيه حقا لا يقبل النقاش، فتحالف عدم المسؤولية مع الإدانة، وأصبح خداع الذات هو أم الهلاك، فأدت الحروب إلى القتل.

وبدورها، كان لوول ستريت تأثير مدمر آخر، فأصبح مصطلح "مهما كان الأمر" شعارا للأميركيين الذين بلغ سيلهم الزبى، وفي هذا الوقت تداعت الأمور.

وقال الكاتب إن الأيديولوجيات المتطرفة ازدهرت عندما حصل هذا؛ فتم إنشاء عدو من الداخل، وازدهر البحث على كبش الفداء، كما أقصي أي حل وسط. وكان أكثر آثار 11 سبتمبر/أيلول دمارا هو استقطاب أميركا واحتضانها الكراهية.

فقد فشلت المصلحة الوطنية في منع تصفية الحسابات أو تأجيج التعصب، وأدى التلاعب بالذاكرة إلى تحويل هجوم نفذته مجموعة من المسلمين المتعصبين إلى محاولة حظر الشريعة الإسلامية في عدة ولايات أميركية، وحتى إلى انتشار تصورات بذيئة عن الرئيس باراك أوباما والإسلام.

وأضاف أن خاتمة هذا العقد شهدت الأمل، فقد ارتفعت أصوات ملايين العرب مطالبين بالكرامة والحرية التي حرموا منها طويلا.

وكانت الأنظمة الاستبدادية التي يعيشون تحتها هي التي أنتجت التعصب الذي يقف وراء 11 سبتمبر/أيلول، كما كان نفاق الدعم الغربي لتلك الأنظمة الاستبدادية أداة دعاية كبيرة للإرهابيين. وما عرفته أميركا في وقت متأخر، هو أن التغيير صعب وسيكون متفاوتا في العالم العربي.

المصدر : نيويورك تايمز